اردوغان ولعبة الباتريوت ؟

اردوغان ولعبة الباتريوت  ؟
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

لماذا طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في الاراضي التركية وعلى الحدود مع سوريا ؟ هل ان هناك قوة تهدد بلاده أم انه يهدف من وراء خطوته هذه أثارة ازمة جديدة في المنطقة هي في غنى عنها؟ .

الموقف التركي الجديد واجه احتجاجات من دول المنطقة التي تعتقد بان الحكومة التركية تعد نفسها لمهمة جديدة وهي القيام بدور شرطي الولايات المتحدة وحلف الناتو في المنطقة .
منطقة الشرق الاوسط تواجه حاليا ازمات متعددة و كبيرة  تهدد امنها واستقرارها ويستدعي هذا الوضع  تظافر الجهود لحل هذه الازمات ، لا رش الزيت على النار واشعال حريق يأتي على الاخضر واليابس.
فمنطقة الشرق الاوسط بحاجة الى سياسيين عقلاء يدركون الوضع الخطير الذي تعانيه المنطقة
ويطرحون حلولا  تخفض من حدة التوتر ، لا ان يقوموا بخطوات تزيد التوترات والازمات وتثيرالحروب بينما تنشد شعوب المنطقة  السلام والاستقرار .
فتركيا التي تواجه ازمات متعددة في الداخل ، هي في غنى عن اضافة ازمة جديدة لازماتها ، فرئيس الوزراء التركي الذي يعمل منذ فترة طويلة بمساعدة وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية والعربية على تصدير النموذج التركي الى دول الشرق الاوسط ، قد فشل في الاختبار الاول الذي ساعد في تشديد الازمة في سوريا ، كما فشل في تعزيز علاقات بلاده مع دول الجوار وخاصة  العراق الذي كانت تربطه علاقات جيدة مع تركيا وكان للاتراك علاقات سياسية واقتصادية وتجارية جيدة مع الحكومة العراقية ، الا ان الحكومة التركية تسببت في توتر العلاقة مع العراق بسبب اقامة علاقات مع حكومة اقليم كردستان  دون الاكتراث للحكومة المركزية.
رئيس الوزراء التركي اضافة الى التدخل في تصعيد الازمات في المنطقة ، أخذ يتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية ، ويطرح قضايا طائفية خطيرة ، مما استدعي قيام العديد من مسؤولي دول المنطقة باطلاق تحذيرات للمسؤول التركي والطلب منه بعدم الدخول في لعبة الطائفية الخطيرة التي من الممكن ان تزيد الانقسامات والخلافات بين شعوب المنطقة.
فاثارة القضايا المذهبية والطائفية من جانب رئيس الوزراء التركي يظهر بما لا يدع مجال للشك أن الخطة الامريكية الاوروبية لاثارة النعرات الطائفية في المنطقة أصبحت جاهزة للتنفيذ وان رئيس الوزراء التركي قد أعلن عن استعداده لتنفيذ هذه الخطة مقابل تنصيبه شرطيا في المنطقة بعد ان كان لامريكا شرطيان احدهما شاه ايران المقبور والثاني نظام ال سعود الذي يعاني حاليا من عزلة كبيرة بسبب شيخوخة ومرض أغلب زعمائه .
رئيس الوزراء التركي مصمم على لعب دور الشرطي في المنطقة ،  فالموافقة على تزويده بصواريخ الباتريوت هو عربون  لهذه الصفقة التي ستكون في مصلحة الولايات المتحدة والناتو وخسارة لجميع دول المنطقة .
لقد حذرت ايران المسؤولين الاتراك من نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في الاراضي التركية ، واعتبرت  اصرار بعض الدول الغربية والعربية على حل أزمات المنطقة بالوسائل العسكرية هو السبب الرئيسي للتوتر والمخاطر في المنطقة ، ودعت الدول الفاعلة في المنطقة البحث عن حلول سياسية للازمات الاقليمية .
ان على رئيس الوزراء التركي ان لا يلعب هذه اللعبة الخطيرة لانها سترتد عليه ، وان صواريخ الباتريوت سوف توقع المسؤولين الاتراك في ورطة  يصعب عليهم  الخروج منها.
شاكر كسرائي