دعم سعودي لخطة كيري على حساب القضية الفلسطينية

الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠١٤ - ٠٩:٢١ بتوقيت غرينتش

البيرة المحتلة 2014.01.07 ـ أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولة استمرت أربعة أيامٍ في الشرق الأوسط، كانت محطاتها الأخيرة فلسطين المحتلة والأردن والسعودية، دون أن ينجح في إقناع السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي بخطته لتحقيق التسوية؛ فيما قالت مصادر فلسطينية إن كيري تلقى دعماً سعودياً اردنياً لخطته.

وغادر كيري فلسطين نحو عمان والرياض وعاد مسرعاً.. فالرجل المتحمس لتوقيع اتفاق إطار بين الفلسطينيين والإسرائيليين أراد أن يحصل على غطاء ودعم عربي... وكافة المؤشرات تؤكد على أنه حصل على ذلك من الملكين السعودي والأردني.
أما في رام الله فلا أحد من الذين التقوا كيري صرح بما سيحمله الغد؛ لاسيما وأن خطة الرجل تتضمن تنازلاً عن ثوابت طالما أعلن الفلسطينيون أنها خطوط حمراء.
ووصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان أبوالعينين أن مايقدمه كيري إنما هو احتلال؛ مبيناً أن ماطلبه كيري هو: أن نعترف بهذا الاحتلال على الأراضي الفلسطينية؛ ولااعتقد أن الفصائل الفلسطينية ستعطي كيري هذه التنازلات السياسية.
وفيما لاتترد أنباء بهذا الشأن سوى التسريبات التي تأتي من هنا وهناك بقيت قضية الأغوار مركز الحدث في الساعات الأخيرة؛ فوفق الخطة المقدمة ستخضع الأغوار لرعاية أميركية وإسرائيلية ورقابة فلسطينة. وسيكون السقف الزمني ثلاثة أعوام. لكن الولايات المتحدة تضغط لإزالة السقف. أما اللاجئين فعودتهم لن تكون وفق القرارات الأممية وإنما وقف رؤية أمنية إسرائيلية؛ وسيحصل بعضهم على توطين خارج فلسطين.
وأكدت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة الشعبية خالدة جرار لمراسلنا أن وصفة كيري إنما: هي وصفة لإنهاء الصراع الجوهري الفلسطيني-الصهيوني والعربي-الصهيوني؛ بمعنى أنها تمس القضايا الرئيسية والسيادية الفلسطينية كاللاجئين والحدود والقدس.
والتزمت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الصمت؛ لكن قراراً لابد أن يصدر في القريب العاجل من مقر الرئاسة؛ إما القبول بتمديد المفاوضات وباتفاقية إطار قد تمتد لأعوام طويلة؛ وإما الرفض والاستعداد لمرحلة صعبة؛ لكنها قد تنتج مستقبلاً أفضل من الوعود الأميركية الآنية.
وأشار المحلل الفلسطيني خليل شاهين في حديث لمراسلنا أن: السلطة الفلسطينية إن أرادت فهي تمتلك أن تتسلح بإرادة سياسية وموقف شعبي وموقف من القوى الوطنية معارض لهذه المفاوضات.
وفيما أشار إلى أن السلطة الفلسطينية تستطيع رفض الاستمرار بالعملية التفاوضية حذر من أن كلفة الانسحاب من العملية التفاوضية الآن أقل بكثير من كلفة الاستمرار بها. ولفت إلى أن الضغوط والابتزاز على القيادة الفلسطينية ستزداد من أجل القبول بنتائج العملية التفاوضية كما تطرح وفق مقترحات كيري المتوافق عليها مع حكومة نتنياهو
هذا وعاد كيري مسرعاً بيده ورقة عربية قد يكون ضغطها على الفلسطينيين أكبر بكثير من الضغط الأميركي المباشر. فيما أن من يقرأ خطة كيري بتمعن يدرك بأنها تعيد إنتاج الاحتلال للضفة الغربية وتمنح هامشاً أوسع للسلطة الفلسطينية.
01.06    22:51     FA