قمة المنامة .. ادعاءات مكررة وممجوجة

قمة المنامة .. ادعاءات مكررة وممجوجة
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

انتهت قمة المنامة ، من دون نتائج تذكر، كما توقعنا ذلك في مقال سابق ، سوى اصدار بيان مليء بعبارات تنم عن الحقد والضغينة والافتراءات ضد ايران. وادعى المشاركون في القمة ، بأن ايران تتدخل في شؤون دولهم.

هذا في الوقت الذي يعلم القاصي والداني بان السعودية والولايات المتحدة الامريكية  تتدخلان  باستمراروبصورة مباشرة  في شؤون دول الخليج الفارسي وبالتحديد في البحرين ولهما قوات عسكرية على الاراضي البحرينية  وتقومان  بصورة مشتركة بقمع انتفاضة الشعب البحريني وتعترفان بذلك دون خجل .
وتكرر قمم مجلس التعاون كل عام هذه السمفونية الممجوجة والادعاءات المضحكة التي اعتاد الجميع على سماعها باتهام ايران بالتدخل في شؤون دولها ، بينما تستبيح الولايات المتحدة اراضي هذه الدول وتقوم قواتها العسكرية بالتواجد في طول هذه البلدان وعرضها  بل ان المسؤوليين يتفاخرون بوضع اراضيهم تحت تصرف القوات الامريكية .
ان المسؤولين في مجلس التعاون يدركون جيدا ان ما يهدد بلدانهم هو الحكم الفردي والشمولي وغياب الحريات والحكم الديمقراطي وقمع كل من يعترض على حكمهم الاستبدادي ، وليس كما يزعمون تدخل ايران في شؤون بلدانهم.
ان البيان الذي اصدره المشاركون في قمة المنامة ، لم يأت على ذكر الانتفاضة في البحرين ولا اشار الى احتجاجات الاغلبية البحرينية ضد قمع ال خليفة للمواطنين المطالبين بحقوقهم.
ان ايران التي تؤكد على حقها في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية تُتهم من قبل المشاركين في قمة المنامة بتهديد الامن والاستقرار في المنطقة ، بينما  تواجد القوات الامريكية في قواعد عسكرية علي اراضي الدول الاعضاء في مجلس التعاون يساعد على الامن والاستقرار في المنطقة ، كما يزعمون .
ومن المضحك ، ان يدعى وزير الخارجية البحريني في قمة المنامة " ان ايران تمثل خطرا كبيرا جدا" بينما يشكل الاسطول الخامس الامريكي في البحرين وتواجد القوات السعودية و التي تشارك في قمع التحرك الشعبي الذي يشكو التهميش والتمييز العنصري والطائفي ، صمام امان لحكومة ال خليفة  التی تحکم الشعب البحرینی بالحدید والنار وتحظى بدعم مستمر من الامريكان وحلف الناتو.
كما ان الوزير يطرح اسطوانة جديدة  و يحذر من النشاط النووي و البرنامج النووي الايراني ويعتبره يشكل خطرا بيئيا على منطقة الخليج الفارسي.
ولا عجب ، أن يكرر زعماء دول مجلس التعاون  الذي انشيء في سنة 1981 بأمر من الولايات المتحدة الامريكية  لمساعدة صدام حسين المقبور ، في عدوانه على الجمهورية الاسلامية ، ولمواجهة الثورة الاسلامية الايرانية والاطاحة  بها  ،  أن يكرروا مزاعمهم  كل عام بشان التدخل الايراني والخطر الايراني على دول المنطقة ، ولم يفكر هؤلاء يوما ان يغيروا هذه الاسطوانة الممجوجة  المضحكة  السخيفة التي يكررونها منذ 33 عاما .
شاكر كسرائي

كلمات دليلية :