"لعنة الدولار"

الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

"لعنة الدولار". بهذه العبارة عنونت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالةً كتبها روبرت سامويلسن، وقال فيها إنه "لسنوات، جرى التعبير عن دور الدولار كعملة عالمية رئيسية بأنه (امتياز باهظ) - وهي العبارة التي صاغها وزير المالية الفرنسي ولاحقاً الرئيس فاليري جيسكار ديستان".

"وربما يتحول الدولار الآن إلى (لعنة باهظة). فالولايات المتحدة تطمح إلى تحقيق نمو تقوده الصادرات. وهكذا تفعل معظم البلدان الأخرى".
"لكن لا تنجح كل الدول في ذلك. إذ ان فائض التصدير لبلد ما لا بد من أن يكون عجزاً لبلد آخر. غير أن الدور العالمي للدولار يضع واشنطن خاصةً في موقع غير ملائم. فهو أحد أسباب بطء النمو والبطالة المرتفعة في الولايات المتحدة".
ويتابع الكاتب قائلاً إن "الدولار يؤدي دور المال العالمي لأنه يُستخدم في المعاملات التجارية والاستثمارية العابرة للحدود، والتي لا تشمل في غالبيتها الولايات المتحدة". 
"وقبل الكساد الكبير في عشرينيات القرن العشرين، كان هذا الدور من نصيب الذهب وبعض العملات الاخرى المدعومة بالمعدن الأصفر النفيس (ومنها أساساً الجنيه البريطاني والفرنك الفرنسي والدولار)".
"وقد تخلت الدول عن معيار الذهب في الثلاثينيات، وبعد الحرب العالمية الثانية، افتقرت دول اخرى إلى القوة الاقتصادية والاستقرار السياسي لعملاتها كي تتولى دوراً دولياً كبيراً".
ويضيف أن "الدولار أصبح العملة العالمية من الناحية الافتراضية. ويقدم الاقتصادي باري إيكنغرين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أرقاماً حول الموضوع في كتابه (الامتياز الباهظ)".
"إذ تحمل المصارف المركزية في العالم نحو 60 في المئة من احتياطيات العملات الأجنبية بالدولار الأميركي. ونصف سندات الديون العالمية تقريباً مقوّمة بالدولار أيضاً".
"كما أن النفط والعديد من السلع مسعّرة بالدولار. وتفوتر كوريا الجنوبية وتايلند نحو 80 % من صادراتها بالدولار، مع أن 20 % فقط منها تذهب إلى الولايات المتحدة".
ويضيف الكاتب أن "النظام التجاري العالمي أصبح خاضعاً لحرب العملات، مع تزاحم الدول على الميزات التنافسية. ويقترح البعض أن على الولايات المتحدة أن تنتقم من (المتلاعبين)".
"وهذه الاقتراحات قد تزرع بذور نزاع اقتصادي أوسع نطاقاً، فيما تنظر بعض الحكومات الأجنبية إلى سياسة التيسير النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي الاتحادي على أنها انتقام، وتهدف إلى خفض قيمة الدولار، على الرغم من أن المصرف المركزي ينفي ذلك".
ثم يخلص الكاتب إلى القول إن "الدولار العالمي يشكل مخاطر اخرى. ويعتبر إيكنغرين أنه إما الخلاف السياسي بين الولايات المتحدة والصين، أو التحول المفاجئ في ثقة السوق، يمكن أن يؤدي إلى الارتحال المذعور عن الدولار".
"ومن المستحيل احتساب فرص حدوث ذلك. لكن الأمر الواضح بالتأكيد هو أنه بعدما كان نعمة طال أمدها على الاقتصاد العالمي، يلوح الدولار في الأفق الآن بوصفه مصدراً محتملاً لعدم الاستقرار".