المعارضون والمؤيدون للضربة العسكرية على سوريا

المعارضون والمؤيدون للضربة العسكرية على سوريا
السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

اكتسحت العواصم الاوروبية، منذ أيام ولا سيما واشنطن ولندن وباريس مظاهرات تندد بالهجوم الامريكي المحتمل على سوريا.ورفع المعارضون للحرب شعارات تندد بالولايات المتحدة وحلفائها الذين يريدون ضرب سوريا بذريعة استخدامها للاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري.

ويتذكر المعارضون ما قام به الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من هجوم على العراق بذريعة حصوله على اسلحة الدمار الشامل، وادى هذا الهجوم الى اسقاط نظام صدام حسين الذي حظي بدعم من الولايات المتحدة والغرب طيلة ثلاثة عقود من حكمه.

والملفت أن وكالات الانباء العالمية ومنها وكالة أنباء رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية وهما الوكالتان العالميتان الكبريان لم تكترثا لهذه الاحتجاجات ، بينما مقر الوكالتين في لندن وباريس حيث تنطلق يوميا احتجاجات ضد الغزو الامريكي المزمع على سوريا.

ولا ننسى أن الاتراك هم أيضا يعارضون تدخل بلادهم في سوريا وهم ضد مشاركة القوات التركية في الهجوم على دمشق . وقد أقاموا تظاهرات صاخبة خلال الايام الماضية في اسطنبول وانقرة لوقف التدخل التركي في سوريا ومنع حكومتهم من المشاركة مع الامريكان والاوروبيين في الهجوم العسكري على سوريا.

فالى جانب المعارضين للضربة العسكرية على سورية ، هناك بلدان عربية ومنها الدول العربية في الخليج الفارسي وخاصة السعودية متحمسة للضربة العسكرية تقف بكل طاقاتها الاعلامية الى جانب دعم وتأييد الضربة العسكرية ، وتنشر مقالات تهلل للضربة العسكرية وتتوقع انهيار النظام في سوريا وسيطرة المعارضين على الحكم في هذا البلد.

فيكتب أحدهم في صحيفة نظامه التي تصدر في لندن بعنوان : " اليوم التالي بعد سقوط الصواريخ على دمشق " :

" الجميع يتحدثون عن ضربة «محدودة في الزمان والمكان»، كما يستخدم السياسي الأميركي عبارة «معاقبة» الذي ارتكب جريمة استخدام السلاح الكيماوي المحظور دولياً وليس «إسقاطه»، وثمة فارق بين المعاقبة والإسقاط، ولكن هذا هو الموقف الأميركي والغربي، والذي لا يلزم الثوار في سورية، الذين يريدون إسقاط النظام بالكامل وبناء سورية جديدة تماماً، هؤلاء سيستغلون الضربات العسكرية على مفاصل النظام الأمنية للتقدم نحو كل ثكنة ومطار وموقع يستطيعون السيطرة عليه، وليس لأحد أن يلومهم في ذلك، بل بالتأكيد هناك من سيدعمهم، ودربهم على ذلك، فالوحدات السورية التي تم تدريبها وتجهيزها في الأردن وتركيا من قبل الجيش الأميركي وحلفائه مناطة بها هذه المهمة، وهي وحدات منضوية تحت مظلة «الجيش الحر» الذي يرأسه اللواء سليم إدريس، وتتبع سياسياً للائتلاف الوطني السوري الذي يرأسه أحمد الجربا، اللذان يتمتعان بثقة قوى إقليمية ودولية.

إذن ، الكاتب السعودي ، يتوقع أن تنهي الضربة الامريكية نظام بشار الاسد ، وأن تعتلي المعارضة الحكم في دمشق، ولا يعتقد أن الهجوم سيكون هجوما محدودا كما يقول الامريكيون .

هذا هو رأي النظام السعودي الذي دعم المعارضين طيلة اكثر من عامين وزودهم بالمال والسلاح والافراد وخاصة أفراد مدربين على السلاح خريجي المعاهد الامريكية في افغانستان من أجل أن يسقطوا النظام في سوريا ولكن كل هذا الدعم لم يغير شيئا من ميزان القوى في سوريا وبقي المعارضون المدعومون من الولايات المتحدة والاوروبيين والانظمة العربية ينتظرون اليوم الذي يأتي الامريكان ويسقطون النظام ويقدموا الحكم لهم على طبق من فضة.

فالصحفي السعودي يطرح السيناريو المنتظر بعد الضربة الامريكية ويقول: " من الضروري الاستعداد إقليمياً لليوم التالي بعد سقوط النظام كاملاً أو انحساره إلى مناطقه العلوية «الخطة ب» كما سمّاها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وأحسب أن هذا كان بعضاً مما ناقشه رؤساء أركان جيوش الدول المعنية بالأزمة السورية في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي، فإذا كان تأمين الأسلحة الكيماوية ومستودعاتها هاجساً مشتركاً بين الغرب والدول الإقليمية، فإن ضمان انبثاق سورية آمنة وموحدة من بين الرماد والحروب هو ما يجب أن يكون هاجس دول المنطقة، خصوصاً السعودية والأردن وتركيا.

الصحفي السعودي ، يرى بان الضربة الامريكية ستنهي النظام في سوريا وهذا ما تراه كل من السعودية والاردن وتركيا . ويتوقع الكاتب أن تشكل قوة سلام عربية – تركية في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تكون وظيفتها حماية عملية الولادة الصعبة لسورية الجديدة الديموقراطية التي تحميها من نفسها وتحمي المنطقة من انهيارها. إنه شرق أوسط جديد ( بشر به باراك اوباما ) إن لم يصنعه الحكماء سيصنع نفسه بنفسه، وها هو الفصل الثاني من الملحمة السورية على وشك انفراج ستارته عن تفاصيل لن تقل إثارة وربما ألماً عن فترة العامين ونصف العام الماضية."

هذا هو وجهة نظر سعودية والكاتب أحد اركان الاعلام السعودي والادرى بما يجري في كواليس السياسة السعودية .والسؤال الذي يطرح هنا هو هل ان رياح التغيير ستجري في سوريا كما يشتهي النظام السعودي الذي يبشر بالديمقراطية في سوريا المستقبل وكأن السعودية يحكمها حكم ديمقراطي برلماني لا حكم قبلي استبدادي ديكتاتوري عدو للشعوب الحرة ، وخاصة الشعب البحريني الذي يُقمع باسلحة سعودية من أجل استمرار نظام حكم ال خليفة ؟ .

شاكر كسرائي