المفاوضات النووية بين خطوتين

المفاوضات النووية بين خطوتين
الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

حسنا فعلت ايران بتأكيدها على ان جولة المفاوضات النووية التي تجري حاليا في جنيف ، بينها وبين مجموعة 5+1 ، يجب ان ترسم وبدقة ، قبل كل شيء ، معالم الخطوة الاولى وكذلك الخطوة الاخيرة لعملية التفاوض برمتها.

هذا التأكيد الايراني علي تحديد معالم الخطوتين الاولي والاخيرة للمفاوضات النووية ، كفيل بضمان جدية هذه المفاوضات وبتأطيرها بمواعيد زمنية محددة تحول دون انزلاقها الي متاهات لا تفضي الا الي المزيد من انعدام الثقة وتفتح الابواب علي مصراعيها امام الساعين لإبقاء هذا الملف مفتوحا وحالة انعدام الثقة قائمة، لتحقيق اهدافهم علي حساب امن واستقرار المنطقة والعالم ، كما بدا واضحا من الحملة الهستيرية التي يقودها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعكير صفو الاجواء الايجابية التي بانت في افق العلاقة بين ايران والغرب لاسيما بعد
الزيارة التاريخية للرئيس الايراني حسن روحاني الي الامم المتحدة.
ان تحديد معالم هاتين الخطوتين ، الاولي والاخيرة من المفاوضات ، هو الذي سيرسم معالم خارطة الطريق التي ستوصل الجميع للحل المشرف حيث لن يكون هناك طرف خاسر وطرف اخر رابح بل الجميع الرابح.
ففي حال اعترف الغرب بحق ايران في امتلاك برنامج نووي سلمي وبحقها في التخصيب علي اراضيها ، عندها سيكون من حق الغرب علي ايران الحصول علي ضمانات تؤكد سلمية برنامجها النووي وازالة كل بواعث القلق الغربي بهذا الشأن.
بين هذين الحقين يكون التفاوض هو سيد الموقف حول الكثير من القضايا المختلف عليها بين الجانبين ، مع حتمية اتخاذ الغرب خطوات سريعة ومتزامنة مع جميع مراحل التفاوض ، لرفع الحظر الظالم المفروض علي الشعب الايراني.
الاقتراح الايراني للوصول الي خارطة طريق للمفاوضات النووية والذي يُناقش اليوم في جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 ، تم اعداده من قبل الخبراء الايرانيين بالشكل الذي يسد جميع منافذ الذرائع امام الغرب ، فقد اُعد هذا الاقتراح ، كما اعلن عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الايرانية في الشؤون الدولية واحد كبار اعضاء فريق المفاوضين الايرانيين ، بشكل واقعي وبناء.
يبدو ان الجدية التي تتعامل بها ايران مع المفاوضات النووية قد احرجت واشنطن التي تحاول الان ان تظهر بمظهر من يتعامل بذات الجدية الايرانية مع المفاوضات ، حيث ضم الفريق المفاوض الاميركي ولاول مرة مدير مكتب وزارة الخزانة لمراقبة الأصول الأجنبية آدم زوبينالي بجانب ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الامريكية وثالث اكبر مسؤولة في الوزارة، هذا بالاضافة الي التصريحات التي ادلي بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري من لندن عبر الاقمار الصناعية في اجتماع لمجموعة الضغط الاميركية الموالية لإسرائيل ايباك في واشنطن ، حيث اعلن قائلا: في الوقت الراهن أن نافذة الدبلوماسية تزداد انفتاحاً.
كما تزعم واشنطن انها تنتظر افعالا من طهران تعضد اقوالها ، فان طهران تنتظر من واشنطن ان تعضد افعالها اقوالها ، والا تكتفي بالظهور بمظهر الجاد عبر اطلاق التصريحات فقط او تغيير شخوض فريقها النووي، وان كانت رسائل تثير بعض الاهتمام ، الا ان عليها ان ترسم اولا مع مجموعتها ، ملامح الخطوتين الاولي والاخيرة من مجمل خطوات المفاوضات النووية ، علي ضوء المقترح الايراني الجديد، للوصول الي اغلاق الملف النووي الايراني والي الابد.

بقلم: ماجد حاتمي