الشیخ حمود: ما یحصل بسوریا لیس ثورة ولا إسلاما ولا خلافة راشدة

الشیخ حمود: ما یحصل بسوریا لیس ثورة ولا إسلاما ولا خلافة راشدة
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

أکد العالم السني البارز في لبنان الشیخ ماهر حمود أن "ما یحصل فی سوریا لیس ثورة ولیس سعیا نحو العدالة وحقوق الإنسان ولیس إسلاما ولا جهادا ولا خلافة راشدة"، معتبرًا أن ذلك "یظهر جلیا وواضحا مما یحصل في الرقة إلی القلمون وما بینهما شمالا وجنوبا وفي کل الاتجاهات".

وقال إمام مسجد القدس في مدینة صیدا بجنوب لبنان في موقفه الأسبوعي الیوم السبت: "رغم ذلك لا یزال هنالك من یتحدث عن (ثورة) في سوریا، ولا یزال هنالك من یتحدث عن حرصه علی حریة الشعب والعدالة وما إلی ذلك، ولا یزال هنالك من یتحدث عن کل ذلك، عن نظام ظالم دموي ومتفرد في الحکم، یجری الحدیث عن کل ذلك رغم أن المشهد أصبح مختلفا جدا عما کان علیه منذ ثلاث سنوات إلی الآن".
أضاف: "لقد أصبح أکثر من واضح أن البدیل عن النظام الظالم هو الفوضی والإرهاب والتکفیر والتدمیر والخراب، ولم تستطع دوائر القرار الغربیة أن تخرج لنا من جعبتها إلا داعش والنصرة وأشباههما، کما لم تستطع الأموال الطائلة أن تهیئ حتی للاجئین اقل حاجات عیشهم، ولم تستطع الفنادق الفارهة حیث یرتاح المعارضون (الشرفاء) أن تؤمن بدیلا عن التکفیر والتدمیر، ثم دخل العامل الأوضح، الإسرائیلي یتدخل، نتنیاهو یزور جرحی (الثورة السوریة) ومستشفیات الأرض المحتلة تستقبل المئات من هؤلاء الجرحی، عدا عن تدریب أفواج من (المجاهدین) في الأرض المحتلة، عسی أن یتعافوا فیستأنفوا (الجهاد) في سبیل الله أو في سبیل الوطن... وها هي الطائرات الإسرائیلیة تشارك بشکل واضح وکأنها تقول ممنوع علی أي طرف أن ینتصر، ینبغي أن تستمر المعرکة، فان استطاع أي فریق أن یمیل إلی الحسم فلا بد أن تتدخل لتعید التوازن، لان التوازن کفیل بان یجعل هذه الحرب المجنونة طویلة الأمد".
ولفت الشیخ حمود إلی أن "الإسرائیلي تمنی سقوط النظام بسرعة وکذلك الأمیرکي والغربي بشکل عام... لقد راهنوا جمیعا علی انشقاق الجیش وعلی انضمام فئات شعبیة کبیرة إلی (الثورة) کما راهنوا علی سیاسیین کبار وأرکان للنظام أن ینشقوا ویعلنوا ولاءهم للبدیل الجدید، کل ذلك لم یحصل، ثم راهنوا علی المجموعات المسلحة التي ما لبثت أن أثبتت فشلها علی جمیع الصعد، وعندما لم تفلح کل هذه الخیارات اختاروا أن یکون بدیلهم دمار سوریا وفوضی مستمرة تأکل الأخضر والیابس وتقضي علی مقومات الحیاة في سوریا".
وأشار إلی عملیات التفجیر الإرهابیة التی استهدفت سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والمستشاریة الثقافیة الإیرانیة فی بیروت، وسکان الضاحیة الجنوبیة وقال: إننا "لا ننسی الفرع الفاعل (للثورة) السوریة وهو (الجهاد) في شوارع ضاحیة بیروت الجنوبیة وعلی أبواب السفارات والمستشاریات، حیث سیحقق الجمیع القتل لمجرد أنهم جیران لتلك السفارة أو لهذا المکان، هکذا لتکتمل الصورة، ویبقی هنالك من یتحدث عن ثورة.. حقا إنها عنزة ولو طارت".
وأضاف: "ولا ننسی محاولة الاغتیال الفاشلة للرئیس بري ولغیره من المسؤولین، کل ذلك جزء من البحث عن مستقبل الشعب السوري وتخلیصه من الظلم وما إلی ذلك...؟. کما أن فخامة رئیس الجمهوریة لم یکن موفقا بمحاولة استبدال ثلاثیة الشعب والجیش والمقاومة بثلاثیة جدیدة، الأرض والشعب والقیم المشترکة، ألیست المقاومة قیمة مشترکة لا یختلف فیها اثنان؟ وفخامة الرئیس یعلم تماما أن الجیش في هذه المرحلة لیست بدیلا عن المقاومة إنما یکمل بعضهما بعضا".
وختم قائلاً: "إلا أن استنکارنا لهذا الاستبدال غیر المقبول یتلاشی عندما نکتشف أن الکلام الذي تفضل به فخامة الرئیس إنما هو جزء من الحل المطلوب لأزمة البیان الوزاري حیث یقول فخامة الرئیس هذا الکلام فیما یمتدح الرئیس بري إعلان بعبدا، فیکون کلامهما بدیلا عن ذکر هذین الأمرین في البیان الوزاری فتنتهي الأزمة... هکذا یصبح الأمر مقبولا".