تسييس الزلزال الذي وقع في منطقة بوشهر الإيرانية

تسييس الزلزال الذي وقع في منطقة بوشهر الإيرانية
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

تمكنت إيران من مواجهة نتائج الزلزال القوي الذي ضرب مؤخرا منطقة بوشهر وأثبتت قدرتها على التعامل مع هكذا كوارث على المستويات كافة . تعاطف العالم معها باستثناء دول عربية وغربية معادية لسياستها استغلت المأساة الإنسانية التي خلفها الزلزال . وبدل المسارعة لمد يد المساعدة كما تفعل إيران في ظروف مماثلة عمدت هذه الدول عبر وسائل إعلامها إلى تسييس الزلزال لشن حملة تخويف لا أساس لها من مفاعل بوشهر على الدول المجاورة .

 تقرير... عشرات الضحايا وحوالي 850 جريحاً هم حصيلة الزلزال الذي ضرب بقوة 6.1 درجات مدينة كاكي في محافظة بوشهر جنوبي إيران، إضافة إلى نحو 55 هزة ارتدادية بحسب مركز رصد الزلازل في البلاد، وفور وقوع الزلزال تم إرسال فرق الإنقاذ لنجدة المنكوبين وتوفير المساعدة اللازمة لهم.

يذكر أن مركز الزلزال يبعد أكثر من 150 كلم عن مفاعل بوشهر النووي الذي تقول السلطات الإيرانية أنه لم يتأثر بالهزة، وقد أبلغت وكالة الطاقة الذرية بذلك.

وأكدت إيران على الفور أن مفاعل بوشهر النووي لم يتعرض لأي أضرار تذكر.

السلطات المحلية أكدت أن المحطة النووية الواقعة في منطقة كاكي على نحو 90 كلم جنوب شرقي بوشهر لم تتأثر ولم ينقطع نظام تشغيلها.

شدت الزلزال بلغت من القوة ما جعل سكان عدة دول عربية خليجية يشعرون بارتداداتها فيما بددت طهران وموسكو المخاوف من إمكانية حدوث كارثة نووية بتأكيدهم أن الهزة الأرضية لم تؤثر على محطة بوشهر التي تبعد بـ 91 كلم عن منطقة الزلزال.

يمكن لمحطة بوشهر النووية أن تتحمل زلزالاً أقوى قد تصل درجته إلى 8.3 حتى وإن كان مركزه قريباً من محطة توليد الكهرباء، هذا الزلزال كان أضعف بكثير ومركزه يبعد بـ 100 كلم عن المحطة وبالتالي لم يكن هناك أي تأثير سلبي على عمليات أو معدات محطة بوشهر النووية.

 زلزال إيران بروفة كما وصفه طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية ودليل جديد لخطورة إيران النووية ليس على إيران نفسها وحسب وإنما على دول المنطقة ككل بسبب الطبيعة الجغرافية الخطرة في إيران، وضعف أنظمة وإجراءات السلامة فيها

مستخلصا أن زلزال بوشهر بمثابة تعليق الجرس للجميع من خطورة الملف النووي الإيراني سواء على طهران أو المنطقة ككل وضرورة التعامل مع ملف إيران النووي بجدية

وتناغمت شبكة بي بي سي البريطانية مع هذا النمط من التغطية مشيرة إلى أن زلزال إيران هز منطقة الخليج الفارسي ناقلة فزع السكان فاختلت عجلة القياده بيد سيدة في الكويت وتسببت بحادث سير وشعر أحد المارة في الإمارات بالخوف وأحس سعودي بأن المبنى المتواجد به يهتز

وبسبب الخوف على المصير استطلعت صحيفة الشرق الأوسط خبراء سعوديين فطمأنوا إلى أن مكامن النفط في المملكة بقيت آمنة.

وأكمل الأميركيون المهمة بالتحذير من  زلزال سيهز الشرق الاوسط  بـ 10 درجات على مقياس "ريختر" بين الخامس والعشرين والثلاثين من أبريل نيسان سيتحرك من م جنوب شرق إيران الى دول الخليج الفارسي .

هذه هي الصورة التي رسمها الزلزال الذي ضرب منطقة بوشهر . وهكذا طمأن المسؤولون الإيرانيون بأن المفاعل النووي السلمي في المنطقة لم يتأثر وأن العمل به استمر كالمعتاد مع التأكيد على أنه محصن بأجهزة أمان وحماية كافية . غير أن تسييس الحادث الطبيعي الجيولوجي كان حاضرا بقوة في وسائل الإعلام العربية والغربية التي استغلت الكارثة الانسانية في بوشهر لتسليط الأنظار إلى مخاطر المفاعل النووي الإيراني في محاولة واضحة لقلب الصورة.

 تقرير...والزلزال الذي ضرب جنوب إيران شعر به سكان عدة دول خليجية منها البحرين وقطر والإمارات، ففي الدوحة أخليت أبراج سكنية وإدارية وبعض المراكز التجارية، كما طلب من عمال الإنشاءات في منطقة الدفنة النزول على الطبقات السفلة من المباني ومن ثم على الشوارع، حيث ظهر شيء من الارتباك لدى بعض السكان.

ففي العاصمة أبو ظبي شعر السكان بالهزة كما تم إخلاء بعض المباني في المدينة الإعلامية في إمارة دبي.

يعقد المسؤولون عن البيئة في مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً طارئاً في الرياض لمراجعة خطط الطوارئ ومواجهة التسربات المحتملة من المفاعلات النووية نتيجة الزلزال الذي ضرب إيران مؤخراً.

خطورة مفاعل بوشهر على الدول المجاورة تكمن في وقوع الأخير ضمن منطقة تعتبر نشطة حيال حدوث أي خلل في مفاعل بوشهر سيعرض تلك الدول لتسريبات مادة اليورانيوم والإشعاع النووي.

والخطر كبير والدمار سيكون كارثياً ومرعباً على المنطقة وسكانها في حال دمار المفاعل.

جيران إيران من العرب لا يزالون يرفعوا أصواتهم ضد بوشهر.. مفاعل بوشهر هو هذا أحد الأهداف السامية بالنسبة للمفاعل بالنسبة لبرنامج النووي الإيراني، وإحداث قلق في دول مجلس التعاون الخليجي.

مطلوب من مجلس التعاون تقديم مخزون استراتيجي للعقاقير الطبية والأدوات الواقية والمكملات الغذائية لاتسام تخفيف الإشعاع.

تساؤلات ومخاوف حول الخطر المحدق بدول الخليج جراء أي انحرافات تحدث للمفاعل النووي الإيراني، لقد اصبح موقع المفاعل ومدى درته على الصمود أمام الزلازل والكوارث محل جدل كبير في المنطقة أما التساؤل الأهم فهو مصير دول الخليج في حال حدوث تسرب إشعاعي من المفاعل وقدرة تلك الدول على التعامل مع كارثة كتلك.

 هذه المحاولات لقلب الصورة من جانب وسائل إعلام عربية وغربية معادية لإيران وبرنامجها النووي السلمي عادت إيران لتصحيحها عبر تطمينات مسؤولين فيها وفي وكالة الطاقة الذرية على قدرة مفاعل بوشهر على تحمل الزلازل وتمتعه بالتحصينات والحماية الدولية اللازمة فيما رد إعلاميون إيرانيون على الحملات المغرضة التي استغلت الزلزال لتطال إيران وبرنامجها النووي .

تقرير...سارعت إيران إلى طمأنة الدول المجاورة لحدودها إلى أن مفاعل بوشهر محصن تماما ولم يتأثر بالزلزال وقال محمد أحمديان مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

 كما تعلمون أن مفاعل بوشهر محصن ومقاوم للزلزال حتى بدرجة 8 على مقياس رختر، هذا المفاعل بني على أسس علمية ووفق مقاسات عالمية وهو مقاوم للزلازل، والتجهيزات الموجودة فيه ايضاً هي محصنة في الواقع، إذا كان القلق ناجم عن أصول أو قواعد عملية فمن السابق الذي يقلقون ونحن أعلنا مراراً بأننا على استعداد لتقديم المعلومات والمواصفات الكاملة حول هذا المفاعل إلى كل من يطلب ذلك، ولكن عندما وقع الزلزال أدرك الجميع صحة ما ذهبنا إليه وقد أخبرنا الوكالة الدولية لكي تخبر جميع الدول بقدرة هذه المنشأة ومدى تحصنها أمام الزلازل والحوادث.

لاحظ الصحفي الإيراني حميد حلمي زاده أن تسييس الزلزال هو ابتغاء للفتنة، وقال من المعيب جداً إثارة بعض المخاوف والهواجس من وقع هذا الزلزال على آلية عمل مفاعل بوشهر في الخليج الفارسي وهي مواقف تستبطن أهدافاً سياسية قطعاً هدفها الفتنة والتصيد في الماء العكرة، وذلك تكريساً لاستهدافات مقولة "إيران فوبيا"، وتساءل شاكر كسرائي لا أدري لماذا يحقد بعض الصحافيين العرب على إيران وينفثون حقدهم الأعمى في تقاريرهم التي ينشرونها في كل مناسبة وحادث للنيل من إيران كرئيس تحرير الشرق الأوسط السعودية والحاقد على إيران الإسلامية، يستغل كل مناسبة ليبرز حقده الدفين على إيران وبدلاً من أن يعرب هذا الصحفي الحاقد عن أسفه وتعاطفه مع المتضررين من الزلزال الأخير يحضر المجتمع الدولي من خطورة إيران النووية على دول المنطقة، فالصحفي السعودي الذي لا يكل ولا يمل من مهاجمة إيران واتهامها بالعمل على صنع القنبلة الذرية يلوذ بالصمت تجاه محاولات شيوخ المنطقة وخاصة أسياده السعوديين للحصول على التقنية النووية وبناء مفاعلات ذرية بأيدٍ أميركية وغربية، ولا أدري لماذا تكون التقنية النووية وبناء المفاعلات النووية حلالاً على الدول العربية في الخليج الفارسي وحراماً على إيران.

ولاحظ الصحفي الإيراني حميد حلمي زاده تسييس الزلزال ابتغاء الفتنة وقال :من المعيب جدا إثارة بعض المخاوف والهواجس من وقع هذا الزلزال على آلية عمل مفاعل بوشهر في الخليج الفارسي وهي مواقف تستبطن أهدافا سياسية قطعا هدفها الفتنة والتصيد في المياه العكرة وذلك تكريسا لاستهدافات مقولة "إيران فوبيا" .

وتساءل شاكر كسرائي لا أدري لماذا يحقد بعض الصحفيين العرب على إيران وينفثون حقدهم الأعمى في تقاريرهم التي ينشرونها في كل مناسبة وحادث للنيل من إيران كرئيس تحريرالشرق الأوسط السعودية والحاقد على ايران الإسلامية، يستغل كل مناسبة ليبرز حقده الدفين على إيران وبدلا من أن يعرب هذا الصحفي الحاقد ، عن أسفه وتعاطفه مع  المتضررين من الزلزال الأخير،  يحذر المجتمع الدولي من خطورة إيران نووية على دول المنطقة.
فالصحفي السعودي الذي لا يكل ولا يمل من مهاجمة ايران واتهامها بالعمل على صنع القنبلة الذرية , يلوذ بالصمت تجاه  محاولات شيوخ المنطقة وخاصة أسياده السعوديين للحصول على التقنية النووية وبناء مفاعلات ذرية بأيدي أميركية وغربية.
ولا أدري لماذا تكون التقنية النووية وبناء المفاعلات النووية حلال على الدول العربية في الخليج الفارسي وحرام على إيران ؟

لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسين زلغوط أهلا بك، بداية أستاذ زلغوط لماذا محاولات التسييس وقلب الصورة من جانب إعلام عربي وأجنبي للزلزال وما يتعلق طبعاً بمفاعل بوشهر النووي السلمي؟

ج: بداية لا بد من الإشارة على أن إيران على وعي تام بما يجعلها أن تبني مفاعلها النووية مع أخذها بالاعتبار الزلازل التي يمكن أن تحص وهي كما هو معروف في قلب هذه الزلازل، إنما المستغرب أن يتعاطى العرب أو الدول الخليجية مع هذا الحدث الذي حصل منذ وقت قصير في إيران من منظار أميركي إسرائيلي بدلاً من التعاطي من الناحية الإنسانية، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا التعاطي الخليجي مع الزلزال الإيراني جاء بناءً على دعاية أميركية فنحن نرى في كل وقت تحتاج به أميركا إلى بيع مصانعها للأسلحة أن تنبه الدول الخليجية أو ان توحي لها بأن إيران ستقوم بعمل عدواني لها، وتقوم بعد ذلك ببيعها الأسلحة وهي فعلت نفس الخطة في موضوع الزلزال حيث تقول المعلومات أن هناك كميات كبيرة وهائلة من الكمامات المضادة للأشياء النووية قد وزعت بأثمان غالية لبعض الدول الخليجية. إذاً كان الهدف من وراء ذلك بيع كمامات إضافة إلى رفع منسوب العداء الخليجي لإيران، غير أن إيران متنبهة لمثل هذه الخطة وهي ماضية بإذن الله في برنامجها النووي بعيداً عن أية مهاترات.

س: ولكن أستاذ زلغوط رغم التطمينات التي أعطاها المسئولون الإيرانيون استمرت الحملة على إيران لدرجة أثارت معها فعلاً مخاوف سكان الدول المجاورة لإيران، ما الهدف الحقيقي من ذلك برأيك؟

ج: إن الهدف على ما يبدو أن بعض الدول الخليجية تريد بناء مفاعيل نووية على غرار ما تفعله إيران، ولكن بأيدي ووصاية أميركية غربية، ربما يكون الهدف من وراء هذه الحملة هو تمهيد لمثل هكذا خطوة، وكما أسلفت وقلت ان هناك من الدول الأوروبية والغربية التي أوحت لدول الخليج القيام بمثل هذه الحملة من ضمن الحملات الشعواء التي تقام ضد إيران النووية.

س: على كلٍ قوة الزلزال الأخير في بوشهر أثبتت صدق تأكيدات إيران من أن المفاعل محصن ضد الزلازل بما فيها الكفاية، بدليل أنه لم يتأثر به، على ماذا يدل ذلك أستاذ زلغوط؟

ج: إن المعلومات تؤكد أن هذا المفاعل مقامة ضد الزلازل على 8 درجات وما فوق، وكما قلت أن هذا الموضوع هو موضوع سياسي بحت وأن الدول الخليجية تتعاطى مع هذا الملف وف أجندة أميركية ـ إسرائيلية، إنهم ينظرون إلى هذا الملف من المنظار الأميركي الإسرائيلي، وكان على الدول الخليجية أن تقوم بفتح قنوات حوار مع إيران لمعرفة حقيقة هذه المفاعل بدل من أن تكون ببغاء للدول الغربية وتحديداً للولايات المتحدة فيما خص هذا الملف.

على كلٍ سنتابع الحديث معك أستاذ زلغوط ولكن بعد التوقف مع هذا الفاصل.