اوباما سيتلقف المبادرة الروسية ولكن علی استحياء

اوباما سيتلقف المبادرة الروسية ولكن علی استحياء
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

تصرف الرئيس الامريكي باراك اوباما ازاء الازمة السورية، لاسيما بعد وقوع المجزرة البشعة بالسلاح الكيمياوي في الغوطة الدمشقية في 21 اب اغسطس الماضي ، اشبه ما يكون بتصرف من يُهدد ويتوعد في الانقضاض علی الخصم ولسان حاله يقول أمسكوني.

فقد بدا واضحا ان الرئيس الامريكي دخل اللعبة الكيمياوية السورية بتحريض من الكيان الاسرائيلي والرجعية العربية، وهو ما اعترف به وزير الخارجية الامريكي جون كيري وبشكل صريح ، عندما اعلن ان بعض الدول العربية تطالبنا بتوجيه ضربات قوية وسريعة ضد سوريا، بالاضافة الی تقبلها نفقات الحرب مهما كانت باهظة.


الرئيس الامريكي باراك اوباما عندما وجد نفسه قد حُشِر في شرنقة تصريحاته ذات النبرات العالية، بعد ان تم تجاوز الخط الاحمر الذي رسمه في سوريا !!، كان لابد ان يتخذ قرار الحرب كما هو مرسوم ومتفق عليه في الغرف المظلمة ، الا ان الرجل طلب تفويضا من الكونغرس رغم انه لم يكن بحاجة الی هذا التفويض اصلا.


الملفت والغريب والعجيب ان اوباما الذي تهرب من اتخاذ القرار والقي الكرة في ملعب الكونغرس بسهولة ودون استشارة اقرب مقربيه، نراه بعد ذلك يتوسل الجميع ليمنحوه التفويض لشن الحرب علی سوريا، حتی انه دعا اسرائيل !!! لكي تضغط علی اعضاء كونغرس بلاده ليمنحوه هذا التفويض !!!


بعض المراقبين العارفين بدهاليز السياسة الامريكية اشاروا الی ان الرئيس اوباما طلب التفويض من الكونغرس بشن حرب علی سوريا وهو يعلم ان الكونغرس لن يمنحه هذا التفويض، لسبب بسيط جدا وهو هزائم امريكا المتتالية في حروبها العبثية في الشرق الاوسط، بالاضافة الی الادلة غير المقنعة بشأن تورط الحكومة السورية في جريمة الغوطة الدمشقية، وكذلك الخوف من تورط امريكا في المستنقع السوري، خدمة لمصالح اخرين.
وبين خطاب اوباما التصعيدي والتحريض الاسرائيلي والعربي الرجعي وبين الاستياء الواضح للكونغرس الامريكي من تعامل اوباما مع الملف السوري ، القي وزير خارجية روسيا سيرجي لافرورف بمبادرته بشأن سماح سوريا بوضع سلاحها الكيمياوي تحت رقابة دولية في مقابل تجنبها العدوان الامريكي، فتلقفتها ادارة اوباما كطوق نجاة.


من المؤكد اننا سنسمع بعد اليوم لغة متعالية تصدر من اوباما واعضاء ادارته، وهي حالة طبيعية شبيهة بحال صاحبنا الذي بدأنا به مقالنا، بعد ان اطمأن ان هناك من يمسك به، فيطلق العنان للسانه ليعوض عن تردده.
ان الرئيس الامريكي سيوافق علی المبادرة الروسية ولكن بشكل تدريجي وعلی إستحياء، فمن الصعب علی الانسان ان يقفز هكذا مرة واحدة من فوق شجرة استغرق الصعود اليها عدة ايام.
 

* بقلم: ماجد حاتمي