تصعيد غربي ضد دمشق بسبب "الكيماوي"

تصعيد غربي ضد دمشق بسبب
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أنها تدرس الرد على استخدام مزعوم للأسلحة الكيمياوية في سوريا، وأكدت أنها لم تحدد شكل الرد حتى الآن، من جانبها حذرت روسيا والصين وايران ودول أخرى من التدخل العسكري في سوريا.

ويأتي هذا التصعيد بينما أبلغت قوى غربية المعارضة السورية بتوقع توجيه ضربة عسكرية خلال أيام، حسبما أوردت وكالة "رويترز"، الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، يبحث "الرد المناسب" على ما اعتبره "الانتهاك السافر للمعايير الدولية"، في إشارة إلى استخدام السلاح الكيماوي، وذلك في أعقاب تلويح الإدارة الأميركية بإمكان اللجوء إلى العنف ضد النظام السوري.

وزعم كارني إنه "لا يوجد شك أن السلاح الكيماوي استخدم في سوريا وأن النظام هو من استخدمه. فهو يمتلك القدرة على قصف هذه الأسلحة بالطريقة التي ضربت بها".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن شن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا شيء "مقيت تماما" يتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي وإن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب".

وقطع كاميرون عطلته ليعود إلى لندن ودعا لانعقاد البرلمان مبكرا لبحث كيفية الرد على الأحداث الأخيرة في سوريا.
ومن جانبه تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الثلاثاء، بمعاقبة من قتلوا الأبرياء في سوريا، مشيرا إلى "كل الأدلة تشير إلى أن الحكومة السورية هي من استخدم الكيماوي".

وقال هولاند في مؤتمر صحفي إن الحل الدبلوماسي "لا يلغي الخيار العسكري"، واعتبر أن الحرب "الأهلية" السورية تهدد السلام العالمي، ومشددا على ضرورة الرد على "المجزرة الكيماوية" في سوريا.

كما أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستعزز المساعدات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة.

وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن أي عمل عسكري ضد سوريا يجب أن يكون بشكل محدد، مشددا أننا "لسنا على وشك التورط في حرب بالشرق الأوسط".

وتأتي تصريحات كاميرون في وقت أكد مصدر حكومي بريطاني أن لندن لا تسعى إلى "قلب" نظام الحكم في سوريا.

وقال بيان في روما إن رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا اتفق في مكالمة تليفونية مع نظيره البريطاني كاميرون على أن استخدام سوريا أسلحة كيماوية "غير مقبول".

وقال ليتا في بيان "اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا على حقيقة أن سوريا قد تجاوزت نقطة اللاعودة".

وقال البيان إن الهجمات "جريمة غير مقبولة لا يمكن أن يتهاون المجتمع الدولي بشأنها".
واضاف، أن الهدف من الضربة العسكرية سيكون منع دمشق من استخدام السلاح الكيماوي، كما قال إن المعارضة السورية سلمت قوى غربية قائمة بأهداف مقترحة لضربها.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل صرح أن الجيش الأميركي مستعد للتحرك إذا أمر الرئيس باراك أوباما بذلك في سوريا.

وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليون وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وتركيا القيام بعملية عسكرية ضد الحكومة السورية في حال ثبت استخدامها للكيماوي في غوطة دمشق، حيث قالت تقارير إن مئات الأشخاص قتلوا فيها.

من جانبها، قالت الجامعة العربية إن من هم وراء الهجوم الكيماوي يجب أن يواجهوا العدالة الدولية، وحثت أعضاء مجلس الأمن الدولي على تجاوز خلافاتهم واتخاذ إجراء لوقف القتل هناك.

وفي بيان صدر بعد اجتماع في القاهرة حملت الجامعة الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن الهجوم، وطالبت بتقديم كل مرتكبي الهجوم لمحاكمات دولية.

ومن جهته، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "إن إسرائيل ليست طرفا في الصراع في سوريا، وإنها سترد بقوة على أي هجمات على إسرائيل".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن لندن تعد خططا لتدخل عسكري محتمل في سوريا.

من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن شن هجوم كيماوي يمثل "جريمة ضد الإنسانية ينبغي عدم السكوت عنها".

وحذرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة والأسرة الدولية مما سمته "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حال توجيه أي ضربة عسكرية ضد سوريا، ودعتها إلى احترام القانون الدولي.