محلل سياسي:

موقف اوروبا من المسلحين في سوريا نفاق سياسي

السبت ٢٧ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

بيروت ( العالم ) 27/4/2013 – اعتبر الصحفي والمحلل السياسي اللبناني نضال حميدي ان تصريحات مسؤول مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي غيل دي كيرشوف حول خطر مئات الاوروبيين الذين يقاتلون مع الجماعات المسلحة في سوريا عند عودتهم الى بلدانهم هو شكل من اشكال النفاق السياسي الاوروبي.

وفي حديث مع قناة العالم مساء الجمعة اشار حميدي الى ان الدول الغربية رعت السلفية الجهادية سنوات طويلة مؤكدا ان فرنسا ومنذ عام 2005 – ناهيك عن السبعينات والثمانينات عندما كان الاتحاد السوفيتي في افغانستان – كانت ترعى تنظيم القاعدة والجهادية العالمية وكانت باريس ملتقى لكبار مسؤولي تنظيم القاعدة ، وكنت اشاهد بعيني كبار ممولي تنظيم القاعدة امثال عبد الرحمن النعيمي والنائب الكويتي ... يأتون الى فرنسا ويعقدون المؤتمرات والندوات .
واضاف حميدي ان العشرات ممن كانوا في غوانتانامو يسكنون الان في الدائرة 14 من باريس وفي مرسيليا والعديد من المناطق الفرنسية ، كما ان في باريس حتى الان حوالي 30 مسجدا سلفيا متطرفا تدعو للقتال في سوريا ، وكل هذه المساجد تمارس نشاطها برعاية فرنسية وتمويل قطري.
وتابع المحلل السياسي اللبناني قائلا: صحيح ان هناك بعض رجال الأمن الاوروبيين يحذرون من هذه التنظيمات الارهابية وخطرها ، لكن الساسة الاوربيين بشكل عام بصراعهم في سوريا يمولون ويدعمون هذه التنظيمات ، وبالتالي فان معظم التصريحات الاوروبية بشأن مخاطر من يُدعون بـ (الجهاديين) في سوريا هي مجرد نفاق سياسي أمام الرأي العام الاوروبي ، فهذه المجاميع لا تشكل خطرا على الاتحاد الاوروبي مطلقا .
واوضح الصحفي اللبناني المقيم في باريس منذ ربع قرن ان فرنسا في صراعها مع الجزائر ارادت ان تحارب الاسلام الجزائري المعتدل المتمثل بجامع بارس ونشاطاته فأتت بكل ماهو اسلام قطري وسلفي وأسكنته في باريس .
واشار نضال حميدي الى ان اجتماعا عقد أمس الاول ألخميس في السفارة البريطانية في باريس بين بعض وجوه المعارضة السورية ومسؤول الملف السوري في الخارجية البريطانية ، وما دار في الاجتماع هو ان المسؤول البريطاني طمأن الحاضرين بان اوروبا تعمل على تغيير في الميزان العسكري على الارض السورية وهذا يعني امداد المعارضة بالسلاح والتدريب والمقاتلين ، وبالتالي فان المسؤولين الاوروبيين عندما يصرخون عن خطر المجاميع الجهادية السلفية فانهم يمارسون النفاق كما مارسوه مطلع الثمانينات ، مضيفا القول : انني في الثمانينات كنت أصلي في مساجد المنطقة 11 في باريس وكان يأتي الدعاة من افغانستان تحت رعاية السلطات الفرنسية يدعون الى جمع الاموال والجهاد في افغانستان ، ونفس السيناريو يتكرر اليوم بفضل المال القطري الذي يغري كبار المسؤولين الفرنسيين والاوروبيين .
Ma.19:06.26