الوهابية تهدم الإرث الإسلامي وتصون "مدائن صالح"

الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

دعا "عالمان وهابيان" مستشاران بالديوان الملكي السعودي، الاحد، الى الحفاظ على اثار مدائن صالح وعدم العبث بها لأن من يعبث بها سيحاسبه الله تعالى، واعتبراها كنوزاً اثرية ومحط حضارات سابقة، في حين أيد علماء الوهابية هدم السلطات لعشرات المواقع الإسلامية القديمة التي يعود بعضها إلى عصر النبي محمد (ص) بينها منزل أم المؤمنين خديجة (رض) والمساجد الخمسة أو السبعة التي شهدت غزوة الخندق.

ونقلت وكالة الانباء السعودية اليوم عن الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع قوله خلال زيارة مدائن صالح شمال غرب المدينة المنورة ان "الكنوز الاثرية محط حضارات سابقة، وفي الوقت نفسه محل عبرة وعظة".
وناشد زوار المواقع الاثرية "تقدير هذه الثروة فهي لهم ولبلادهم" وتساءل "لماذا يأتي من يشوهها ويعبث بها؟ ومن يفعل ذلك مقصر في حق بلده، بل هو عابث بما يتعلق بمصالح البلاد، فالاثار من اعظم الكنوز كما انها تدل على حضارة البلد".
من جهته، قال الشيخ عبد الله المطلق ان "قراءة التاريخ والآثار تبعث العبرة، وتخبر الامة بماضيها العتيق لتنشره وتصححه وتفاخر به".
وندد بمن يعبثون بالآثار بكتابة اسمائهم عليها قائلا "هؤلاء يجهلون قيمتها (...) انها خيانة وتعد، هذه الآثار وثائق تاريخية حضارية يجب ان نحسن استغلالها، واقول لهم انهم ان افلتوا من العقوبة في الدنيا فانهم لن يفلتوا من العقوبة في الآخرة".
وتبلغ مساحة مدائن صالح او موقع الحجر الاثري نحو 15 كلم مربعا وتتوزع على مجموعات من المقابر الكبيرة والصغيرة المحفورة في صخور وردية اللون وعددها 138 بعضها يتميز بالابهة والفخامة تبعا لمكانة المتوفي وعائلته.
بينما نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في شهر تشرين الأول/ اكتوبر 2012 تقريرا موسعا حمل عنوان (السعودية تدمّر تاريخ الإسلام بالبلدوزر) سلطت خلاله الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها السعودية بحق الآثار في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولجوئها إلى هدم الكثير من المواقع الأثرية الإسلامية من أجل توسيع المسجد النبوي ليصبح «أكبر مسجد في العالم» يتسع لحوالي 1,6 مليون مصلّ، إضافة إلى خطط لبناء المراكز التجارية ومحطات التسوق.
وكشف التقرير أن خطط توسيع المسجد ستبدأ مباشرة فور انتهاء موسم الحج (الماضي)، وذلك في ظلّ غياب الخطط التي تعمل على صيانة الآثار والحفاظ عليها، حيث يوجد إلى الغرب من المسجد النبوي قبر الرسول وقبر عمر وقبر أبو بكر.
ولا يقتصر الأمر على هذه المرحلة إذ، وفقاً للتقرير، تمّ في فترات سابقة، وبشكل دوري، جرف عدد من المواقع في مكة والمدينة لبناء الفنادق الفخمة والأبراج السكنية ومراكز التسوق. ويصرّ السعوديون على أن توسيع هاتين المدينتين يعتبر حاجة حيوية لاستقبال عدد أكبر من الحجاج السنويين.
أما الأكثر «ترويعاً» فهو ما حصل من محو لعشرات المواقع الإسلامية القديمة، والتي يعود بعضها إلى عصر النبي محمد (ص) نفسه، عن الخريطة. ويعبّر معهد دراسات في واشنطن عن «عمق الأزمة» بالكشف أنه في العشرين سنة الأخيرة تم تدمير 95 في المئة من آثار مكة والمدينة التي تعود إلى ما قبل ألف عام.
ويتهم تقرير الاندبندنت، الفكر الوهابي بتعزيز هذه الممارسات على اعتبار أن القبور والمواقع الأثرية والمقامات «تعزّز الشرك بالله»، ولذلك فمع بعض الاستثناءات مرّ هدم الآثار الإسلامية من دون أي تحديات تُذكر.
وتتساءل «الاندبندنت» في ظلّ انتفاض السعودية لأي شيء قد يمس الرسول (ص)، عن السبب الذي جعل منزل خديجة (رض) زوجة النبي (ص) يستبدل بمراحيض للعموم، أو عن هدم المساجد الخمسة أو السبعة التي شهدت غزوة الخندق؟ أو عن وضع ديناميت لهدم مسجد في مكة يعود لأيام النبي؟