ايران لن تقف مكتوفة الايدي امام أي هجوم غير قانوني على سوريا

ايران لن تقف مكتوفة الايدي امام أي هجوم غير قانوني على سوريا
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

طهران ( العالم ) – 8-9-2013 – أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي ، ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي امام اي هجوم غير قانوني وغير منطقي على سوريا، مشددا "نحن ندعم حلفاءنا في المنطقة ولن نكون غير مبالين الا ان اسلوب الرد سيكون بيد العسكريين".

وقال بروجردي في تصريح ادلى به مساء الاحد لقناة العالم ان الرئيس السوري بشار الاسد كانت له ثقة كبيرة بالنسبة للجيش السوري وقدراته الصاروخية كما ان ابناء الشعب السوري يعيشون بشكل اعتيادي في العاصمة ومعنوياتهم جيدة  للغاية وكانوا يستهزؤون بالتهديدات الاميركية .
الشعب السوري يتوقع عدوانا اميركيا
واضاف ان الشعب السوري يعلم بان العدوان الاميركي المحتمل يتعارض مع القانون من جانب ، ومن جانب اخر يشاهد الجرائم الوحشية التي يرتكبها التكفيريون والتي تتورط فيها الدول الغربية خاصة اميركا مؤكدا ان هذه الاسباب قد دفعت الشعب الى الانحياز للحكومة .  
وصرح بروجردي ان سوريا تتوقع حدوث عدوان اميركي وان انطباعنا من المحاثات مع كبار المسؤولين السوريين هو ان السوريين جادون للغاية في الرد على اي عدوان محتمل ومن الطبيعي ان العنصر الذي يواجهونه هو الكيان الصهيوني ولذلك فان الاحداث اللاحقة لايمكن التنبوء بها نظرا الى التدخل المحتمل لاصدقاء سوريا .
الاسطول الروسي في وضع حربي

وتابع ان الروس قد فقدوا قواعدهم في المنطقة وان الموقع الوحيد المتبقي لديهم في الشرق الاوسط هو سوريا ولذلك فان الروس لن يكرروا الاخطاء السابقة ولن يسمحوا بان يقع حليفهم في المنطقة تحت تصرف الاميركان مؤكدا ان هذا الامر هو تكهنه من رد الفعل الروسي الذي سيكون مختلفا عن ردهم تجاه الهجوم الغربي على ليبيا .
وصرح بروجردي ان الاسطول الروسي في وضع حربي للدفاع عن المصالح الروسية في الشرق الاوسط ولذلك فان تبعات عدوان اميركي محتمل على سوريا غير قابلة للتنبؤ مضيفا : لو ان اميركا هاجمت سوريا فان "الرئيس الروسي فلاديمير" بوتين سيتدخل وان السوريين يردون على العدوان من خلال شن هجمات على الكيان الصهيوني وان هذه العوامل يمكن ان تؤدي الى قيام الكونغرس الاميركي بتنفيذ تهديده باستجواب "الرئيس الاميركي باراك" اوباما .  
القبة الحديدية غير فاعلة
وتابع ان نتائج الحروب الاربعة التي خاضتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني قد اثبتت ان القبة الحديدية "نظام الدفاع الجوي" للصهاينة غير فاعلة ولم تصمد امام صواريخ المقاومة مؤكدا ان الصواريخ السورية لايمكن مقارنتها بصواريخ المقاومة وان سوريا دولة قوية ومقتدرة من الناحية العسكرية وتمتلك صواريخ روسية متطورة ونظام دفاع جوي .
وصرح بروجردي ان الرد السوري لن يكون عاديا كما ان المواقف الايرانية من المقاومة وحزب الله وبقية المجموعات المقاومة وكذلك سوريا باعتبارها المحور الداعم للمقاومة واضحة لجميع دول العالم لذلك فان ايران لن تقف مكتوفة الايدي امام اي هجوم غير قانوني وغير منطقي ضد سوريا.. نحن ندعم حلفائنا في المنطقة ولن نكون غير مبالين الا ان اسلوب الرد سيكون بيد العسكريين .  
واشار بروجردي الى التواجد الاميركي في افغانستان والعراق وقال ان الراي العام في المنطقة حساس بالنسبة لعدوان اميركي على سوريا وان رد فعل الشعب العراقي تجاه جماعة خلق الارهابية  لم يكن ردا حكوميا بل كان ردا شعبيا عظيما ولذلك فمن الممكن ان تتلقى اميركا ردا عنيفا من قبل شعوب المنطقة وعلى الكونغرس والادارة الاميركية ان ياخدا هذا الموضوع بنظر الاعتبار ولهذا يمكن ان يكون الرد غير قابل للسيطرة وان يضرب المصالح الاميركية وعلى هذا الاساس فان الازمة السورية تختلف تماما عن الازمة العراقية والافغانية .
اغلاق مضيق هرمز من الخيارات المطروحة
وردا على سؤال حول قيام ايران باغلاق مضيق هرمز على السفن قال بروجردي : نحن لانرغب باغلاق مضيق هرمز الا انه في الظروف المتازمة يمكن ان تطرح جميع الخيارات على الطاولة وفي حال حدوث خطا من قبل اميركا فلايمكن التهكن بابعاده .  
لايمكن التكهن برد فعل حزب الله :
واشار بروجردي الى ملف حزب الله لبنان في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية وقال ان حزب الله له خصائص خاصة وتنظيمات عسكرية وسياسية معقدة ولذلك لايمكن التنبوء برد فعله تجاه الازمة السورية مؤكدا ان ردود افعال الحزب تاتي بناء على الوقائع الموجودة وان ملفه يكفي للحكم عليه . 
وصرح ان قدرات وتاثيرات حزب الله على التطورات الاقليمية واضحة للمحللين وانه يرصد بدقة التطورات ويجب ان ننتظر عمليا رد الحزب.     
واعرب بروجردي عن امله بان يضع " مستشارو اوباما معلومات صحيحة تحت تصرفه لكي لايتخذ قرارا خاطئا " واضاف : على الرئيس الاميركي ان يعلم بان موقع  سوريا يختلف تماما عن موقع العراق وافغانستان وذلك نظرا الى حدودها المشتركة مع فلسطين المحتلة واحتمال رد فعل حزب الله وضعف الكيان الصهيوني  واحتمال استهداف النقاط والمناطق الحساسة لان اطلاق الصواريخ عمل سهل . 
امتلاك الارهابيين لتكنولوجيا انتاج الاسلحة الكيمياوية

واشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني الى تفقده للمصابين جراء الاسلحة الكيمياوية في احد المستشفيات  بدمشق  وقال : مما لاشك فيه فان حلفاء اميركا في المنطقة  اي الارهابيين قد استخدموا غاز السارين في اسلحتهم المصنعة يدويا.
واضاف ان امتلاك الارهابيين لتكنولوجيا انتاج الاسلحة الكيمياوية يشكل تهديدا لاميركا واوروبا والبشرية جمعاء لان بامكانهم انتاج الاسلحة الكيمياوية في اوكارهم باوروبا او اي مكان اخر .   
وصرح : امل بان اميركا لاترتكب خطاء رئيسيا  بالهجوم على سوريا لان تبعات وعواقب الحرب لايمكن التكهن بها .
وتابع بروجردي : لوتستهدف المراكز الحساسة للكيان الصهيوني بما فيها المصانع البتروكيمياوية سيفقد الالاف ارواحهم وان الاراضي المحتلة ستصبح مقفرة وغير مؤهلة للسكن . 
المسؤولية التاريخية للكونغرس الاميركي

ودعا بروجردي في جانب اخر من حديثه الكونغرس الاميركي الى القيام بتحمل مسؤوليته التاريخية وان لايرضخ للضغوط الحكومية معربا عن امله بان يغلق الملف السوري باعتباره من اهم المفات الاقليمية من خلال اعتماد التدبير والدراية والمنطق .
وحول زيارة حسين امير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الايراني الى روسيا لبحث الازمة السورية قال بروجردي : نحن اجرينا مرارا مشاورات مع كبار المسؤولين الروس حول الازمة السورية وان هذه المشاورات لاتزال متواصلة مؤكدا ان زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني الى روسيا المقررة اليوم الاثنين تاتي في اطار هذه المشاورات .
روسيا عنصر رادع امام الاطماع الاميركية :
واعتبر بروجردي روسيا عاملا رادعا امام الاطماع والازمات التي تثيرها اميركا وقال ان الرفض الصيني للهجوم على سوريا قد اصبح اكثر جادا مقارنة بالماضي كما ان المصالح الاقتصادية بين اميركا والصين التي تصل الى مئات المليارات من الدولارات والتصدي الصيني لاميركا يجب ان يحدث تغييرات في القرارات التي يتخذها اوباما وادارته ، مؤكدا ان المانيا وايطاليا  باعتبارهما من الحلفاء المقربين لاميركا وكذلك نسبة مئوية ملحوظة من الراي العام الاميركي وفي الاراضي المحتلة واوروبا يعارضون شن هجوم على سوريا . 
اميركا بصدد اعادة مصداقيتها

وحول المحادثات التي اجراها جيفري فيلتمان مساعد امين عام الامم المتحدة مع المسؤولين الايرانيين في طهران قال بروجردي انه شرح خلال هذه اللقاءات لفيلتمان باعتباره شخصية اميركية،  الجوانب الخطيرة لاي هجوم اميركي محتمل على سوريا  .
واضاف : اعتقد ان الاميركيين بصدد اعادة بناء مصداقيتهم لانهم يعلنون منذ اكثر من عامين بان بشار الاسد يجب ان يرحل الا ان الاسد واقف وصامد بشكل راسخ مؤكدا ان اميركا ومن خلال المساعدات المالية السعودية والقطرية الباهضة ترسل اسلحة مختلفة الى الارهابيين في سوريا  كما انها ترسل ايضا اعدادا كبيرة من الارهابيين الى هذا البلد .   
وتابع ان اميركا قد انشات اكثر من عشر قواعد تدريبية وعملياتية في الاردن وتستخدم ايضا الاراضي التركية وان كل هذه العوامل تشير الى ان اميركا قد استخدمت جميع طاقاتها وامكانياتها في المنطقة الا ان بشار الاسد اصبح اقوى من الماضي وان المجموعات الارهابية تتكبد مزيدا من الخسائر .
وصرح ان الخطا الذي ترتكبه اميركا هو انها تظن بان من خلال هجوم عسكري على سوريا بامكانها ان تحسن صورتها الا انها فقط من خلال ابداء الدعم  لاحلال السلام في سوريا يمكن ان تستعيد مصداقيتها المفقودة.  
الاستعداد العسكري الايراني على اعتاب الهجوم على سوريا

وردا على سؤال حول الاستعداد العسكري الايراني لمواجهة اي عدوان عسكري محتمل ضد سوريا قال بروجردي : ان العسكريين ولكل خيار،  يدرسون جمع الاحتمالات ولهم خريطة عملياتية .