ماذا يريد هؤلاء الدعاة المتطرفون ؟

ماذا يريد هؤلاء الدعاة المتطرفون ؟
الإثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

تطالعنا الصحافة المصرية والعربية كل يوم بأخبار الدعاة المتطرفين السلفيين الذين يصدرون الفتاوي بالجملة ، يحلون سفك دماء المعارضين لهم ويكفرون هذه الطائفة ويفسقون تلك ، لا لشيء الا ارضاءا لنفوسهم المريضة والافصاح عن مدارسهم التي تعلموا فيها دروس الحقد والكراهية للمسلمين من غير طائفتهم ، كما تعلموا ان يكرهوا الاخرين خلافا لما أوصى به الرسول الاكرم (ص) حين قال " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" .

فقد نقلت صحيفة مصرية عن  الشيخ حسن أبو الأشبال، الذي اعتبرته داعية اسلامي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "أنا المصري" على قناة نور الحكمة، إن الشيعة لهم "ملة" غير ملة المسلمين وهم أحد الفرق التي توعدها الرسول بالنار.
ومن المؤسف حقا أن تنقل صحيفة مصرية هذه التصريحات التي تصدر عن شيخ جاهل لا يعرف عن الاسلام شيء ولا يعلم بان من يقفون الان في مواجهة اسرائيل هم الشيعة في لبنان وهم الذي طردوا قوات الكيان الصهيوني من جنوب لبنان والحقوا الهزيمة بالعدو .
فالتصريحات التي تناقلتها الصحيفة المصرية تأتى بعد اسابيع من زيارة قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لمصر حيث استقبله الرئيس المصري محمد مرسي  وشارك في قمة منظمة التعاون الاسلامي ودعا الى التعاون بين البلدين خدمة للاهداف الاسلامية.
فلا عجب أن يكفر هذا السلفي المتزمت طائفة من المسلمين ،  بينما أصدر العديد من زملائه فتاوى ضد بني جلدتهم وأبناء بلدهم يحلون قتلهم بسبب معارضتهم لافكار هؤلاء السلفيين المتشددين وأسيادهم وأولياء نعمتهم .
ألم نقرأ  فتوى الشيخ محمود عامر أحد الدعاة السلفيين الذي أطلق فتوى بقتل الدكتور محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ، بتهمة التحريض على عصيان النظام في مصر ، ولكونه يثير الفتن بدعوة الشعب إلى العصيان".
وقال عامر وفق بيان نشره موقع "جمعية أنصار السنة المحمدية" فى محافظة البحيرة، وهو أحد شيوخ السفلية الناشطين فى فتواه، "لذلك وجب على أولى الأمر متمثلين فى الحكومة قتله حال عدم توقفه عن ذلك الأمر.".
وأضاف عامر "إننا فى مصر شعب يدين غالبيته بالإسلام.. والمتأمل لتصريحات البرادعى يجد فيها الحثُّ والعزم على شق عصا الناس فى مصر الذين تحت ولاية حاكم مسلم متغلب وصاحب شوكة تمكنه من إدارة البلاد، وأيّاً كان حاله فى نظر البعض فهو الحاكم الذى يجب السمع والطاعة له فى المعروف، وبالتالى لا يجوز لمثل البرادعى وغيره أن يصرح بما ذُكر".
وتابع عامر الذى أسند فتواه إلى فتاوى لشيوخ سلفيين، "لذا فعليه أن يُعلن توبته مما قال وإلا جاز لولى الأمر أن يسجنه أو يقتله درءاً لفتنته حتى لا يستفحل الأمر"
وها هو داعية سلفي اخر وإسمه احمد عبد اللطيف الملقب ب " أبو إسلام " متهم بازدراء الأديان وإذاعة بيانات تضر بالسلم الاجتماعي واستغلال الدين فى إثارة الفتنة الطائفية . ".
فقد أمر كمال مختار وكيل أول النيابة بالمكتب الفني للنائب العام بمصر بحبس " أبو إسلام " لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق لاتهامه بازدراء الأديان .
وكان المحامي المسيحي نجيب جبرائيل تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري مرفق باسطوانة مدمجة (سي دي) تحتوي على عدد من الأحاديث التلفزيونية أدلى بها "أبو إسلام" لقناة دينية فضائية، معتبرا انها "تمثل مساسا بالأديان السماوية وتعريضا بها وازدراء لها".
ويحاكم (ابو اسلام) بتهمة تمزيق وحرق نسخة من الانجيل امام السفارة الاميركية في القاهرة في ايلول/ سبتمبر الماضي خلال تظاهرة احتجاج على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام والذي انتج في الولايات المتحدة.
لم تتوقف فتاوى شيوخ التيار السلفي المثير للجدل فى مصر خلال الفترة الماضية وحتى الآن ، ولعل أبرز هذه الفتاوى ما ذكره ياسر برهامي نائب رئيس الدعوى السلفية بالاسكندرية، الذي أفتى بأن الوقوف احتراماً للعلم والوقوف دقيقة حداد بدعتين محدثتين لا يصح للمسلم اتباعهما، أما التصفيق فقد اعتبره الشيخ تشبها بالنساء. وبانفعال شديد رد النائب السلفي طلعت مرزوق وأحد من الأعضاء الذين رفضوا الوقوف احتراماً للنشيد الجمهوري "ما فيش فتوي بتقول إننا نقف أثناء عزف السلام الجمهوري. وكان نائب سلفي كويتي قد فعل نفس الشيء ورفض الوقوف احتراما للنشيد الكويتي  ووصف العلم الكويتي بالخرقة. ".
ومن أغرب فتاوى السلفيين على الإطلاق تلك التي أكد فيها نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبد الهادي أن فوز السلفيين في الإنتخابات البرلمانية ورد في القرآن الكريم. وقال: "ونريد أن نمن على اللذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين".
وتابع "نحن من الذين استضعفوا في الأرض وفوزنا في الانتخابات مستدل عليه من خلال هذه الآية كما عدة فتاوى من هذه النوعية والتي تصل بالانتخابات من بينها فتوي الشيخ ممدوح جابر بأن الانتخابات معركة بين الحق والباطل، ووصف السلفيين بأنهم أهل الحق والليبراليين والعلمانين بأنهم أهل الباطل بل ووصفهم بقوم شعيب".
وقد سار السلفيون في مصر على طريق السلفيين الوهابيين في السعودية الذين لا زالوا يكفرون طائفة من المسلمين ويصدروا الفتاوي تلو الاخرى وهم يدعمون بفتاواهم قتل الشيعة المسلمين ويرسلون بالشباب المغرر بهم الى افغانستان وباكستان والعراق وسورية لقتل المسلمين الذين لا ذنب لهم سوى انهم قالوا ربنا الله .
السلفيون المتشددون لا ينشطون فقط في مصر والسعودية ، بل انهم يعملون بنشاط في تونس والمغرب وليبيا واليمن وافغانستان وباكستان والعراق وسوريا  ، ومدعومون بمليارات الدولارات من جانب الانظمة العربية في الخليج الفارسي التي تعمل نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية والبلدان الاوروبية .
*شاكر كسرائي