آن الأوان لتغير السعودية سياستها الخارجية

آن الأوان لتغير السعودية سياستها الخارجية
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ - ٠٩:٢٤ بتوقيت غرينتش

اعترف الصديق قبل العدو، بان سیاسة السعودية الخارجیة قد أصابها العجز والعقم والتعثر خلال السنوات الاخيرة بسبب مرض وزير خارجيتها سعود الفيصل وعدم قدرته على التركيز والقيام بمهامه خاصة وانه يتولى هذا المنصب منذ ثمانية وثلاثين عاما.

ونحن ندرك جيدا ما مدى تحمل السلطات السعودية العليا لنتائج سياسات سعود الفيصل والتي جرت الويلات على السعودية، لأن هذه السلطات تخشى من تداعيات تغيير الفيصل على التوازنات في العائلة السعودية ولذلك تقبل على مضض وجود شخصية مريضة على رأس وزارة الخارجية.
تصريحات سعود الفيصل الاخيرة حول ايران واتهامها باحتلال سوريا أثارت موجة من السخرية والضحك لدى الاوساط السياسية وقد عللت ذلك بمرض الوزير وعدم قدرته على التشخيص والتركيز، لأن الجميع يدرك ان السعودية وأخواتها الخليجيات هي التي سببت ادامة واستمرار الحرب في سوريا وان اعترافات سعود الفيصل بارسال المال والسلاح الى المسلحين وخاصة السلفيين والتكفيريين والنصرة والقاعدة هي إدانة للتدخل السعودي في شؤون سوريا.
كما ان العالم أجمع يعلم علم اليقين بأن التدخل السعودي في البحرين قد جعل النظام في هذه الامارة يواصل جرائمه بحق البحرينيين الذين يطالب اغلبيتهم بالحرية والديمقراطية وحكومة تحافظ على حقوق المواطنين جميعا وتعاملهم بالسوية عكس ما تقوم به الحكومة الحالية.
لقد اعلن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني بعد انتخابه مباشرة عن رغبته في إقامة علاقات جيدة مع جميع دول الخليج الفارسي ومنها السعودية، وكان من المؤمل ان يلتزم وزير الخارجية السعودي بسياسة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اعلن في برقية التهنئة التي ارسلها للرئيس المنتخب عن رغبة بلاده في تطوير وتعزيز علاقاتها مع ايران.
لا ندري من يتخذ القرارات بشأن علاقات السعودية مع الدول الأخرى، هل هو العاهل السعودي أم وزير خارجيته، فاذا كان العاهل السعودي هو من يتولى قيادة السعودية ويعين سياسات البلاد الداخلية والخارجية، فان على وزير خارجيته أن يلتزم بما يعلنه العاهل السعودي لا ان ينقض سياسات القيادة السعودية ويطلق تهما ضد ايران لا يستفيد منها غير اعداء البلدين.
فاذا ما قلنا بان السياسة الخارجية السعودية أصابها العجز والعقم والتعثر، فاننا لم نقل ذلك تحاملا على الوزير السعودي بل هو اعتراف لاحد الكتاب السعوديين المقربين للسلطات وهو خالد الدخيل. وقد كتب مقالا في صحيفة الحياة السعودية يوم  الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ اعترف فيه " بتعثر السياسة الخارجية السعودية متسائلا " لماذا تعثرت السياسة الخارجية السعودية خلال أكثر من ثلاثة عقود وحتى الآن؟ مضيفا: كان أكبر معالم هذا التعثر في العراق والشام، وحتى في البحرين واليمن لم يتحقق نجاحا كاملا ونهائيا.
ويورد أسباب هذا التعثر الى الضعف العسكري اولا والاعتماد في شكل يكاد يكون حصرياً على سياسة التوازنات، وان السبب الثالث لتعثر السياسة الخارجية كما يقول يعود إلى أن أسس هذه السياسة وضعت في ثلاثينات القرن الماضي". فمقال الدخيل هو اعتراف بعجز وزير الخارجية السعودي عن أداء مهامه.
وكان الدخيل قد كتب سابقا مقالات انتقد فيها السياسة الخارجية السعودية واعتبرها فاشلة دون ان يشير الى ان سبب فشلها يعود الى وجود وزير خارجية مريض لا قدرة له على تحديد سياسات خارجية صائبة واتخاذه سياسات مرتجلة وغير مدروسة تثيرغضب الجميع.

ان تصريحات سعود الفيصل ضد ايران واجهت برد عقلاني من جانب وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي الذي اعلن قائلا:" في ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية السعودي التي قال فيها إن بلاده لن تبقى ساكتة على إجراءات إيران في سوريا، نحن نرغب بإقامة أفضل العلاقات مع السعودية، إلا أن تصريحات وزير الخارجية السعودية مليئة بالتناقضات. وأضاف: مع احترامي له فإذا قرأ تصريحاته سيلاحظ أنها مليئة بالتناقضات بحيث أنها ليست بحاجة إلى رد من جانبنا. وتابع صالحي قائلاً: الأحرى أن يتخذ وزير خارجية السعودية موقفاً بحيث نشهد تعزيز العلاقات وليس ابتعاد البلدين عن بعضهما البعض".

*شاكر كسرائي