حركة حماس.. ارهابیة ام مقاومة ؟

حركة حماس.. ارهابیة ام مقاومة ؟
الإثنين ٠٣ مارس ٢٠١٤ - ٠٨:٠٦ بتوقيت غرينتش

هناك فرق كبیر بین "الممارسة الارهابیة" و"الارهاب" وبین "نهج مقاوم" و"عمل مقاوم".. وما لم نستطع ان نفرق بدقة بین هذه المربعات والخطوط سنقع في اشكالیة اكبر بحجم الخطأ الذي وقع فیه بعض المقاومین.

وللاسف الشدید یحاول البعض في منطقتنا خلط اوراق الارهابیین مع المقاومین للخروج بنتیجة مفادها المساواة بین المقاومة والارهاب.. التحاقا بالركب الامیركي والصهیوني الذي دأب منذ فترة بعیدة بوصف كل مقاومتنا بالارهاب.. وأصر في المقابل علی اعتبار كل وحشیة وبربریة ارهابیة وخاصة بسلوكيات الصهاینة، بصفات الدفاع عن النفس ومحاربة الارهاب ومن قبل بالاستعمار!!

وفي نفس السياق الصهيوني والغربي، لیس من الغرابة ان تصف انظمة القمع والاستبداد والرجعیة في المنطقة، حزب الله والمقاومة الاسلامیة في لبنان بالارهاب، وفي ذات الوقت تصر على وصف قطعانها السلفیین وجیوش الذباحین وآكلي الاكباد والقلوب "بالجهادیین".. بالضبط كما اصبحت قيم العروبة لديها تساوي العمالة والتبعية لواشنطن ولندن!

لكن هذه الانظمة لا تزال تتخوف من وصف المقاومة في فلسطین بصفة الارهاب، لان مقاربة هذا الملف یعني ارتماءها او كشف ارتماءها المطلق بالحضن الصهیوني.. في ظروف قد لا تستطیع تحمل تبعاته حالیاً.. وبالتالي بدأت بالحلقة الاضعف في المقاومة (حسب تصورها) اي حزب الله، لذلك وازت دعايتها بالنفخ في نار الفتنة المذهبية من اجل استغلال الشعور المذهبي في تجريمها للمقاومة الاسلامية في لبنان.. وعلى امل ان يتسرب الوصف ليجمع السنة والقوميين واليساريين و... كل المناوئين للصهاينة والاميركان في العالم!

لكنها من جانب آخر، اوكلت بهذه المهمة (اتهام المقاومة الفلسطينية بالارهاب) الی بعض ذیولها في مصر.. وارجو ان لا یفهم القارئ انني اتهم السلطة الجدیدة في مصر بعد 30 یونیو حزیران 2013.. ابداً.. لكن هناك في زوایا هذه السلطة من تبقی مشكلته الحقیقیة اكبر من مجرد "التخابر" مع جهة اجنبیة (قطریة كانت ام سعودیة واماراتیة )..

ان ما یجري الحدیث عنه من نقاش وانتظار حكم في محكمة الشؤون المستعجلة بالقاهرة هذه الايام، حول الحكم علی حركة المقاومة الاسلامیة في فلسطین (حماس) بالارهاب لانها جزء من التنظیم الدولي للاخوان المسلمین.. خطأ كبیر یقع فیه اخوتنا في مصر.. لا اقول ذلك حباً بحماس، لانني ضد حماس التي باعت قضیتها ومواثیقها وارتمت بحضن حمد بن خلیفة.. ضد حماس التي تركت دمشق ورفع رئيسها خالد مشعل علم الانتداب في سوریا على سوريا... بل اقولها كرهاً بآل صهیون من عبریین وعرب!

فلا یحق لاحد ان یحاكم المقاومة مهما كان اختلافه معها ومهما ساءت تصرفات بعض المحسودبین علیها، بتهمة الارهاب..
فهذه التهمة لا تخرج من جبهة المقاومین، بل تجعل من يرفعها ويطرحها في الجبهة المقابلة للمقاومة والمقاومین، اي في صف الصهاینة.. ونحن نری ان مصر وتاریخ مصر وشعب مصر، اسمی وارفع من هذا الذي یتحرك بدافع رد الفعل ازاء حكم الاخوان او بدفع من بعض البلدان الخلیجیة التي تشهر عداءها للاخوان (ومنهم حماس)..
ان اتهام المقاومة بالارهاب من قبل مصر سوف یتبعه اتهامها بذلك من قبل السعودیة والامارات والبحرین.. وهذا یعني دفع الكیان الصهیوني نحو استباحة دماء المقاومین من حماس وغیرها بوتیرة اشد ودون رادع من رأي عام، اقلیمي عالمي...

ان بعض قیادات حماس اخطأت بالتاكید.. لكن حماس لم تخطئ.. وان بعض رجال حركة التحرر الفلسطیني اخطأوا، بل واصبح بعضهم ضد التحریر، لكن حركة التحرر لم تخطئ..

هذه القافلة " المقاومة " ستستمر یسقط منها اناس ویلتحق بها آخرون.. فالسقوط من سنن الكون وناموسه، كما المقاومة ونصرها من السنن والنوامیس التي لن یقوی احد علی مواجهتها الی الابد...

* علاء الرضائي