"الجزيرة" القطرية تسحب مقالا من موقعها يدين "إسرائيل"

الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

سحب موقع قناة الجزيرة القطرية الانكليزي مقالا يدين المشروع الأميركي والصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية بعد تم نشره قبل خمسة ايام على الحذف . صاحب المقال وهو أكاديمي فلسطيني يعيش في الولايات المتحدة اتهم القناة القطرية بالرضوخ لضغوط مارسها عليه اللوبي الصهيوني في أميركا لسحب المقال الذي كان موضع انتقاد الرئيس الأميركي نفسه وكثير من الكتاب الإسرائيلية .

تقرير... قناة "الجزيرة" القطرية تخضع لضغوط إسرائيلية وتسحب مقالا من موقعها يدين الاحتلال الإسرائيلي لكاتب وأكاديمي فلسطيني سبق أن نشر على موقعها باللغة الإنكليزية المقال الذي تفاعل معه القراء بطريقة ملفتة.
الدكتور جوزيف مسعد الأكاديمي الفلسطيني في جامعة كولومبيا الأميركية أبلغ وسائل إعلامية أميركية أنّ المسؤول عن موقع “الجزيرة” الإنكليزي أعلمه بسحب مقاله تحت عنوان " اشتهاء العرب" من الموقع بعد رضوخ إدارة المؤسسة القطرية لضغوط وانتقادات صهيونية .
وقد سُحب المقال الذي نُشر في 14 مايو أيار الماضي من الموقع بعد خمسة أيام وكان أثار منذ نشره العديد من الانتقادات الصهيونية ووصل الأمر إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقد المقال في تغريدات على حسابه الخاص على تويتر، كما انتقده كتاب إسرائيليون نشروا مقالات في الصحف وبينها صحيفة جيروزالم بوست.
الكاتب الإسرائيلي جيفري غولدبرغ  قال في صحيفة "ذي أتلانتيك" «هنيئاً «الجزيرة»، لقد نشرت واحداً من أكثر المقالات المعادية لليهود في الآونة الأخيرة».
أمّا رئيس تحرير مجلة "كوميتيري" Commentary  " كومينتري" الإسرائيلية جون بودهوريتز فلام المتبرعين لـ«جامعة كولومبيا» الذين يسهمون في دفع راتب مسعد»، مستخدماً كلمات نابية في سياق ردّه
وتزامن الإجراء الذي قامت به “الجزيرة” القطرية مع تسرّب خبر إلى الصحف الإسرائيلية أخيرا أبرزها “هآرتس″ مفاده أنّ الكيان الإسرائيلي فتح مكتبا تمثيليا في إحدى دول الخليج الفارسي من دون تسميتها حفاظا على “حساسية الموضوع″، فيما توجّهت الأنظار إلى قطر.
ويقول مراقبون إن هذا يدل من دون شك على أن قرار إزالة مقال مسعد اتخذ من أعلى مستوى في قطر . مشيرين إلى أن الشبكة القطرية تعمل حاليا على إطلاق قناتها الجديدة “الجزيرة أميركا”، التي سوف تعتمد على إقامة علاقات جيدة مع النخب في الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن جوزيف مسعد قوله في هذا المجال إذا سعت أي مؤسسة إعلامية لدخول سوق الإعلام في أميركا ستضطر لدفع ثمن باهظ عبر التنازل عن حقها في التعبير وانصياعها للخط السياسي في الإعلام الأميركي، خصوصاً في ما يتعلق بالكيان الإسرائيلي وقد أظهرت «الجزيرة» بوضوح أنّها على استعداد لدفع مثل هذا الثمن.
وأشار إلى أن طريق التنازلات بدأ في منتصف العقد الماضي عندما توقفت «الجزيرة» نتيجة قدر هائل من الضغط الأميركي عن الإشارة إلى القوات الغازية الأميركية في العراق بـ«القوات الأميركية» واستبدلتها، وفقا لما أملته عليها الولايات المتحدة، بـ«قوات التحالف»، لتكرر منذ ذلك الحين سبحة التنازلات والمثير للدهشة أنّه عندما تغيّر خط القناة، في أعقاب الانتفاضات الليبية والسورية
من خط ينتقد سياسات وتدخلات الولايات المتحدة في العالم العربي إلى خط يطالب بتدخلها العسكري، انْتَقدت المحطة القطرية بقسوة في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست».
ومن المثير للسخرية أن تخضع انتقاداتي للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الغربيين للرقابة والحظر في الجزيرة ينهي جوزيف مسعد في النهاية "الجزيرة" القطرية تخضع للوبي الاسرائيلي وتضحّي بجوزيف مسعد ولعلّها سابقة من نوعها.
د. حطيط بالعودة إليك كيف تفسر تخلي القناة القطرية عن جوزيف مسعد لمصلحة الصهاينة وبناءً على رغبتهم؟
ج: أنا أولاً لا بد من تصويب بعض المصطلحات التي وردت بأن الجزيرة خضعت للإملاءات الصهيونية، الصحيح أن هي صنيعة صهيونية بإدارة قطرية ولعل هذا هو محاولة تصحيح الخطأ أو تطوير للخطة، كان مطلوباً من الجزيرة حتى تستقر في أذهان المستمع العربي أن تكون في بدايتها ضد أميركا وضد الاحتلال الإسرائيلي حتى تكسب ثقة المشاهد، الآن ليست بحاجة لتستر عورتها بالعمل ضد إسرائيل أو تظهير إسرائيل لأن الأمور أصبحت واضحة وفاضحة بعد ما أطلق عليه اسم الربيع العربي الكاذب، وبالتالي فإنها هي تنفذ إملاءات هي وأميرها والأسرة الحاكمة، وهذا المقال مهما كان كاتبه ليس موجهاً ضد كاتب، وإنما أخاف بعض المرات أن تسليط الضوء على كاتب ما أو شخصية ما وإظهارها بأنها مظلومة أو ضحية، فهل يمكن أن ننتظر لإعطائه دوراً ما كمناضل كما حصل مع عزمي بشارة وغيرهم من الذين تم تصويرهم بأنهم ضد السياسة الإسرائيلية وضد الرجعية العربية وضد أميركا، وفي لحظة قاتلة قاموا بتفجير كل الأفخاخ الفكرية في لحظة مصيرية على مستوى الوطن العربي. وبالتالي نحن لا نتمنى أن نسقط أيضاً في تجارب فضائيات جديدة ممكن أن تكون قد استولدت من الجزيرة القطرية لتكسب ثقة الناس. وبالتالي يجب أن نقول أن الجزيرة هي مولودة الفكر اللوبي الصهيوني ولا تخضع لضغوطه وإنما تنفذ إملاءاته.

س: د. بشكل عام لماذا تراجع دعم القضية الفلسطينية في بعض الفضائيات العربية برأيك، في هذا الوقت الذي يعاني الفلسطيني تهميش قضيته في الساحة السياسية والإعلامية الدولية؟
ج: هناك قرار بإلغاء القضية الفلسطينية ويجب أن يكون هناك تكامل بين الميدان ما سمي بالثورات العربية نحن نرى أن كل الثورات العربية التي قادها الإسلاميون الجدد من سلفيين وأخوان مسلمين تركوا ولم يطرحوا شعاراً حول القضية الفلسطينية وإنما التزموا بكامب ديفيد، فبالتالي إسرائيل ارتاحت ميدانياً من شيء اسمه القضية الفلسطينية مع الثورات الجديدة، ويجب أن تغيب القضية الفلسطينية عن الإعلام العربي لكي يتم إخفاء القضية تماماً من الشعار السياسي إلى العمل المقاوم كما انسحبت بعض حركات المقاومة مثل حماس وتحالفت مع المحور القطري التركي، ويجب أن تنساق هذه الفضائيات العربية لتتكامل الصورة والمشهد بحيث أن محور قتال تصفية القضية الفلسطينية المحرك واحد والأدوات متعددة إعلامياً وميدانياً وحتى بالمعطى الفكري السلفي التكفيري، ولذا ستتراجع هذه الفضائيات وستكون في لحظة مقبلة تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية وستهاجم حركات المقاومة الأصيلة والصادقة مثل المقاومة في لبنان وبعض حركات المقاومة الفلسطينية وتتجه إلى محاولة فبركة وتزوير الأحداث لمحاولة حصار هذه الحركات المقاومة التي لا زالت تحمل شعلة تحرير فلسطين.