الكماشة الروسية وأسنان الأسد السوري

الكماشة الروسية وأسنان الأسد السوري
الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

تناولت بعض الصحف الايرانية الصادرة الاثنين في طهران، أرهاصات الاتفاق الروسي الاميركي الأخير بشأن الأسحلة الكيميائية السورية.

الكماشة الروسية وأسنان الأسد السوري

 صحيفة جوان الصادرة في طهران خصصت مقالا تحليليا على صفحتها الدولية اعده الكاتب امين ارشادي، ويقول الكاتب في البداية، صح الامر أو لا، ان الاتفاق المحكم بين اثنين من القوى العظمى الدولية يعني روسيا واميركا حول الاسلحة الكيميائية السورية، يحتمل فهمها في ظل التصريحات الصهيونية لاسيما من خلال اعراب رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن أمله بتدمير كامل الأسلحة الكيميائية لدمشق.      
وتضيف الصحيفة، السؤال الرئيسي هو هل ان خلع السلاح الكيميائي السوري في المنطقة والذي يعتبر السلاح الرادع الوحيد والمحدد لمعادلة القوى امام العدو الاقليمي المشترك اي الكيان الصهيوني، في مصلحة أي الاطراف؟. 
والسؤال الثاني هو في ظل الظروف الراهنة القاضية بمعارضة الرأي العام العالمي لاسيما الاميركيين عن اثارة اجواء الحرب ضد سوريا وادراكهم استحالة الخيار العسكري ضد دمشق، ماهو المنطق الذي دفع واقنع روسيا الى قلع اسنان الاسد، المجاور للكيان الاسرائيلي المسلح من رأسه الى اخمص قدميه والوحيد الذي يمتلك الاسلحة النووية في المنطقة وليس فقط الاسلحة الكيميائية؟.
وتابعت الصحيفة بالقول، الحيقيقة ان ساحة القتال في سوريا لم تترك الشك في الانتصار النهائي للأسد والجيش السوري، وان اساس هذا السيناريو، هو ممارسة ضغوط جديدة على بشار الاسد وحلفائه الاقليميين من اجل توجيه النار على دمشق في الاجتماعات اللاحقة.      
وتضيف الصحيفة، بعكس الموقف غير المتحمس لطهران حول الاتفاق الروسي الاميركي الاخير، فان الروس عجلوا في اخذ التهديدات الاميركية محمل الجد، أو ان اتفاقهم مع الاميركيين تمثيلة ليثبتوا للعالم قدرتهم في تغيير المعادلات الدولية، ولكن هل ان موسكو فكرت في موازنة القوى بعد هذا الامر، في منطقة عارية من الاسلحة الرادعة لتيار المقاومة، وبدلا من ذلك وجود عدو مسلح تسليحا كاملا باسحلة الدمار الشامل، جبهة محتلة ومثيرة للحروب؟ّ!!.          
وفي الختام نوه المقال إلى ان الروس كان عليهم عدم الوقوع في فخ المعاهدات الاحادية الجانب مع الاميركيين، من اجل اظهار فقط قوتهم وتأثيرهم الجديد على الاحداث في ظل عقيدة بوتين في احياء روسيا الكبيرة، وعلى خلاف ذلك، إذا تقرر وضع سوريا في موقف قسري مضطرا لنزع سلاحها وحرمانها من سلاحها الرادع الوحيد اما الرؤوس النووية والاسلحة البيولوجية الاسرائيلية، فان الحل لايتمثل في الوقوف في محطة الاتفاق الدولي بين موسكو وواشنطن، بل ينبغي وضع موضوع موازنة القوي وربط عنان الكيان الصهيوني في جهات واضلاع اخرى، على جدول اعمالهم ايضا.