وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني، جدد وزير الخارجية الروسي موقف روسيا المتمسك بعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سوريا سياسيا، مؤكدا أن ازدياد إرسال الأسلحة إلى المعارضة السورية يعرقل انعقاده وأن ذلك يشكل انتهاكا لكل القرارات الدولية ويجب التحقيق فيه.
وقال لافروف"إن روسيا الاتحادية متمسكة بانعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا وتنظيمه على أساس ما تم الاتفاق مع الأميركيين عليه في السابع من أيار الماضي" بموسكو.
ورداً على سؤال حول فرص عقد مؤتمر دولي مع الأميركيين بعد تسريبات صحيفة وول ستريت جورنال عن أن الولايات المتحدة ستسلح المعارضة السورية عبر الأردن قال وزير الخارجية الروسي" إن ما يحصل في التطورات الراهنة التي نشهدها بازدياد إرسال الأسلحة للمعارضة السورية هو عامل لدعم موقف المعارضة برفض حضور المؤتمر الدولي دون شروط مسبقة وهذا يتناقض مع المبادرة الروسية الأميركية".
وأوضح أن "المبادرة الروسية الأميركية تهدف إلى التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران من العام الماضي الذي يقضي بالحصول على موافقة الحكومة السورية والمعارضة للمشاركة دون شروط مسبقة لكن سمعنا من المعارضة التي تتمتع بالمساعدة والتأييد من الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية أنها لن تحضر المؤتمر إلا بضمان شرطين الأول تنحي النظام الحالي عن السلطة والثاني حصولها على التفوق في الميزان العسكري على الأرض".
وحول ما تتداوله الصحف الغربية بشأن إرسال الولايات المتحدة الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في سوريا أكد لافروف أن هناك حديثا عن تدفق سلاح ليبي إلى سوريا عدا الأميركي وقال "إن الصحفيين لا يتحدثون فقط عما تخططه الإدراة الأميريكة بشان إرسال الأسلحة إلى سوريا لكن يتحدثون عما تم إرساله مسبقا وأقصد هنا الأسلحة التي تم شراؤها من الدول الأوروبية وإرسالها بعد ذلك من الخليج" الفارسي إلى سوريا وما قرأناه في الصحف الأمريكية فإنه يتم إرسال تلك الأسلحة منذ زمن بعيد.
وتابع وزير الخارجية الروسي "إن كانت هذه هي الحقيقة فهذا انتهاك كامل للقرارات والعقوبات حول إرسال أو شراء أو تهريب الأسلحة من ليبيا وإليها" داعيا إلى إجراء تحقيق بهذا الشأن.
وأكد لافروف أن "هناك بعض القوى الإقليمية وغيرها التي لها أجندة مختلفة وتعارض هدف الجهود الرامية لتحقيق المبادرة الروسية الأميركية لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا لتنفيذ وتحقيق بيان جنيف" وقال "إذا كان حل النزاع في سوريا فقط يكون بمشاركة روسيا والولايات المتحدة فنحن وصلنا إلى ذلك".
ولفت لافروف إلى أن "هناك بعض اللاعبين الذين يريدون عدم الاستقرار في سوريا وإعطاء النزاع صفة أثنية ودينية كما يريدون عدم التوصل إلى الحل السياسي وعدم الحفاظ على سوريا كدولة متنوعة ولهؤلاء اللاعبين أجندة باهداف ضيقة جدا".
ودعا لافروف جميع الدول المؤثرة إلى تنفيذ أهداف بيان مجموعة الثماني وخاصة ما يتعلق بسوريا موضحا أن "رؤساء دول المجموعة أشاروا في بيانهم الختامي إلى احترامهم لسيارة سورية ووحدة أراضيها ودعوا الحكومة السورية والمعارضة إلى بذل الجهود من أجل إخراج المسلحين من سوريا".
وردا على سؤال حول إغلاق السفارة الروسية في دمشق والقاعدة التقنية للإسطول الروسي في طرطوس قال وزير الخارجية الروسي "هذه شائعات عارية عن الصحة واستفزازية تهدف إلى عدم إنجاح الجهود الروسية" مؤكدا أن"سفارة روسيا الاتحادية في دمشق لا تزال تعمل بصفتها وتمارس أهدافها" لافتا إلى أن "الدبلوماسيين الروس يعملون ليل نهار ويبذلون كل ما بوسعهم من الجهود لتقديم المعلومات الدقيقة حول الأوضاع في سوريا في وقتها".
وتابع لافروف "إن القاعدة الفنية للأسطول الروسي لاتزال تعمل في طرطوس ولا نتحدث حاليا عن إغلاقها أو إجلاء العاملين فيها وقد تم توضيح الموضوع من وزارة الدفاع الروسية بأن الروس مستمرون بتقديم الخدمات لهذه القاعدة ويعملون كالعادة من أجل تحقيق الهدف منها وإصلاح السفن الروسية".
وكان لافروف أشار في بداية المؤتمر إلى أن تقارب روسيا مع المغرب يدفع البلدين إلى التعاون معا في مجلس الأمن وقال "عندنا أساس موحد وهو الاحترام الكامل للقانون الدولي والمبادئ الدولية من خلال تسوية جميع النزاعات الدولية والاحترام الكامل لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وهذا التقارب في المواقف يسمح لنا أن نتعاون في الأمم المتحدة وخصوصا في مجلس الأمن حول مسائل عديدة من بينها الأزمة في سوريا والأوضاع في مالي والساحل والصحراء وتسوية الصحراء الغربية".
بدوره أكد وزير الخارجية المغربي أن المبدأ الأصلي هو ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وعدم التدخل الأجنبي فيها ودعم كل حل سياسي يفضى إلى وقف العنف مشيرا إلى أن المغرب وروسيا تتقاسمان الثوابت العامة لهذا الحل.
وأعرب العثماني عن تأييد بلاده لانعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا مبديا الاستعداد للمشاركة في المرحلة المقبلة "في أي عمل يؤدي إلى وقف نزيف الدم في سوريا".
الى ذلك أعلن ديميتري بيسكوف المستشار الإعلامي للرئيس الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش في اجتماع عمل مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي القضايا الدولية بما في ذلك التحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا في جنيف إضافة إلى العلاقات الروسية الأميركية الحالية.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم إن الاجتماع ناقش القضايا الراهنة في السياسة الدولية فضلا عن مسائل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في روسيا مشيرا الى أنه تم خلال الاجتماع تبادل مفصل للآراء عن الجهود المبذولة للتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا.
وأضاف بيسكوف: إن الاجتماع "تطرق الى قضايا الساعة الراهنة للعلاقات الروسية الأميركية في إطار التحضير للاتصالات الثنائية المزمع إجراؤها على أعلى مستوى".
في سياق آخر أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الهجوم الجديد الذي استهدف أمس منطقة باب شرقي ومحيط الكنيسة المريمية بدمشق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية "إننا ندين بشدة مطلقة الهجوم الإجرامي الجديد للإرهابيين الذي ارتكب في حي خال من أهداف عسكرية مايدل على انه كان موجها عن عمد ضد المواطنين المدنيين".
وأعرب لوكاشيفيتش عن قلق بلاده من استهداف دور العبادة في سورية بشكل متزايد من قبل الارهابيين وقال إن "موسكو قلقة للغاية إزاء تزايد الأعمال الإرهابية من قبل المعارضة المسلحة في سورية وتوجيهها بشكل مطرد ضد مراكز العبادة الدينية".