لبنان بانتظار التفجير الكبير ..

لبنان بانتظار التفجير الكبير ..
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

لا تبدو أي منطقة في لبنان ببعيدة عن منآى التوتر او التفجير بحسب التقديرات الرسمية ، فامتداد المشاكل وتنقلها من منطقة الى أخرى هو من أسهل ما يمكن حصوله في بلد مختلط بالسياسة والطائفية والمذهبية .

فعلى الارض لا تتعدى مساحة لبنان الجغرافية الـ 10452 كلم مربع، وهي كيلومترات قليلة بالمفهوم المساحي للدول، تجعل المناطق اللبنانية متداخلة وقابلة لان تحتضن كل أنواع التوتر القادم من مناطق متباعدة جغرافياً نوعا ما، فاتحة في الوقت نفسه الباب على تقطع أوصال المناطق وإنشاء بؤر توتر أمنية .
هذا المشهد خبره لبنان مؤخرا في أكثر من منطقة بدءاً من طرابلس عاصمة الشمال ، انتقالا الى منطقة البقاع واخيراً حل في عاصمة الجنوب صيدا ، دون أن تبتعد العاصمة من حسابات أصحاب التفجير بالطبع ،حيث دخلت ضاحيتها الجنوبية في حسابات التصفية المتنقلة. وعند كل مفترق من هذه التوترات كان يقف لبنان بكامله متأهبا راصدا ماذا بعد؟ فالقناعة هنا أن المسلسل المتنقل بدأ ولم ينته.
لا تحل هذه القناعة في لبنان من منطق اللاوعي، فالشعب اللبناني ربما من أكثر شعوب المنطقة يقرأ ويتابع السياسة ويفقه تدرج الامور ومنحاها، حيث بات يدرك أن العبثية لا تحل في بلد خبر كل انواع التقاتل السياسي والاقليمي والمحلي، كما في بلد تتشابك فيه كل الاوراق ، فهو متآثر بالصراع وبالمنطقة التي يدور في فلكها بشكل كبير، وقد زاد هذا التأثر مع وجود تيارين ومنطقين يتصارعان في لبنان منذ العام 2005 تاريخ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.
يوصل كل ذلك اللبنانيين إلى موقع واحد وهو استشراف توقيت الانفجار الكبير ، فامكانية التفجير لم تعد سؤالهم ، فالتفجير وقع بنظرهم وإن بدا مضبوطا حتى الساعة بالسياسة حيناً وبقرارات الجيش اللبناني الواقع في مصيدة الكل حينا آخر، بل تحول بحثهم فيما هو ابعد من توتر هنا او هناك ، الى يوم التفجير الكبير بنظرهم. وقد قادت المخاوف هذه الى إطلاق الجيش اللبناني نداءاته الى الاطراف كلها لفهم طبيعة وخطورة ما يحصل على الارض والى نبذ لغة التحريض المذهبي الذي سلك طريقه في اكثر من مكان وبدأ يفعل فعله في أكثر من ساحة لبنانية فاتحاً المجال لجبهات من قتال أهلي نبذها اللبنانيون قبل 24 عاما، ولا يتذكرونها اليوم الا كي ينسوا مرارتها .
لكن بين تمنيات القوى السياسية ومطالبات الجيش اللبناني ، تبدو رياح العبث قوية الى درجة أن انفلاتها ينبئ بعواقب كارثية، في بلد اصبح السلاح فيه منتشرا بين ايدي ابنائه دون استثناء، وحتى بين ايدي اولئك القادمين اليه من خارج حدوده، بعلم الدولة او من غيرها، وبين ضيوف على أرضه داخل مخيمات فلسطينية تدري الدولة قبل غيرها خطورة ما بداخلها، ليفتح  كل ذلك الباب على عاصفة إذا ما انطلقت لن ترحم اي شي في طريقها .
فاطمة عواضة- بيروت