دولهم اعتبرتهم أعداؤها..إرهابيون يقاتلون في سوريا

دولهم اعتبرتهم أعداؤها..إرهابيون يقاتلون في سوريا
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٣ - ١٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

أقر وزير الداخلية الفرنسي ايمانويل فالس بوجود فرنسيين يقاتلون في سورية الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة تحت مسمى "جهاديين" مصنفا هؤلاء بالأعداء لفرنسا لدى عودتهم إليها.

وقال فالس في حديث للقناة الفرنسية الثانية بعد بثها فيلم فيديو عن فرنسيين يقاتلون الى جانب المجموعات الإرهابية في سورية تحت عنوان الحقيقة في سورية " إن عددهم 50 وربما أكثر من ذلك و مازالوا هناك إضافة إلى وجود أربعين آخرين يتنقلون" لافتا إلى "أن أجهزة الأمن الفرنسية تراقب ثلاثين مقاتلا عادوا إلى فرنسا من سوريا في وقت سابق".
وبعد أن أشار الوزير الفرنسي إلى مقتل عدد من الفرنسيين الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية في عدة مواجهات مع الجيش السوري توقع أن يرتفع عدد القتلى من الفرنسيين الذين يقاتلون إلى جانب هذه المجموعات.
وأعرب وزير الداخلية الفرنسي عن القلق بسبب تجاوز عدد المقاتلين الاوروبيين في سورية الستمئة أوروبي.
وصنف وزير الداخلية الفرنسي كل الذين يقاتلون في صفوف المجموعات المسلحة في سوريا على انهم تهديد محتمل وقال:" بالنسبة لبلدنا وكذلك أوروبا يجب أن نكون حازمين ولا نرحم الإرهابيين إنهم أفراد يمكنهم أن ينقلبوا ضد فرنسا وضد مواطنيها"معبرا بشكل واضح عن السياسة المزدوجة التي يتبعها الغرب في مكافحة الإرهاب بنشره في الدول التي تناهض سياساته الامبريالية ومحاربته وفق مصالحها في دولها.
وأوضح أن وسائل المراقبة التي تتبعها فرنسا مع هؤلاء العائدين من سورية تتمثل بالتحقق فيما إذا قاتلوا الى جانب المجموعات القريبة من تنظيم القاعدة ومنها " جبهة النصرة" ليعود الى ترديد الإسطوانة الفرنسية المشروخة حول تقسيم المجموعات الإرهابية في سورية بين سيئة وجيدة متناسيا الوقائع التي تثبت تساوي الجرائم والفظائع التي ترتكبها هذه المجموعات على اختلاف تسمياتها.
وكانت القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية ووسائل إعلامية فرنسية اخرى عرضت الفيلم الذي يحمل عنوان "الحقيقة حول سورية" وهو عبارة عن ريبورتاج اخرجه الفرنسيان اودريه بوتار وأولفيه كوب اللذان التقيا عائلتي "الجهاديين الفرنسيين" اللذين ذهبا الى سورية وبثه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أحد أبناء الجالية السورية في فرنسا الشاب باسل جدعان.
وفي الريبورتاج الذي عرضت مقاطع منه القناة الفرنسية الثانية يظهر عبد الرحمن واسمه الأصلي نيكولا وأخاه غير الشقيق البالغ من العمر 23 عاما وهما يدعوان الفرنسيين للذهاب لما يسمونه "الجهاد" في سورية مطالبين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن يعتنق الاسلام وأن يسحب قواته من مالي.
ويشرح الريبورتاج سيرة حياة الارهابيين الفرنسيين نقلا عن جدتهما وعمتهما اللتين توضحان أن نيكولا عاش مراهقة صعبة وتوقف عن الذهاب إلى المدرسة واعتقل في حينه بسبب تدخينه الحشيش ثم اتجه الى الإسلام المتطرف تدريجيا.
ويشير مقربون من هذين الارهابيين الى انهما ذهبا في آذار الماضي للقتال الى جانب المجموعات المسلحة في سوريا حيث توجها في البداية بالسيارة الى برشلونة ومن ثم بالطائرة إلى الدار البيضاء بالمغرب من أجل أن يذهبا فيما بعد الى اسطنبول بتركيا ومن ثم يتسللان إلى سوريا.
وفي سياق الريبورتاج قال والد الارهابيين الذي يعمل كمدير شركة في الغويان إن تصرفاتهما يمكن أن تجرهما لحد القيام بأعمال ارهابية وأنه لا يريد أن يكون أباً لهذين الوحشين.
وفي سياق متصل قال رمضان عبد اللطيبوف رئيس داغستان بالوكالة ان عددا غير معروف من الشبان الداغستانيين غادر إلى سوريا وقد يكون ذلك للانضمام للمجموعات المسلحة هناك.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن عبد اللطيبوف قوله انه وفقا لدائرة خدمة الأمن الاتحادية فان نحو 200 من مواطني داغستان موجودون بالفعل في سوريا ومنهم من يقاتل ضد الحكومة السورية.
وحث عبد اللطيبوف أجهزة الأمن الخاصة على التحقق بعناية من خلفية الذين يريدون الحصول على جوازات سفر قائلا ان بعضهم يسافر إلى سوريا وأماكن أخرى من أجل الانضمام للجماعات المسلحة.
وأضاف: "ينبغي الا تصدر جوازات سفر دولية دون دراسة متأنية حول خلفية الشخص لافتا إلى ان لكل شخص الحق في الحصول على جواز سفر دولي ولكن بعد أن يجمع المسؤولون عن هذا الأمر معلومات دقيقة من السلطات الإقليمية والبلدية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف الشهر الماضي ان نحو 600 مسلح من روسيا وأوروبا يقاتلون مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا فيما قال مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أليكساندر بورتنيكوف في أيار الماضي ان نحو 200 روسي يلعبون دورا نشطا في القتال في سوريا.
وكانت دراسة حديثة قام بها خبراء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بالاشتراك مع "فلاش بويتن غلوبال بارتنرز" وهي جماعة تجري أبحاثا عن الإرهاب وجدت أن 17 على الأقل من المقاتلين من أصل روسي قتلوا في سورية بين تموز 2012 وأيار من هذا العام بما في ذلك 10 من سكان القوقاز شمال روسيا.
إلى ذلك أقر المركز القومي الاميركي لمكافحة الارهاب بتزايد عدد الإرهابيين الذين يتوافدون الى سوريا من اوروبا والولايات المتحدة للقتال الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا.
ونقل موقع برس تي في الإيراني عن ماثيو أولسن مدير المركز قوله في منتدى اسبن الأمني بولاية كولورادو الأميركية:"إن سورية أصبحت حقا ساحة للارهابيين في العالم مضيفا ، نرى مقاتلين أجانب يذهبون من أوروبا الغربية و في عدد قليل من الحالات من الولايات المتحدة إلى سورية للقتال مع المعارضة".
وحذر أولسن من أن القلق الان يكمن في احتمال أن هؤلاء الأشخاص الذين يسافرون إلى سورية سيصبحون اكثر تطرفا ومدربين بشكل افضل ثم يعودون كجزء من حركة "الجهاد" العالمية إلى أوروبا ومن المحتمل إلى الولايات المتحدة.
بدوره قال منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف.."إن نحو 600 مقاتل ذهب إلى سوريا من أوروبا" مضيفا .."أن العدد سوف يصل إلى الآلاف إن تم احتساب الذين يأتون من البلقان وشمال أفريقيا".
وتابع كيرشوف ان الحالة هنا تختلف تماما عما عانيناه في الماضي مع أفغانستان وباكستان واليمن والصومال.
في سياق آخر أعلن جون بيستول الذي يرأس إدارة أمن وسائل النقل في الولايات المتحدة أن الولايات المتحدة تعتقد أن السعودي ابراهيم حسن العسيري الذي يشتبه بتصميمه قنابل الملابس الداخلية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب درب عددا صغيرا من الناس على أساليبه المتطورة في صنع القنابل حيث تم إحباط إحداها عند محاولة تفجير طائرة بقنبلة خبئت في الملابس الداخلية.
ونقلت رويترز عن بيستول قوله لمنتدى اسبين الأمني في كولورادو "توجد معلومات مخابرات بأنه مع الأسف درب آخرين وهناك جهود كثيرة تبذل لتحديد هؤلاء الأشخاص".
وأشار بيستول إلى أن العسيري استخدم وقتها قنبلة أكثر تطورا باستخدام نوع جديد من المتفجرات لم ترها الولايات المتحدة من قبل كاشفا أن الإرهابي الذي كان سيقوم بتفجير نفسه فوق الولايات المتحدة في أيار عام 2012 كان عميلا مزدوجا" وهذا سر فشل العملية التي أحبطتها الاستخبارات.
وأوضح بيستول أن العسيري الذي يعتقد أنه في أوائل الثلاثينيات نجا من هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار في 2011 كما أن لديه مهارات في صنع قنابل متطورة وإخفائها في ملابس يصعب اكتشافها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تتهم العسيري بالتخطيط لتفجير طائرة ركاب أمريكية متجهة لديترويت في يوم عيد الميلاد في 2009 ولم يتم اكتشاف المخطط إلا بعد حدوث خطأ في تفجير القنبلة في الوقت الذي كانت فيه الطائرة تطير في سماء الولايات المتحدة.