"النصرة" تنسحب من الحسكة و"داعش" تسميها "ولاية البركة"!

الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

تشير المعطيات المتوفرة إلى أن التغييرات التي تشهدها محافظة الحسكة قد تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بتداعيات تسريب التسجيل الصوتي الأخير لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، والذي أعاد إشعال الخلافات بين داعش والنصرة وتبادل الحملات الإعلامية ضد بعضهما البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن غير المستبعد أن يكون ثمة تواطؤ غير معلن بين جبهة النصرة وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام، على تأخير البحث في الخلافات بينهما، واتخاذ إجراءات تمنعهما من الاحتكاك وبالتالي انفجار الأزمة وتحولها إلى حرب ضروس بين أخوة "الجهاد" بالأمس. ولكن هذا الاحتمال يبقى مجرد تعبير عن تكهنات غير ثابتة.

التغيير الأهم الذي حصل هو انسحاب جبهة النصرة من محافظة الحسكة، وإبقائها على وجود رمزي فقط. فالانسحاب الأخير الذي قامت به جبهة النصرة من قرى رأس العين أبّان هجوم وحدات الحماية الكردية، لم يكن وليد اللحظة وبسبب الهجوم الكردي، وإنما كان يعبر عن خطة جديدة تنتهجها جبهة النصرة في توزيع سراياها وكتائبها بين المحافظات السورية. إذ سرعان ما سحبت جبهة النصرة أغلب عناصرها الذين بقوا على بيعتها من محافظة الحسكة باتجاه دير الزور.

يشار هنا إلى أن قسماً لا بأس به من عناصر جبهة النصرة، انشقوا عنها في الفترة الأخيرة، وقاموا بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منضمين إلى صفوف الأخيرة ولاسيما بعد تسريب التسجيل الصوتي لأيمن الظواهري، وذلك خلافاً لما كان متوقع، إذ كان يعتقد أن التسجيل الصوتي سوف يشجع عناصر داعش على الالتحاق بجبهة النصرة وليس العكس. وبالتوازي قام عناصر من حركة أحرار الشام بتقديم البيعة للدولة الإسلامية (داعش).

وكانت الضربة الأقوى التي تلقتها جبهة النصرة في الحسكة هي قيام أميرها في الحسكة أبو أحمد الشامي ونائبه أبو عبدالله الذي هو أمير راس العين ايضاً، بالانشقاق عنها ومبايعة دولة داعش وذلك في أعقاب انسحاب جبهة النصرة من قتال الأكراد دون أن تطلق طلقة واحدة ضدهم، الأمر الذي اعتبره أمراء وقادة جبهة النصرة أنه خيانة وتخاذل.

وبانسحاب جبهة النصرة، أصبح الفصيل الأقوى بين الفصائل المسلحة في محافظة الحسكة هو تنظيم الدولة الإسلامية. وقد كان الإجراء الأول الذي اتخذته داعش هو تغيير اسم المحافظة من "الحسكة" إلى "ولاية البركة". ثم اتخذت قراراً آخر يقضي بفصل منطقة رأس العين عن ولاية البركة (الحسكة) وإلحاقها بولاية الرقة، ومقتضى ذلك أن عناصر داعش في الرقة هم المسؤولين عن القتال في رأس العين.

يذكر أن جبهة النصرة، بالتزامن مع انسحابها من الحسكة، اتخذت إجراءات كثيرة في دير الزور أدت إلى زيادة نفوذها فيها. ومن ذلك المبايعات الكثيرة التي حصلت عليها جبهة النصرة من عدد من الألوية والكتائب كلواء الفاروق وسرايا العاديات ولواء التوحيد الاسلامي ولواء أحرار المشاهدة ولواء طارق بن زياد وغيرها. يضاف إلى ذلك قيام جبهة النصرة بقتال كتائب كثيرة من الجيش الحر في مدينة دير الزور كلواء الرسالة كتائب تابعة للفرقة الخامسة مغاوير، حيث قامت بمداهمة مقراتها ومصادرة أسلحتها، وقتل واعتقال الكثير من عناصرها. الأمر الذي كرسها كأقوى فصيل مسلح في مدينة دير الزور، وهذا ما استدعى إثارة موضوع التواطؤ بين داعش والنصرة، لأن الأمر بدا وكأنه يتعلق بإعادة تقاسم مناطق النفوذ بينهما، ولكن لا دليل على ذلك، ويبقى الكلام مجرد تكهنات.

وإلحاق رأس العين بالحسكة، وتحميل قيادة داعش في الرقة مهمة القتال فيها، هو ما يفسر التحركات الكثيفة التي شهدتها المناطق بين الرقة ورأس العين، حيث شوهدت أرتال من مسلحي داعش تجتاز تلك المسافات وصولاً إلى قرية خربة البنات. وقد اعتقدت بعض وسائل الإعلام أن الأمر يتعلق بهروب جماعي لعناصر داعش من الرقة بعد سماعهم تسجيل الظواهري.

في سياق متصل، علمت وكالة أنباء "آسيا" أن حركة أحرار الشام عينت "سيف الجربا" أميراً على عناصرها في الحسكة، وهو من نفس عشيرة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض، وثمة معلومات أنه قد يكون شقيقه، ولكن لم نتمكن من التأكد من صحتها.

كلمات دليلية :