نشر آل خليفة تلك التغريدة في الخامس من تموز الماضي، بعد إعلان الجيش المصري عزل الرئيس المصري محمد مرسي. وكان قد غرد في اليوم ذاته مقطعا من أغنية لسميرة توفيق: "يا أبو عبد الفتاح/ طاح العنب طاح/ نادي عالناطور/ يعطينا المفتاح". وفسر متابعو خليفة تلك التغريدات على أنها سخرية من "الإخوان المسلمين" في مصر وما آل إليه حالهم.
بعض متابعي آل خليفة حذروه من التمادي في السخرية، معتبرين أن وضعه ليس أفضل بكثير من وضع الإخوان. في حين عاب عليه آخرون ذلك المستوى من الخطاب غير الدبلوماسي، على الرغم من كونه ممثلا لسياسة المملكة. في حين اقترح عليه آخرون الاستماع إلى أغان أخرى.
هذه ليست المرة الأولى التي يغرد فيها وزير الخارجية البحريني تغريدات مثيرة للجدل. فقد وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في وقت سابق هذا العام بأنه "إرهابي يعلن الحرب على أمته ويجب إيقافه وإنقاذ لبنان من براثنه". يومها علق الصحافي عبد الباري عطوان ردا على تلك التغريدة قائلا "ليس من عادة المسؤولين في دول الخليج (الفارسي)، والصغيرة منها على وجه الخصوص، الهجوم على إيران وحلفائها مثل حزب الله بمثل هذه اللهجة القوية الواضحة، وتسمية الأشياء بأسمائها الصريحة دون مواربة»، مشيرا إلى أن تلك التغريدة دليل على تصاعد احتمالات حرب إقليمية.
كما اشتهرت تغريدة أخرى للوزير، كتب فيها: "السنة والشيعة إخوة في الدين الإسلامي الحنيف.. ومن يرى غير ذلك فليكف شره عنا ويذهب إلى كوكب آخر". يومها كان يحاول امتصاص غضب الشارع بشأن تغريدات سلفي بحريني كفر فيها الشيعة ونجس السنة. وأسس المغردون البحرينيون من كافة الأطياف وسما بعنوان "كوكب آخر"، سخروه للتندر على أحوال البلاد.
إلى جانب وزير الخارجية، ينشط مستشار الملك لشؤون الإعلام، وزير الإعلام السابق نبيل الحمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبدوره، يختار تصريحات تقفز على رصانة اللغة الرسمية المتعارف عليها. قبل عامين، راح يسخر من المتظاهرين في دوار اللؤلؤة، تزامنا مع الهجمة الأمنية عليهم. ونشر يومها عبر حسابيه على فايسبوك، وتويتر، صورا لقميص نوم نسائي أحمر، قائلا إن "الجيش الذي "طهر" الدوار وجد ذلك القميص في إحدى الخيام" (!).
كما يشهد حساب المستشار هجوما ساخرا من قبل مغردين معارضين بشكل يومي بسبب الأخطاء الإملائية المتعددة التي يرتكبها، إلى جانب الألفاظ التي ينعت بها المعارضين، من "مخربين"، إلى "إرهابيين"، و"خونة".
كما أن المستشار الذي يأتي من خلفية إعلامية، ينسى في الكثير من الأحيان قاعدة صحافية أساسية وهي التأكد من الأخبار قبل نشرها. إذ قام في إحدى المرات بنشر خبر إطلاق نار من قبل معارضين على دورية شرطة في إحدى القرى الشمالية في البحرين، وهو خبر سارعت وزارة الداخلية إلى نفيه. ولم يكن ذلك الخبر الوحيد الذي يعلنه الحمر وتنفيه الوزارة. إذ أعلن مؤخرا عن إلقاء القبض على المتهمين في تفجير السيارة المفخخة في مدينة الرفاع، معقل العائلة الحاكمة.
وسارعت وزارة الداخلية الى نفي الخبر، إلا أن المستشار تحدى الوزارة وغرد بالبيت الشهير لطرفة بن العبد "ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود".
آخر تغريدات المستشار المثيرة للجدل، جاءت بعد نشر وزارة الداخلية صور المتهمين في تفجير الرفاع. فكتب الحمر: "بعد قليل سيخرج علينا فلاسفة الوفاق والمتخفين من جماعاتهم في النت، بالادعاء بعدم صحة نشر أسماء وصور المتهمين، ونقول لهم اشربوا من ماء البحر".. وذلك على الرغم من أن نشر صور أولئك المتهمين، مخالفة لنص المادة عشرين الفقرة (ج) من الدستور البحريني، والتي تنص على أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية، تؤمن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة وفقا للقانون".
السفير