اغتيال القائد اللقيس

اغتيال القائد اللقيس
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠١:٤١ بتوقيت غرينتش

عملية اغتيال الشهيد حسان اللقيس أحد قادة المقاومة الإسلامية في لبنان كانت جزءا من مسلسل الاغتيالات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد حزب الله وقادته . هكذا تشير الوقائع والمعطيات والتأكيدات التي أصدرها حزب الله . ورغم النفي الإسرائيلي لعلاقته بالاغتيال كما جرت العادة عندما يتعلق الأمر بحزب الله خوفا من رد فعله عمل الإعلام الإسرائيلي على التلميح إلى مسؤولية الموساد عن العملية .

تقرير...لا يتوق العد عن رسم خطوط الريبة على وجه إسرائيل، توقف الإعلام الإسرائيلي عند اتهام حزب الله أهل الكيان العبري باغتيال اللقيس، محاولاً تقديم الشهيد القائد للرأي العام العبري.

الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقوم به بهذا الفعل هي إسرائيل..

هناك أصابع اتهام إلينا، الأمر واضح لمراسل  المنار الذي تحدث ستين ثانية عن الرجل، إنها ضربة قاسية لحزب الله.

جداً إنه مسؤول كبير في الأركان العامة لحزب الله، وأنا أضعه بالتأكيد ضمن العشرة الأوائل، العشرة المفتاحية للحزب، إنه من مؤسسي الحزب قبل ثلاثين سنة في العقد الماضي كان مسؤولاً عن التشكيل الناري لحزب الله، أي أنه كان قبل حرب لبنان الثانية وفي خضمها المسؤول عن كل القصف على إسرائيل، وبعد الحرب كان مسؤولاً عن بناء القوة الصاروخية الضخمة، وفي السنتين الماضيتين تمت ترقيته إلى منصب المسؤول عن التكنولوجيا والاتصالات.

المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عموس رائيل وصف الشهيد اللقيس بالعقل اللامع الذي يشغل في حزب الله منصباً يوازي جهاز البحث والتطوير في شعبة التكنولوجيا واللوجستيكا في الجيش الإسرائيلي، ويقول هرئيل إنه كان للقيس دور في كافة الأسرار العملانية لحزب الله.

اللقيس كان مسؤولاً عن كل ما يتعلق بتهريب السلاح ونصب الصواريخ بعيدة المدى الموجهة نحو إسرائيل استعداداً لحرب لبنان الثالثة، وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والتزود بوسائل قتالية متطورة، وباغتياله تمت تصفية مصدر معلومات مهم لدى حزب الله.

أن الطرف الوحيد الذي يستطيع تنفيذ عملية من هذا النوع هو الاستخبارات الإسرائيلية.

هذه العملية كانت مخططاً ومنظمة وليست مجرد هجوم من قبل بعض الجهاديين.

ربما تكون إسرائيل هي من نفذ العملية وربما لا.

مجلة فورين بوليسى الأميركية نشرت تقريرا تضمن ما وصفته بقائمة القتل الاستخباراتية الإسرائيلية شملت اسم الشهيد اللقيس وهو ما يرقى إلى الاعتراف باغتياله

نقلت مجلة فورن بولست الأميركية عن أحد المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن عملية اغتيال اللقيس واحدة من سلسلة اغتيالات نفذتها إسرائيل، وحسب ما ورد في المقال فإن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت اللقيس منذ التسعينيات كأحد الناشطين في حزب الله، الذي تطور خبرته في تصنيع الأسلحة وتطويرها.

وهذا ما جعل أحد مسؤولي الموساد يبتسم بحسب ما نشرته فورين بوليسي عند سماعه نبأ  الاغتيال ويقول سيكون هناك مؤتمر قمة في السماء مشيرا إلى لحاق الشهيد اللقيس بالشخصيات التي اغتالها الموساد في فترات سابقة.

أبرز الشخصيات التي تم اغتيالها هي: عماد مغنية المسؤول العسكري لحزب الله، العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد، وأيضاً الجنرال حسن طهراني مقدم، رئيس مشروع تطوير الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن تصدير الصواريخ إلى حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وكذلك محمود المبحوح وهو المسؤول عن العلاقات التكتيكية لحركة حماس مع إيران، وآخرهم كان حسان اللقيس المسؤول عن برنامج تطوير الأسلحة والحرب التقنية المتقدمة في حزب الله بحسب الفورنبليس.

معه يطفوا خبر مراسم التكريم للموساد الإسرائيلي لاثني عشر عنصراً في منزل رئيس الكيان شيمون بيريز وبمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مكان وزمان يوحيان بأهمية المراسم ثمانية رجال وأربع نساء قدمت لهم بطاقات التميز أم السبب فسلسلة إنجازات تكنولوجية وتنفيذية حققت للموساد نجاحات عملانية يقول إعلام العدو.

ما أورده الإعلام العبري يحمل تلميحاً أن المكرمين ضليعين في تصفية خبراء مهمين من أعداء الكيان، فيكون القائد حسان اللقيس والعديد من العلماء النوويين الإيرانيين من بين المستهدفين، الاحتفال الذي يبعد يومين عن اغتيال الحاج حسان، يذكر بما حصل سابقاً بعد اغتيال القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية حيث كرم رئيس الموساد السابق مائير داغان.

التلميح الواضح للإعلام الإسرائيلي بوقوف الموساد وراء عملية اغتيال الشهيد اللقيس لم تأخذه بعص وسائل الإعلام والفضائيات المتابعة للملكة العربية السعودية ومنها قناة العربية السعودية بل أصرت على أن الاغتيال له علاقة بتدخل حزب الله في سورية وبتراجع إمكاناته الأمنية.

تقرير... اختراق أمني جديد لمحيط حزب الله الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدف هذه المرة أحد قادته البارزين حسان اللقيس.

خرق أمني كبير طال عمق الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، اغتيال القيادي العسكري في حزب الله أمام منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت جاء في خضم الأوضاع الأمنية القائمة في سورية.

ونجاح هذه العملية كشف عن حجم التحديات الأمنية التي تواجه الحزب منذ لحظة إعلانه عن تدخله في الأزمة السورية.

هل يدفع الحزب بالفعل ثمن تورطه في سورية الآن... ولكن أن يصدر حزب الله بياناً بعد ساعات على حصول الاغتيال ويضع مسؤولية الاغتيال على إسرائيل فهذا يعني تناقضاً أن حزب الله اليوم يعني يتلقى نتائج تدخله في سورية.
أحمد فتفت عضو كتلة المستقبل الموالية للسعودية في لبنان أشار إلى أن اللقيس كان مسؤولا عن التنسيق بين مقاتلي “حزب الله” وجيش النظام السوري على الأرض في سورية

وشدد زميله نهاد  المشنوق على أن الاغتيال خرق جديد لأمن حزب الله فيما رأت صحف عربية  معادية معادية لحزب الله أن تورطه في سورية كلفه حياة أحد قادته معتبرا أن حزب الله يواجه اليوم أحلك فتراته ما ينذر بدخول الحزب في منعرج خطير

وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع مشاهدينا يسعدنا أن نرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. نزيه منصور، أهلاً بك.

س: بداية د. كيف يمكن أن نفسر هذا الإصرار من بعض المرتبطين بالسعودية على أن اغتيال الشهيد اللقيس لم يكن وراءه الاحتلال الإسرائيلي رغم تلميح إعلام الاحتلال لذلك؟

ج: من يتابع حركة كل هؤلاء الذين هم في فلك العربية السعودية يلاحظ ويؤكد في ذات الوقت أن هذه المجوعة هي بصرف النظر عن أي موضوع هي تحوله وتجيره بشكل أو بآخر لمصلحة هذه الجهة السياسية التي تعمل لمصلحها مقابل أمور تافهة في هذه الدنيا سواءاً على المستوى المالي أو على البحث عن موقع ودور لها في هذا الأمر.

فإذا لا يمكن الأخذ بكل ما يقال وقيل في هذا المجال في موضوع اغتيال الشهيد القائد حسان اللقيس ويجب أن تقرأ عدوك قبل أن تقرأ هؤلاء الذين ليس دورهم مجرد أبواق في خدمة حتى في خدمة الكيان الصهيوني، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر هم يخدمونه إذا كانوا على توافق معه أو غير على توافق ولو ظاهرياً.

من هنا يجب قراءة هذه العملية الإجرامية الإرهابية التي ارتكبت بحق القائد الشهيد الحاج حسان اللقيس من خلال الإعلام الصهيوني الذي ما لم يقله السياسي الصهيوني من رئيس الوزراء ومن القادة الأمنيين والذين يهتمون بإدارة هذا الكيان قرأناه على لسان وسائل الإعلام بشكل مباشر وليس تلميحاً لأن كل القراءات والتحليلات لكل وسائل الإعلام الصهيونية كانت كلها تشير إلى أن هذا الاغتيال نظراً لدوره في حرب 2006 في الجهوزية والمحاولات المتواصلة منذ عام 2006 لاغتيال الشهيد حسان اللقيس كلها تؤكد أن هو هدف لدى الكيان الصهيوني كشخص لما يملك من إمكانيات وقدرات علمية وتقنية تضاهي بل تنافس كل ما يملكه الكيان الصهيوني. إذا يجب أن لا ننزل بهذا الأمر إلى درجة الصراع داخل سورية، هو دوره أكثر من هذا الأمر بكثير على مستوى الصراع مع الكيان الصهيوني وليس على مستوى الداخل السوري.

س: د. ألا ترى أن الإشارات الإعلامية السعودية على ارتباط عملية اغتيال الشهيد اللقيس بتدخله في سورية يخدم الاختلال في إطار إبعاد الشبهة عنه؟

ج: المؤسف أصبحنا نرى أن كل من الوجه السعودي والوجه الصهيوني كوجهان لعملة واحدة، المؤسف جداً أن نقول هذا الكلام في ظل هذا الصراع وهذا ما عانت منه الأمة العربية والإسلامية طيلة تاريخ الكيان الصهيوني، نجد أن هذه الجهة وهؤلاء الحكام في تلك الجزيرة العربية الذين يسطرون على المال على الخيارات على موارد الأمة العربية والإسلامية نراهم يسارعون ويتراكضون للإلتقاء بالكيان الصهيوني وقد ذكر ذلك الكثير من وسائل الإعلام أن هناك لقاءات في موضوع وخاصة في موضوع النووي الإيراني الملف النووي الإيراني ونجد أن الكيان الصهيوني كان كل من هؤلاء في العربية السعودية وفي الكيان الصهيوني يتحدثان بلسان واحد وبعقل واحد بتوجهات واحدة في موضوع، بينما الغرب والشرق كل منهما كان يسارع لإنهاء هذا الملف الذي أقلق وأرهق العالم ووجد أنه في غير محله لذلك نجد الذين تضرروا من أي انفراج على المستوى الإقليمي والدولي نراهم يعملان ولم يعد هذا الأمر خافياً على أحد خاصة عند المتابعة للحركة السعودية منذ المبادرات المتتالية عندما تنازلوا عن القدس، وتنازلوا عن عودة اللاجئين الفلسطينيين والطروحات والمبادرات المتلاحقة دون أن يعطي الكيان الصهيوني أي اهتمام، بل يزداد تمسك بالاحتلال، يزداد بتضييع حقوق الشعب الفلسطيني، فبدلاً من التركيز على القدس على عودة الشعب الفلسطيني على إنهاء هذه الأزمة الفلسطينية التي ذهبت على ما يزيد عن 65 عام نراهم الآن هم أصبحوا في هذا الجانب شاؤوا أم أبوا ولا يمكن أن يخرجوا من ما هو عليه الآن.