معركة القصير تفضح التنسيق بين الإسرائيليين والمسلحين

معركة القصير تفضح التنسيق بين الإسرائيليين والمسلحين
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٣ - ١٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

تكشفت معركة القصير التي استعادتها قوات الجيش السوري من المجموعات المسلحة عن تنسيق بين هذه المجموعات والاحتلال الإسرائيلي . وقد تم ذلك بعدما تردد من معلومات عن اعتقالات في صفوف ضباط إسرائيليين ألقي القبض عليهم في القصير والعثور على آلية عسكرية إسرئايلية تستخدم للاتصالات والتشويش .

تقرير...كسب معركة القصير من جانب الجيش السوري كشف مدى التنسيق والتعاون الذي نسجه الاحتلال الإسرائيلي مع المجموعات المسلحة المتعددة الجنسيات والانتماءات في المدينة الاستراتيجية .

وأوردت الأنباء إلقاء الجيش السوري القبض على ثلاثة ضبّاط إسرائيليين خلال المعارك بينما كانت أنباء أخرى تتحدث عن إلقاء القبض على ضباط فرنسيين وبريطانيين واسرائيليين في القصير حوالي 400 ضباط إسرائيلي وفرنسي وغربي موجودين في القصير، هذه معلومات أن هناك وسيط لبناني تم الاتصال به من سفارة غربية في لبنان، أنه على السوريين فتح الطوق وعلى حزب الله فتح الطوق.

رصدت قناة فوكس نيوز الأميركية جنوداً إسرائيليين يغادرون الأراضي السورية باتجاه الأراضي المحتلة بحسب قولها، وكانت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية قد كشفت عن وجود قوات خاصة إسرائيلية في سوريا بالقرب من الحدود السورية، ونقلت صحيفة يو أس توداي عن خبراء أميركيين اعتقادهم عن إمكانية استهداف منظومة الدفاع الجوية الروسية أس 300 من خلال هجمات التكرونية لإصابة الدفاعات السورية، وأفادت تقارير أميركية عن وجود لقوات كوموندوس إسرائيلية شاركت بعمليات أمنية خاصة في منطقة القصير غربي حمص بعدة مجموعات تم إنزالها بطائرات، وقامت بمهمات خاصة في هذه المنطقة لأشهر تخللها البحث عن الأسلحة الكيميائية.

هذه الأنباء تعززت بالمشاهد التي بثتها التلفزة السورية الرسمية عن آلية إسرائيلية تم العثور عليها في المدينة من جانب الجيش السوري تم تداولها على الفور في وسائل إعلام عربية وعالمية آلية عسكرية إسرائيلية صادرها الجيش السوري في مدينة القصير وهي عبارة عن مدرعة من نوع جيب..

إسرائيل لا تدخل إلا في معارك تعتبرها أساسية ومؤثرة على وجودها وعلى فضائها الاستراتيجي، وعندما نجد الإسرائيلي يوفر لهم أجهزة الاتصالات أو يوفر لهم آلية تستعمل كغرفة عمليات ميدانية، كل ذلك يجعل للباحث طريقاً أكيداً للقول أن المعركة في سورية هي معركة عدوان بالقيادة الأميركية وبالتنفيذ الإسرائيلي.

صورة الوجود الإسرائيلي في القصير حاول بعض نشطاء المجموعات المسلحة يائسين قلبها بزعم أن الكتابة الظاهرة على بالعبرية على الآلية  تعني مصلحة السجون مستنتجين أنها من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي في سجن الخيام في جنوب لبنان قامت قوات حزب الله بإحضارها إلى القصير لتلفيق هذه القصة .

محاولة قلب الصورة لم تنجح في إبراز حقيقتها . حقيقة التنسيق الإسرائيلي مع المجموعات المسلحة الذي لم يعد يحتاج إلى من يثبته بعد سلسلة طويلة من الدلائل الحسية وقد برز واضحا بعد معركة القصير مدى التأثر الإسرائيلي السلبي بنتائجها والذي عكسته المواقف والتحليلات الإعلامية في الكيان .

الخوف الإسرائيلي مما تحقق في القصير رده بعض المحللين إلى الخشية من تنامي قدرات حزب الله الهجومية بعد انتقاله من الدفاع إلى الهجوم ، فما حصل كان بالنسبة للإسرائيليين أول إثبات ميداني لوعيد السيد حسن نصرالله، غداة «حرب تموز» بإمكان إقدام المقاومة على احتلال الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة، في أي مواجهة مقبلة بينها وبين الجيش الاسرائيلي .

وهو ما تبين من خلال الدعم الذي قدمه الاحتلال للمجموعات المسلحة التي حاولت السيطرة على نقطة معبر القنيطرة على حدود الجولان المحتل علها بذلك تتحصن بحزام أمني يقيها فتح المقاومة الشعبية السورية جبهة الجولان التي وعد بها الرئيس بشار الأسد.

نحن أما سلسلة من الإنجازات التكتيكية الجوهرية للجيش السوري بمساعدة حزب الله والدعم الإيراني وهذا يؤدي إلى تعزيز سيطرة الأسد في الأجزاء الأكثر أهمية من سورية، ويمنع المتمردين من شن هجمات مضادة لشهور عديدة، ونتيجة لذلك فإن الكفة ستواصل الميلة لصالح الأسد.

لا شك أن ما يجري في سورية أثر على صانعي القرار في إسرائيل حيث نشهد على الأرض إنجازاً للجيش السوري في مدينة القصير الاستراتيجية.

أعتقد أن الوضع السوري يولد أمامنا تحديات وكذلك فرص، لأن دولاً عربية تخشى من النووي الإيراني جداً ومن ثلاثي إيران وحزب الله وسوريا، يجب علينا التحرك من فوق الطاولة وتحتها وبمختلف السبل للتوصل إلى تحالف مع الدول العربية من أجل كبح أي تدهور على الجبهة الشمالية التي تشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي وليس علينا فقط.

فلنتحدث عن وضع الأسد، فهو يهدد إسرائيل بيد، وفي الأخرى يسجل انتصارات في المعركة فما هو وضعه اليوم؟

الأسد يحسن موقعه على المستوى العسكري بشكل دراماتيكي إن لم نقل حاسم، واحتلال القصير معناه قطع خط الإمداد الأساسي عن المتمردين من لبنان، والأمر الثاني فتح خطوط إضافية أمام الأسد وجيشه من الشمال على المنطقة العلوية ومنطقة الساحل.

بشار الأسد يشعر بالثقة في مواقفه الأخيرة لأن انتصاره في القصير يعزز ثقته بنفسه ما يدفعه إلى تشديد الضربات للمتمردين الذين ضعفوا.

الأسد صدى تسونامي الذي كان يجتاحه وقد استنفذت هجمات المتمردين نفسها، ويبدو أننا في نهاية هذه الموجة فالأسد يستعدي السيطرة والوضع يتحسن لصالحه.

وبينما قال يديعوت أحرونوت إن المعركة حسمت وأن الجيش السوري سيطر على القصير. ترجمت صحيفة معاريف بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وقالت إن النصر في القصير أرسل رسالة واضحة لإسرائيل.

فالمهاجمون بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية كانوا يدركون أن الملاذ الآمن لهم بعد محاولتهم احتلال المعبر كان الجيش الإسرائيلي في الضفة المحتلة من الجولان، لذا فتحت إسرائيل لهم ممراً آمناً لجئوا إليه هم وجرحاهم الذين تلقوا عناية طبية قبل أن يعودوا إلى قواعدهم في المناطق التي يسيطرون عليها في الجولان. أمر آخر تركزت حوله التحليلات وهو أن معبر القنيطرة هو النقطة الأخيرة التي لم تستولي عليها المجموعات المسلحة والذي إذا تمت ستكون حدود الجولان المحتل مع الأراضي السورية خالية من جيش النظام. أمر ثالثا لفت في مواجهات القنيطرة هو الاستعداد المسبق والمواكبة المباشرة من داخل الجولان المحتل الذي قامت به فضائيات عربية، فضائيات أشادت بإنسانية إسرائيل في تعاملها مع المسلحين الذين تكفل قادتهم بالانضباط وعدم المس بإسرائيل في حال تمكنوا من السيطرة الكاملة على الحدود.

لا شك إننا نعيش في واقع يتغير يومياً في هضبة الجولان، فالمتمردون حاولوا التعويض عن هزيمتهم المرة في القصير بالاستيلاء على معبر القنيطرة. النقطة الثانية لقد تلقت إسرائيلي إشادة من قناة الجزيرة القطرية حيث قال محللهم أن إسرائيل فعلت ما لم يفعله النظام، حيث تقوم بمساعدة الثوار، ولنستمع إلى نموذج من كلامه: الإسعاف الإسرائيلي الآن أغلق طريق 96 ويقوم بنقل وقبل ذلك فعلها، نقل الجرحى من الثوار إلى مستشفى صفد، وإلى حتى كذلك إذا كانت الإصابة كبيرة إلى حدثا.

لما لم يعد ذلك خطيراً بالنسبة لإسرائيل لأنه على طول الحدود من الجنوب حتى مارغيليوت هناك سيطرة كاملة للمتمردين، وبقيت القنيطرة على الوحيدة بيد النظام، وهي مهمة للطرفين وهذا الهجوم لن يكون الأخير.

وسوريا والشعب السوري من الجيش الحر براء لأنه ليس جيش سورية الحر إنما هو جيش الصهيونية.

أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ مخائيل عوض أهلاً ومرحباً بك معنا في هذه الحلقة.

س: إذاً العنصر الإسرائيلي بدا واضح الوجود في معركة القصير ما تفسيرك لذلك؟

ج: هو من اللحظة التي تحولت فيها الاحتجاجات المحقة والمشروعة التي بدأت في درعا وفي بعض المحافظات الحدودية والمناطق التي تضررت من سياسة اللبرلة التي اعتمدت في سوريا في العشر سنوات السابقة وتحول الحراك من حراك مطلبي محق إلى حراك سياسي ثم دخلت عليه الحملة الإعلامية العاصفة في التسليح فرفع الشعارات الكبيرة، كانت أصابع إسرائيل واضحة باستهدافاتها لسوريا كجزء من مشروع مخطط وأعدت له طويلاً لمحاولة تفكيك سوريا من الداخل بعد أن عجزوا من الخارج عبر الضغوط أو الاتهامات أو عبر حرب تموز وحرب غزة لأنها تشكلت واحدة من أهم قواعد إسناد ودعم المقاومة، تجلت في الآونة الأخيرة الوجود الإسرائيلي تجلى بوضوح قاطع من خلال ما كشفته الصحافة والتقارير عن وجود عشرات عملاء الموساد الإسرائيلي يجوبون الأراضي السورية مع المسلحين من خلال السلاح وعبر تركيز إسرائيل حضورها ووجودها والعناصر التي تواليها في منطقة القصير لما لمنطقة القصير من أهمية كبيرة بصفتها ظهر المقاومة والمنطقة التي تربط بين سوريا وبين لبنان، وتشكل منطقة إسناد ومنطقة دعم، وعلى تخوم خزان الشعبي والخزان التسليحي للمقاومة.