"إسرائيل" تدخل الحرب في سوريا لصالح "الثوار"!!

الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤ - ٠٨:٣٩ بتوقيت غرينتش

ليست هذه المرة الاولى التي تؤكد التطورات التي تشهدها الحرب على سوريا ، تورط الكيان الصهيوني والقوى الظلامية العربية في هذه الحرب ، الا ان الغارة التي شنها الطيران الاسرائيلي على منطقة حدودية بين سوريا ولبنان مساء الاثنين 24 شباط / فبراير ، جاءت لتؤكد تورط الاحتلال حتى في القضايا التفصيلية لهذه الحرب التي تشن على سوريا تحت يافطة دعم الديمقراطية!!.

منذ ان تحذ الجيش السوري بزمام المبادرة في اكثر من جبهة في الحرب الدائرة على سوريا وخاصة في جبهة القلمون ومنطقة يبرود ، والتي ستضع حدا في حال نجاحها ،  لتمدد الفوضى والقتل والدمار الى لبنان ، حتى تقاطعت الاخبار والتقارير عن وجود نية لدى قوى الظلام العربية بقيادة السعودية وقطر وافراخهما من التكفيريين والسلفيين من جانب ، و الكيان الاسرائيلي من جانب اخر ، للحيلولة دون انتصار الجيش السوري في معركة يبرود ، من خلال اشغال الجيش السوري عبر تسخين جبهة درعا عند الحدود الاردنية وتهديد العاصمة دمشق.

ويبدو ان التهديدات بشان تسخين جبهة الاردن مع سوريا ، لم تجد اذانا صاغية في دمشق ، حيث واصل الجيش السوري تقدمه في القلمون نحو يبرود ، التي تحولت الى بؤرة لتصدير الدمار والقتل والسيارات المفخخة والانتحاريين الى لبنان ، لذلك وجدت "اسرائيل" ، الحليف الاكبر لـ"ثوار" سوريا !! نفسها مضطرة للتدخل وبشكل مباشر  في معركة القلمون للتاثير على ميزان القوى هناك وافشال هجوم الجيش على اوكار التكفيريين والسلفيين في تلك المنطقة.

ليس خافيا حجم التنسيق والدعم الذي قدمته "اسرائيل" الى "ثوار" سوريا !! من الجيش الحر والنصرة وداعش ، حيث تم لحد الان معالجة  نحو الف مقاتل من هذه المجموعات في المستشفيات الصهيونية  في الجولان السوري المحتل والجليل، كما تم اقامة معسكرات لتدريب "ثوار" الثورة السورية!! ، ليكونوا نواة لجيش من المرتزقة اشبه بجيش لبنان الجنوبي ابان الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان بقيادة العميل انطون لحد.

التحالف الصهيوني العربي الظلامي ، تعزز اكثر من ذي قبل بعد ان شطب الثوار السوريون !! العداء للكيان الصهيوني  من قاموسهم منذ اليوم الاول للثورة !! ولم يعد هذا الكيان يشكل تهديدا للثورة السورية! فحسب بل داعما ونصيرا  رئيسيا لها، وهو ما اكده التحالف الاسرائيلي السعودي ، الذي بان وانكشف علنا في تصريحات كبار المسؤولين السعوديين والاسرائيليين في اكثر من محل ومناسبة وفي اكثر من لقاء وتصريح ، لاسيما بعد الاتفاق النووي الايراني الغربي وبعد رفض امريكا التدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة على سوريا.

بات واضحا للجميع ان التحالف الصهيوامريكي العربي الرجعي هو الذي يدير دفة الحرب المدمرة على سوريا ، بهدف القضاء على كل عناصر القوة في الامة لتشتيتها وشرذمتها ، والا ماهو سر كل هذا الحرص لهذا الثلاثي غير المقدس على نشر الديمقراطية والحرية في سوريا ، في الوقت الذي تفصل الاف السنين الضوئية بين انظمة متخلفة كما في السعودية وقطر وبين الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة ، وكذلك بين الكيان الاسرائيلي وبين حبها للعرب لاسيما الشعب السوري الذي يدفع كل يوم من دمه وامنه واستقراره و ارضه ومستقبله اثمانا باهظة ، لا  لشيء الا لكونه وقف الى جانب المقاومة التي افشلت اهداف هذا التحالف الثلاثي المشؤوم في المنطقة.

*فيروز البغدادي