الاسد وعرين سوریا و " اصدقاء كرة النار التكفيرية"

الاسد وعرين سوریا و
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

اعتقد بأن الامة اكتسبت من الاطلاع والتجربة والنتائج ما فيه الكفاية بشأن ما يمكن ان تجلبه "مؤتمرات الاصدقاء الغربية" لبلداننا وشعوبنا ومقدراتنا، استنادا الى معطياتها الكارثية من قبل والمتواصلة حتى الآن في مصر وليبيا وتونس.

واذا قبلنا الرأي السابق، ربما وجب علينا القبول بأن "مؤتمر اصدقاء سوريا في لندن" ، لم يكن سوى نسخة مكررة لما سبقها، فهو يستبطن تكريس الهيمنة والتشرذم والاستلاب في هذا البلد الذي يقاوم دون هوادة حربا كونية يقودها من وراء الكواليس المتاجرون بأرواح بني البشر في سبيل تضخيم ثرواتهم اكثر فاكثر.

ومع ان "الاستراتيجيات الاميركية - الاوروبية" الراهنة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لم تعد بحاجة الى كثير من التورية والتمويه للافصاح عن مكنوناتها، الا ان ماساقته صحيفة معروفة صادرة في الولايات المتحدة ، تزامنا مع انعقاد مؤتمر لندن - يوم الثلاثاء 22  اكتوبر2013-  يقطع الشك باليقين حول هذه الحقيقة.

"  فقد اماط تقرير نشرته صحيفة وورد تريبيون الاميركية الستار عن تورط مجموعة من أصحاب المصالح المرتبطة بصناعة الأسلحة في لعبة بروباغندا لإقناع الرأي العام بضرورة التدخّل العسكري ضد سوريا، مشيرا الى أن بعض المناهضين الاميركيين بشدة لنظام الرئيس بشار الأسد، والمطالبين بضرورة التدّخل العسكري في سوريا، قد تمّ كشف ضلوعهم مؤخرًاً في صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة .

وافادت الصحيفة  صباح الثلاثاء في تقريرها أنّ مجموعة من أصحاب المصلحة العامة وفيهم الخبراء والمحامون المشهورون، تلاعبوا بالصحف الكبرى وشبكات التلفزيون، لكي تصبح متحيّزة ، وتوهم الشعب الأميركي بضرورة التدّخل العسكري في سورية لإسقاط نظام الأسد.

كما اشار تقرير الصحيفة إلى أنّ تلك المجموعة من الخبراء تتألف من المتخصصّين إلى حدّ كبير من المسؤولين الحكوميّين السابقين والقادة العسكريين، لافتًا إلى أنّ عددهم يصل إلى 22 باحثا يظهرون على شاشات التلفزيون والصحف الأكثر انتشارًا لإقناع الرأي العام بما تتوخى الإدارة الأميركية تنفيذه ، فهم ينفذّون تفكير الزعماء لقيادة الرأي العام وفقا لما يريدونه.
واكدت وورد تريبيون على ان هؤلاء الأفراد والمنظمات ، هم مرتبطون بعشرات الموظفين في وزارة الدفاع والإستخبارات - السي آي ايه - وشركات الإستثمار التي تتاجر في حقل صناعة الأسلحة بخاصة، بالإضافة إلى دبلوماسيين".

في ضوء ذلك يبدو من غير الممكن الا  النظر بكل شك وارتياب الى نوايا اميركا واوروبا فضلا عن سلوكياتها سواء أكانت في "مؤتمرات الاصدقاء" أو حتى في التحضيرات المفترضة لمؤتمر جنيف - 2 .
فالاطراف الغربية تغاضت تماما عن انتشارظاهرة التكفير والتطرف الاعمى ، وقدمت لها مختلف الدعم والاسناد عبر الغرف المغلقة ، وباتت تستخدمها ككرة نار ملتهبة تدحرجها هنا وهناك من اجل إحراق المنطقة واشاعة الفوضى العارمة فيها ، انتقاماا من محور المقاومة والممانعة  في الشرق الاوسط ، وابناء الامة الاسلامية والعربية بلا استثناء، كما انها تستغل مواقف " الائتلاف السوري المعارض" التسطيحية الرافضة لمبدأ الحوار بين المعارضة والموالاة في سبيل إطالة امد الصراع الدائر منذ مايزيد على 30 شهرا في سورية.

ولقد كان الرئيس بشار الاسد، وهو المدافع الغيور عن عرين سوريا رغم كل التحديات الدولية والاقليمية ، دقيقا عندما صرح في مقابلته التلفزيونية يوم الاثنين 22 اكتوبر2013بأنه ( اذا تضمن جنيف -2 وقف تمويل الارهابيين  بالمال وإمدادهم بالسلاح ومساعدتهم على الدخول الى سورية ، فلن تعود هناك مشكلة في حل الازمة )  موضحا ( ان المشكلة السورية ليست معقدة كما يحاول البعض اظهارها.. ان التعقيدات تأتي من التدخل الخارجي ) مؤكدا ( ان بلاده أصبحت الآن في "مرحلة الصراع مع القاعدة وتفرعاتها المختلفة).

واضح ان "مؤتمر اصدقاء لندن"،  وماتخلله من  تلك المواقف و التصريحات اللامسؤولة والاستفزازية والعقيمة التي حاولت النيل من الرئيس بشار الاسد و ايران والعراق والمقاومة الباسلة في لبنان ، غير معني ابدا بايجاد تسوية جادة للازمة الراهنة ، بل هو  يندرج اساسا في خانة البروباغندا الغربية الخليجية التركية الرامية الى تشويه دورسوريا المناضل والثوري والتحرري ، لفائدة انعاش "الاسرائيلي"  المحتل والقاتل والعدواني ، الذي مني بالهزائم المرة نتيجة لالتفاف الامة حول قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.

* حميد حلمي زادة