مخاوف من مقتل 1200 شخص في اعصار الفيليبين

مخاوف من مقتل 1200 شخص في اعصار الفيليبين
السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ١٠:٤٢ بتوقيت غرينتش

اعلن الفرع المحلي للجنة الدولية للصليب الاحمر في الفيليبين ان نحو 1200 شخص قتلوا في اعصار يعد من اقوى الاعاصير التي تسجل في تاريخ البلاد، فيما واصل عمال الاغاثة جهودهم للوصول الى المدن والبلدات التي دمرتها امواج تشبه امواج التسونامي.

وبعد يوم من اجتياح الاعصار القوي هايان وسط الفيليبين تصاحبه رياح بسرعة315  كلم في الساعة، تبدت صورة كارثية لمناطق سكانية دمرت بشكل كامل. وذكرت السلطات انه اضافة الى الرياح العنيفة، فقد ادت الامواج التي بلغ ارتفاعها ثلاثة امتار الى تدمير العديد من المنازل عند اجتياحها بلدات ساحلية.

وقال وزير الداخلية مار روكساس بعد زيارته بلدان في ولاية ليتي الاكثر تضررا بالاعصار شرق الارخبيل "تخيلوا قطعة ارض تمتد كيلومترا من الساحل دمرت جميع الاحياء الفقيرة وكل شيء فيها".

واضاف "لقد كانت المنازل مثل اعواد الكبريت ملقاة في كل مكان".

وقدرت الحكومة عدد القتلى الثلاثاء بنحو 138 قتيلا.

الا ان عمال الانقاذ لم يصلوا او يتصلوا بالعديد من القرى والبلدات المتضررة في الجزر البالغة مساحتها 600 كلم، وقالت السلطات انها لم تتمكن من تقدير عدد القتلى.

وصرحت الامينة العامة للجنة غويندولين بانغ ان تقديرات اللجنة تشير الى 1200 قتيل، فيما وصف مسؤول من الامم المتحدة المشهد في ولاية لييت "ان هذا دمار هائل. لقد تطايرت السيارات، والشوارع ملأى بالحطام".

واضاف سيباستيان رودز ستامبا رئيس فريق التنسيق التابع للامم المتحدة لادارة الكوارث "اخر مرة شهدت فيها دمارا بهذا الحجم كانت عقب التسونامي الذي ضرب المحيط الهندي" في العام 2004 واودى بحياة حوالى 220 الف شخص.

وجاءت تصريحات ستامبا بعد زيارته تاكلوبان، عاصمة ولاية لييت" المدمرة البالغ عدد سكانها نحو 220 الف نسمة.

وادى الاعصار الى اقتلاع اعمدة الكهرباء واشجار وانقلاب سيارات. وبدا سكان في حالة صدمة هائمين بين الانقاض ويتبعون صحافيين تمكنوا من الوصول الى المكان، ليطلبوا منهم الماء.

وقال احد السكان ويدعى دومينادور غولينا وهو يبكي على جيرانه الذين فقدهم "لقد فرت عائلتي من المنزل. واعتقدنا أن جيراننا فعلوا الشيء ذاته، ولكنهم لم يفعلوا".

واحصيت ثماني جثث في كنيسة مطار المدينة الذي اصيب باضرار جسيمة.

وشوهدت امرأة راكعة على ارض الكنيسة المبتلة وهي تمسك بيد صبي متوفى وضع على محفة خشبية.

ووصل وزير الطاقة جيريكو بيتيلا الى بلدة بالو التي تشتهر بالصيد على بعد نحو 10 كلم من تاكلوبان.

وقد تم اجلاء ما يقارب 800 الف شخص مقيمين في مناطق الخطر، كذلك تم اصدار تعليمات ببقاء الاف السفن على امتداد السواحل الفيليبينية راسية في الموانئ، فضلا عن الغاء مئات الرحلات الجوية.

من ناحية اخرى سعى عناصر من الجيش وعمال انقاذ من الحكومة ومنظمات الامم المتحدة الى الوصول الى المناطق المنكوبة وتوصيل الامدادات الاساسية للمتضررين من الاعصار والذين يقدر عددهم بنحو اربعة ملايين. 
وتم نشر 15 الف جندي في مناطق الكارثة للمساعدة في جهود الانقاذ، بحسب ما افاد المتحدث باسم الجيش العقيد رامون زاغالا.

وقال ان المروحيات تنقل عمال الانقاذ الى المناطق الاكثر تضررا، فيما تقوم طائرات النقل سي-130 بتوصيل مواد الاغاثة الحكومية من مانيلا الى تاكلوبان.

وكانت السلطات الفيليبينة اعربت عن ثقتها الجمعة بان عددا قليلا من الاشخاص فقط قتلوا، بعد تجهيزات مكثفة استمرت يومين شهدت اخلاء نحو 800 الف شخص الى مراكز ايواء.

الا ان البلاد واجهت السبت حقيقة انها تعاني من كارثة كبيرة.

وقال وزير الداخلية روكساس "حجم الدمار هائل".

وبسبب قوة الرياح المصاحبة له والتي بلغت سرعتها الجمعة نحو 300 كلم في الساعة، أصبح اعصار هايان اقوى اعصار يسجل في العالم واحد اقوى الاعاصير التي سجلت في التاريخ.

كان جيف ماسترز الخبير الاميركي في الارصاد الجوية الذي يعمل في مجموعة "ويذر اندرغراوند" الخاصة صرح هذا الاسبوع ان هايان "هو اقوى اعصار يضرب الارض في التاريخ". وصنف في الدرجة 5 وهي الاعلى.

والرقم القياسي السابق سجله الاعصار كاميل الذي ضرب ولاية ميسيسيبي الاميركية في 1969.

وتشهد الفيليبين سنويا نحو عشرين عاصفة او اعصارا كبيرا وعموما بين حزيران/ يونيو وتشرين الاول/ اكتوبر. والارخبيل هو اول يابسة تبلغها العواصف التي تتشكل فوق المحيط الهادىء.

وواصل هايان اليوم السبت مساره فوق بحر الصين الجنوبي متوجها الى فيتنام حيث ذكرت وسائل اعلام رسمية السبت ان السلطات بدأت باجلاء حوالى مئة الف شخص يعيشون في مناطق تقع على مسار الاعصار الذي يتوقع ان يضرب البلاد الاحد.