الرئيس روحاني: التقنية النووية وحق التخصيب ليسا للتفاوض

الرئيس روحاني: التقنية النووية وحق التخصيب ليسا للتفاوض
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس الايراني حسن روحاني على ان الشعب الإيراني يجب ان يكون واثقا بأن امتلاك التقنية النووية السلمية وتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية غير قابلين للتفاوض .

جاء ذلك في تصريح للرئيس روحاني الى المراسلين والصحفيين على هامش اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء ردا على التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري ، واضاف: سياستنا حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي سياسة الابواب المفتوحة للرقابة على منشآتنا النووية.
وكان وزير الخارجية الامريكي قد دعا ايران الى فتح ابواب محطة فوردو امام المفتشين الدوليين وخفض مستوى تخصيب اليورانيوم من 20 بالمائة الى 5 بالمائة .
واكد رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني قائلا : ليس لدينا ما نخفيه على صعيد النشاطات النووية، وفضلا عن ذلك فان قائد الثورة الاسلامية افتى بحرمة حيازة واستخدام السلاح النووي ولذلك فاننا لا نسعى الى حيازة هذا السلاح .
وتابع قائلا : اننا نناقش التفاصيل ولكن الاسس النووية غير قابلة للنقاش . فعلى سبيل المثال حق التخصيب غير قابل للنقاش ولكننا سنخوض المحادثات لنناقش مقترحات الجانبين وتفاصيلها .
واضاف  سواء اعترفوا بحق ايران ام لا فان هذا الامر هو من حقنا وقال : لكن الاعتراف بحق ايران بشكل واضح وفي اجواء ايجابية ومن ثم الغاء العبء الجائر الذي فرضوه على الشعب الايراني تحت عنوان الحظر،  بحاجة الى اتخاذ خطوات . وقد اتخذت بعض هذه الخطوات ومنها عقد اجتماع بين وزراء خارجية ايران ومجموعة 5+1 في نيويورك، حيث اذعن المشاركون بحق ايران في مجال الاستخدام السلمي للتقنية النووية .
واشار الى ان ايران خطت خطوة الى الامام وقال : الخطوة الثانية ستكون في اجتماع جنيف حيث سيتم مناقشة التفاصيل وكيفية ترجمة المرحلة الاولى على ارض الواقع .
وفي خصوص زيارته لنيويورك قال الرئيس روحاني : الزيارة كانت تهدف الى الحيلولة دون اندلاع الحرب بالمنطقة لان مسالة ارواح ودماء ومعيشة المسلمين وامن واستقرار المنطقة هي من المسائل التي تتسم بالاهمية لدينا.
واشار الجهود التي بذلت في هذا الخصوص في اللقاءات والاجتماعات واضاف : القضية السورية ايضا كانت من القضايا التي تم التطرق اليها في جميع المحادثات واللقاءات الثنائية ، وقد حقق الوفد الايراني مكاسب في هذا المجال .
وتابع قائلا : خلال المحادثات التي اجريناها مع بعض المسؤولين اذعنوا بان الحرب لا تصب في مصلحة المنطقة، وحتى كبار المسؤولين الاوروبيين اعترفوا بان الازمة السورية لا تحل من خلال الخيار العسكري ولا يحق لاي بلد اجنبي التدخل في شؤون هذا البلد وان الكلمة الفصل هي للشعب .
واشار الى ان الهدف الاخر من الزيارة كان يتمثل في احباط المؤامرات الاسرائيلية الرامية الى تسميم الاجواء ضد ايران وتنوير الراي العام الامريكي في هذا الخصوص واضاف : فخلال الايام الاولى من الزيارة كانت مسالة الهولوكاسب وتدمير اسرائيل من الاسئلة المطروحة دائما ، ولكن خلال المؤتمر الصحفي الاخير لم يطرح هذا السؤال، وهذا يعني ان هذه الاسئلة محيت من اذهان الناس ، الامر الذي عقد الامور للجانب الاسرائيلي.

واشار الى اللوبي الاسرائيلي الذي ينشط بقوة في امريكا وقال : علينا ان نملا فراغ اللوبي الايراني القوي من خلال تحفيز البعض على تبيين وجهات نظر ايران وايصالها الى الراي العام  العالمي، وبامكان الرعايا الايرانيين المقيمين في هذا البلد الاضطلاع بدور مهم في هذا المجال.
وحول موضوع الارهاب وخطر التطرف قال : موضوع الاعتدال الذي لقي ترحيبا في ايران ، كان مشهودا في الامم المتحدة ايضا ، حيث ان جميع الاطراف كانت تذعن بضرورة هذا الامر.
وتابع : العالم بدا يدرك ان التطرف والارهاب يشكلان خطرا كبيرا للاستقرار والامن العالميين .
واشار الى ان المسؤولين الامريكيين كان يسعون الى اجراء لقاء بين رئيسي البلدين وانهم بعثوا برسالتهم الاولى يوم الجمعة قبل ايام من توجهنا الى امريكا واضاف : الرسالة الثانية ايضا وصلتنا في نفس اليوم ومن ثم تواترت الرسائل يومي الاحد والاثنين واجمالا وصلتنا خمس رسائل لم نرد عليها. واوعزنا الى الاخوة في وزارة الخارجية بعدم الرد عليها الى ان نصل لنيويورك لنقرر بشانها.
واستطرد قائلا : وفي نفس الليلة التي وصلنا فيها الى نيويورك وصلتنا رسالة اخرى ، ولكن بما اننا لمن نتفق على التفاصيل فان هذا اللقاء لم يعقد . بعد ذلك جرى الحديث عن لقاء لعدة دقائق بين وبين الرئيس الامريكي في احد الاجتماعات او في اروقة مقر الامم المتحدة الا انني لم احبذ هذا الامر.
واشار روحاني الى ان هذا اللقاء كان مهما واضاف : بعد 35 عاما كان يزمع رئيسا البلدين الى الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض وهذا الامر لم يكن سهلا ، هذه الظروف عكرت الاجواء وكان هناك من يتحين الفرص للاصطياد في الماء العكر .
وتابع قائلا : طبعا ان اللقاء الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين ادى الى تلطيف الاجواء نوعا ما لكي يكون الجانبان على تواصل دائم . بعد ذلك جرى التلويح بان يتصل الرئيس اوباما يوم الجمعة حين يزمع الوفد الايراني العودة الى البلاد لاجراء محادثة قصيرة . وبالفعل جرى الاتصال بجوال سفير ايران لدى الامم المتحدة حيث كنا نعتزم الخروج من الفندق واجرينا محادثات هاتفية استغرقت عدة دقائق .
وافاد روحاني بانه اوضح للرئيس الامريكي بان الاجواء التي كانت تسود ايران خلال الاعوام ال35 الماضية كانت قاتمة وهنالك الكثير من القضايا الخلافية وان الشعب الايراني يعارض الكثير من الاجراءات الامريكية وان مسالة العلاقات الايرانية الامريكية لن تحل على الامد القصير. وقد ايد الرئيس الامريكي هذه المسالة .
واشار الى ان الموضوع النووي كان من الموضوعات الاخرى التي جرى مناقشتها خلال الاتصال حيث قال : لقد اكدت ان المسالة النووية يجب حلها في فترة قصيرة وهذا ما ايده الرئيس الامريكي ايضا موضحا انكم اكدتم خلال كلمتكم بالامم الامم المتحدة انكم لا تسعون الى حيازة السلاح النووي وقائد الثورة الايرانية ايضا افتى بحرمة حيازة وانتاج السلاح النووي وبناء على هذا فان الطريق معبد لتوصل المفاوضات الى نتيجة مرضية .
واشار في جانب اخر من كلمته الى لقاءه برئيس الاتحاد الاوروبي وتجديده التاكيد على ان ايران لا تسعى الى حيازة السلاح النووية وانها من ضحايا اسلحة الدمار الشامل وقال : رئيس الاتحاد الاوروبي ايضا وافقنا الراي واكد ان الخيار الدبلوماسي هو الخيار الوحيد لتسوية الموضوع النووي الايراني.