السلفيون مرعوبون من التقارب بين مصر الثورة وايران

السلفيون مرعوبون من التقارب بين مصر الثورة وايران
السبت ٢٧ أبريل ٢٠١٣ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

يكشف التيار السلفي الوهابي في مصر عن رعبه ووهن عقيدته ونهجه التكفيري لمجرد دخول سواح ايرانيين الى مصر، حتى ان أحد قيادييه انتقد الرئيس محمد مرسي لسماحه بدخول السواح الايرانيين بمن فيهم المسيحي والمسلم الشيعي والسني والزرادشتي واليهودي الى مصر وتمنى انه لو كان انتخب احمد شفيق احد فلول النظام البائد الذي أطاحت به ثورة 25 يناير ضاربا بالثورة عرض الحائط لأن شفيق المطلوب للقضاء بتهم فساد بنظره أفضل من مرسي الذي سمح للإيرانيين بدخول مصر.

وقال الشيخ أحمد فريد القيادي السلفي إن حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي للإخوان المسلمين" الحاكم والرئيس محمد مرسي "خالفا ما اتفقا عليه من قبل عندما جلسا مع السلفيين وأكدا أن الشيعة خط أحمر"، واضاف : لو كنا نعلم أن مرسي سيدخل الشيعة إلى بلادنا لانتخبنا منافسه أحمد شفيق " .
وجاءت تصريحات فريد على هامش مؤتمر نظمته قوى سلفية تحت عنوان "الشيعة هم العدو فاحذروهم"، مساء الخميس بمسجد "الجمعية الشرعية" بمدينة كفر الشيخ، وحضره عدد من قيادات "الدعوة السلفية" و"حزب النور السلفي" .
وتكشف هذه التصريحات عن ان السلفيين مستعدون للتضحية بعقائدهم ومبادئهم خدمة لمصالحهم ، لان مجرد انفتاح الحكومة المصرية على ايران ( ان كان هناك انفتاح اصلا ) لا يبرر تصويت السلفيين لاحد قادة فلول النظام السابق اي احمد شفيق المتهم من قبل القضاء المصري بعدة قضايا فساد ، الا ان كانت تحكمهم المصالح ولا شيء آخر .
ونقلت "بوابة الأهرام" عن فريد قوله ايضا : "من واجب القائمين على بلادنا عدم فتح البلاد للعرى والشرك والسياحة الإيرانية،" داعيا إلى ضرورة "مواجهة المد الشيعي" على حد وصفه."
وتكشف تصريحات هذا القيادي السلفي مدى رعب وهاجس السلفيين من التواصل مع اتباع اهل البيت عليهم السلام بمجرد دخول بعض السواح الايرانيين الى مصر في مقابل مواقفهم المتشددة التي تنفر المسلمين من الدين .
وبمنأى عن الاتهامات التي كالها هذا الشيخ السلفي الوهابي المتشدد لاتباع اهل البيت ( الشيعة ) فقد حذر من فتح البلاد للعرى والشرك والسواح الايرانيين . وهذه الاتهامات تكشف مدى جهله بايران ومذهبها حيث ان اتباع اهل البيت عليهم السلام يعتبرون الحجاب من الضرورات في حين ان العرى في مصر ظاهرة لا لبس فيها ، ولم يجرأ اي من هؤلاء الدعاة الى ازدرائها في يوم من الايام .
كما اتهم اتباع اهل البيت عليهم السلام بالشرك في حين انهم يؤمنون بالواحد القهار ويشهدون بنبوة رسول الله والمعاد وما غير ذلك فهو ليس من الاصول على حد زعمهم ، فاين الشرك في هذا المجال .
واما الخوف من دخول بعض السياح الى مصر بذريعة نشر المذهب الشيعي فهو يدل على منتهى جهل هذا الداعية ، لان ايران تحتضن العديد من الديانات والمذاهب وان كان مذهب اهل البيت هو الغالب . ففي ايران يعيش عدد كبير من اهل السنة واقليات من المسيحيين واليهود والزرادشتية دون اي مضايقات . اضف الى ذلك من الذي قال ان السياح الايرانيين كانوا جميعهم من اتباع اهل البيت لكي يجهر هذا الشيخ بهذه الاتهامات الخاوية .
يشار الى ان بعض المحللين يرون في قضية العلاقات المستجدة بين إيران ومصر التي أثارت حفيظة التيار السلفي المتشدد هي مجرد ذريعة لممارسة الضغط على الحكومة في خصوص بعض الملفات التي يختلفون مع جماعة "الإخوان المسلمين" بشانها ومنها قضايا تتعلق بمناصب المستشارين إلى جانب تقارب التيار السلفي مع جماعات أساسية في المعارضة وقانون الصكوك الإسلامية .
على الصعيد نفسه قام حزب النور السلفي بتنظيم عرض داتا شو ضد اتباع اهل البيت في كفر الدوار ليكتمل الحقد و العداء الفاضح ضد هذه الطائفة من المسلمين .
وتضمن العرض عددا من كلمات علماء السنة عن عقيدة انصار اهل البيت وفقا لما تهواه انفسهم .
وفي هذا الاطار قال الشيخ ماهر سلامة، مسؤول الدعوة السلفية بالقرية، إن العرض أبرز عدم معرفة المواطنين بالشيعة وخطرهم، مشيرا إلى أنه تم عرض بعض مقاطع الفيديو للشيعة أنفسهم توضح "عقيدتهم الفاسدة" حسب زعمه .
الفقرة المهة في تصريح سلامة هو قوله بان المواطنين لا يعرفون شيئا عن اتباع اهل البيت وخطرهم ، لكن الصحيح هو ان هؤلاء الناس لا يفرقون بين اتباع اهل البيت وسائر الطوائف الاسلامية ولا يرون اي خطر فيهم بل انهم يتعايشون معهم منذ القدم في بعض المناطق دون اي مشاكل ويحترمون ويكرمون ويقدسون اهل البيت عليهم السلام . لكن الذين يشعرون بالخطر هم الذين يعرفون ان انتشار هذه العقيدة ستنسف عقائدهم المتهرئة البالية من الاساس .