تدخل في صالح نتنياهو

تدخل في صالح نتنياهو
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣ - ٠٨:٢٨ بتوقيت غرينتش

يبدو أن المكالمة الهاتفية التي هنأ فيها الرئيس اوباما رئيس الوزراء نتنياهو على انجازه في الانتخابات، بتأخير اسبوع، كانت احدى المكالمات الهاتفية المكثفة. فالتهنئات كانت مجرد مدخلا قصيرا. وحسب التوقيت فقد اتفق فيها على موضوع الهجمات في سوريا، وربما جرى الحديث عن ايران، واتفق على الزيارة الرئاسية في اسرائيل. في المرحلة الاولى يعطي النبأ الدراماتيكي عن زيارة اوباما حقنة طاقة للمفاوضات الائتلافية. فقد اتهم اوباما بانه تدخل في الانتخابات، من خلال تسريب عدة تصريحات ضد نتنياهو؛ أما الان فانه يتدخل في المسيرة الحزبية في اسرائيل، ولكن هذه المرة في صالح نتنياهو.

الزيارة التي ستجري فور تشكيل الحكومة، تساهم في تصميمها. فالوزراء سيتعلمون بصعوبة الاسماء التي حول الطاولة ولكنهم سيكونون ملزمين منذ الان بالاستعداد لجدول أعمال سياسي يمليه الرئيس الامريكي. رسالة النبأ عن الزيارة المسبقة للشراكات المحتملة: ابدأوا في أن تكون جديين. ليئير لبيد الرسالة هي: اذا كنت تريد دعوة الى 'الحفلة السياسية'، فابدأ بالمرونة في مطالبك في موضوع 'المساواة في العبء'. توجد عدة امور هامة اخرى، ترفع الان الى رأس جدول الاعمال. الامريكيون، وعلى ما يبدو بنيامين نتنياهو، لا يريدون ان يعلقوا مع حكومة يمين اصوليين. والزيارة تخلق دفعة واحدة جدول أعمال سياسيا للمسيرة الحزبية الداخلية، وتصريح تسيبي لفني أمس يذكر بان للبيد توجد منافسة جدية على خانة الجناح اليساري لحكومة نتنياهو.
نفتالي بينيت هو الاخر يفترض أن يشعر بالضغط. وهو سيحس بذلك في قذالته، من جمهور ناخبيه. بالنسبة للبيد، فان جدول الاعمال السياسي هو احتفال؛ بالنسبة لبينيت هذا هو بداية معركة. رجال البيت اليهودي سيلمحون له، بان تجنيد الاصوليين هو أمر جد لطيف ومرغوب بالقدر السليم. ولكن اذا كان اوباما يحرك المسار السياسي وينتقل فورا الى الغيار الرابع، إذن ليس لك خيار الذهاب الى المعارضة ومشاهدة الاحداث من منصة الجمهور.
وبشكل مفاجيء يعد بيان البيت الابيض دعوة الى تقليص المسافات بين الخطى. في شاس أيضا يفهمون بانهم سيكونون ذوي صلة، رغم جدول اعمالهم المتعلق بالمخصصات. يخيل أن اوباما لم يسبق له أن منح نتنياهو مساعدة كهذه. فهل هذه هي بداية صداقة رائعة؟
ليس مؤكدا. كما ليس واضحا ما هو حقا جدول اعمال الزيارة الرئاسية. للبيان عن الزيارة، مثلما أيضا للزيارة نفسها، يوجد أثر ردعي تجاه المحيط العنيف لاسرائيل. ومن جهة ثانية، يأتي البيان لكبح جماح اسرائيل. لقد كان تقدير بان الهجوم الاسبوع الماضي في سوريا هو مجرد الوجبة الاولى في قائمة الطعام العسكرية الكثيفة لاسرائيل. أما الان، حين سيكون الشهر والنصف القريبين مدة لاعداد زيارة اوباما، لا يمكن لاسرائيل أن تنفذ فيها اي خطوة دراماتيكية.
لقد كانت التقديرات هي أن الرئيس اوباما لم يرغب في هذه الولاية في الاقتراب من الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، حين ظهر أنه لا يمكن الوصول فيها الى انجاز حقيقي. ولكن يوجد أيضا جدول أعمال اسرائيلي بالنسبة للنووي الايراني. فقد تحدث الجدول الزمني لنتنياهو في الجمعية العمومية للامم المتحدة في الخريف الماضي تحديدا عن الربيع كموعد ثانٍ وأخير مع انتهائه سيحل زمن الحسم. اما أمس فقد تحدث رئيس الوزراء في الكنيست عن الحاجة لان نكون متحدين في لحظات الاختبار. وتنخرط زيارة اوباما في هذا الجدول الزمن. وسيحصل اوباما نفسه على الفرصة لاحتلال الجمهور الاسرائيلي، الذي ينتظر منذ أربع سنوات كي يقع في حُبه.
أمنون لورد
معاريف
6/2/2013

تصنيف :