فالتفجير الإجرامي الذي وقع أخيرا في الضاحية الجنوبية من بيروت والذي اودى بحياة أكثر من عشرين شخصا وأصاب اكثر من مائتين بجروح ، كان فرصة لكتاب وصحفيين ينتمون الى دول عربية كبيرة في الخليج الفارسي لينفثوا سمومهم ويبشروا بحرب طائفية قريبة في لبنان ، لان هذا التفجير حسب زعمهم سيكون الشرارة الاولى لحرب طائفية بين السنة والشيعة في هذا البلد.
رئيس تحريرصحيفة لبنانية ممولة من دولة عربية في الخليج الفارسي يكتب مقالا افتتاحيا في صحيفته بعنوان " بيروت على طريق بغداد " يتوقع فيه ان تشتعل حرب طائفية ومذهبية في لبنان قريبا ، مثلما تحدث الان حسب زعمه "حرب طائفية في العراق ".
لا أعتقد ان هذا الصحفي يعتقد في قرارة نفسه ان حربا طائفية ستقع في لبنان بين السنة والشيعة ، ولكنه يعكس وجهة نظر ممولي صحيفته الذين يدعمون الارهابيين والتكفيريين والطائفيين في انحاء المعمورة ويقدمون المال والسلاح لاشعال الحرائق في العديد من دول المنطقة خدمة لاجندات أجنبية ، وتراهم موجودون في أي مكان تفوح فيها رائحة الطائفية والعنصرية والارهاب.
ان على هذا الصحفي الذي يدعو جازما ببدء حرب طائفية بين السنة والشيعة في لبنان قريبا أن يعلم جيدا وهو الذي عاش الحرب الاهلية اللبنانية أو سمع بها ، بأن اللبنانيين مسلمين (سنة وشيعة ) ومسيحيين ودروز شهدوا حربا أهلية إستمرت خمسة عشر عاما ، دمرت بيروت وقتلت مئات الالاف من اللبنانيين ، وخربت الاقتصاد والسياحة وهجرت ملايين اللبنانيين ولا زالت اثار تلك الحرب موجودة في مختلف مناطق بيروت ،إنهم سوف لن يقبلوا بحرب جديدة تدمر كل شيء في لبنان .
ان هذا الصحفي المتشائم يرى بأن " الطلاق قد حل بين السنّة والشيعة في لبنان" ويصف فيه المسيحيين" بالمساكين " ، لان «العرقنة» حسب زعمه قد تضاعف من اقتلاع جذورهم.
لا أدري كيف استنتج هذا الصحفي هذا الكلام المتشائم ، وهو جالس في مكتبه في لندن ،هذا الصحفي ، مجبر على تكرار ما يريده منه ممولي صحيفته بالدعوة الى حرب طائفية في لبنان، وهم الذين يعملون منذ سنين لاشعال هذه الحرب ، ويصرفون أموال النفط لهذا الهدف.
نذكّر هذا الصحفي ، بان العراق لا يشهد حربا طائفية ، بل أن هناك من الحكام العرب من يمولون البعثيين والارهابيين وانصار القاعدة في العراق ضد الحكومة الشرعية ، من أجل الاطاحة بها ، والاتيان بحكومة بعثية وطائفية مثل حكومة صدام حسين المقبور .
نقول لهذا الصحفي ، ان لبنان لن يشهد حربا طائفية بين السنة والشيعة ، لان شعبه أكثر ادراكا بمخاطر الحرب ، وان العراق لن يشهد حربا طائفية ايضا وان ما يشهده العراق هو حرب البعثيين والتكفيريين ضد الحكومة ، وليس حرب بين الشيعة والسنة.
ان الشعوب في منطقة الشرق الاوسط ، ادركت جيدا ، بان الحروب الاهلية والداخلية تشعلها دول تنفذ اجندات خارجية ، للسيطرة على نفط وخيرات دول المنطقة ، و لن تجني هذه الشعوب منها سوى الدمار والخراب ومقل المدنيين الابرياء . وانها سوف لن تكون أداة وحطبا لهذه الحروب العبثية .
*شاكر كسرائي