رئيس تحرير جريدة الثورة

ما يقال عن مهمة الابراهيمي تخمينات لا ترتقي للواقع

ما يقال عن مهمة الابراهيمي تخمينات لا ترتقي للواقع
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

دمشق(العالم)27/12/2012- أكد رئيس تحرير جريدة الثورة السورية علي قاسم أن كل ما يقال عن زيارة المبعوث الاممي الاخيرة الى سوريا الاخضر الابراهيمي هي مجرد تخمينات لا ترتقي الى واقع ما يدور وما يبحث عنه الابراهيمي لحل الازمة السورية، لا بل حديث البعض عن مهمة الابراهيمي تحاكي أمانيه وأوهامه .

وقال قاسم لقناة العالم الاخبارية الخميس : عادت التخمينات المتضاربة لتطفو على السطح حول مجريات مهمة الإبراهيمي في سورية، وأن تلك التخمينات يستوي فيها المتفائلون بمهمة الإبراهيمي والمتشائمون، رغم الفوارق في المنبت، والاختلاف في التوجه، فتتقاطع في بعض زواياها النيات الحسنة كما السيئة، في محاكاة لافتراض لا يزال يحكم رؤية الكثيرين ويقودهم إلى مغالطات واضحة وصريحة في المقاربات التي يحاول البعض عبرها اصطناع عناوين غير دقيقة لمحطة دمشق.‏
واضاف قاسم إذا كان مفهوماً أبعاد وخفايا التسريبات التي تقودها أجندات فضحت سياقها وتجاوزت الحيّز الذي اختلقته منذ بداية الأزمة، وأضافت عليه، فإنه يبدو ملتبساً ذلك الموقف الذي تسجله بعض المواقف حين تنجر إلى التسليم بما ينضح من إناء تلك الأطراف، مشيرا الى أن الابراهيمي وما حمله اصطدم منذ البداية بالتهويل والبناء على التخمينات وكان القليل الذي تسرب من لقاءاته، بالكاد يعطي انطباعات عامة وغير محددة، وبالتالي من الخطأ السياسي الارتهان لها لبناء الاستنتاجات التي جاءت في معظمها متسرعة وغير مدركة لأبعاد الخصوصية التي تحدد بدقة حيز التحرك ومفاهيم أي طرح، وحتى المفردات المستخدمة فيه.‏
وأوضح قاسم أن زيارة الابراهيمي سبقتها سيل من التكهنات الكاذبة والتي اختفت من التداول بعد أن نفاها جملة وتفصيلاً، ويذهب الشطط بالبعض إلى رسم صورة لتفاصيل تحاكي أمانيه وتستعيد جزءاً من أوهامه، لكن النفخ في رماد النار التي أججها يعيد التشويش والضبابية على المهمة تحت عناوين جديدة وسياقات مختلفة.‏
كل هذا يدفع إلى التذكير أن محطة دمشق ليست كسائر المحطات وما يبنى خارجها لا يجوز ولا يصحّ أن يكون مشابهاً أو مساوياً بأي شكل من الأشكال لما هو داخلها، وأن الاعتبارات التي تحكم القادمين إليها والمقيمين فيها تختلف بالمطلق عما يحكم حسابات ومزاجيات وتقولات من يقف خارج أسوارها.‏
واشار قاسم الى أن الحيّز الفاصل بين المسموح والمتاح خارج مهمة الابراهيمي يشكل السقف الذي يستظل به كل من يفكر في العمل السياسي والدبلوماسي، ومن يسكت على ما يسرب من خارجها لا يمكن له أن يهضم الأفكار والمداولات داخلها، وما يحتمل التأجيل والتسويف والانتظار لبعض الوقت هناك، يصبح هنا ممنوعاً وغير متاح ولا مباح.‏
وشدد قاسم على أن مهمة الابراهيمي لا تواجه في المقدمة مشكلة انتزاع الالتزام من المرتزقة وإلارهابيين، بقدر ما تواجه انتزاع هذا الالتزام من دول وأطراف لا تزال تواصل النفخ في الرماد، بحثاً عن شرارة هنا أو بصيص نار هناك، والوقت كما لمسه الإبراهيمي ليس في صالح من ينفخ ولا في مصلحة من يحرك الرماد حتى لو تحجج، إذ لا احتضان ولا حصانة لمن يلعب على الوقت لذر الرماد في العيون.
Sm-27-19:44