حقيقة "الثورة السورية" و "ثوارها"

حقيقة
الإثنين ١٢ مايو ٢٠١٤ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

يوما بعد يوم تتكشف حقيقة "الثورة السورية" و حقيقة "ثوارها" ، فاذا ب"الثورة" عبارة عن مؤامرة كبرى خطط لها في الدهاليز المظلمة في واشنطن وتل ابيب والرياض والدوحة وانقرة ، لضرب سوريا وتفتيتها ، لمواقفها الداعمة لقوى المقاومة التي اذلت الكيان الصهيوني وافشلت كل مخططاته ، واذا ب"الثوار" ، عبارة عن لصوص ومجرمين وعملاء حتى النخاع للعدو الصهيوني.

هذه الحقائق الدامغة لم يكشف عنها احد و لا اعتقد ان هناك في محور المقاومة من كلف نفسه عناء اثبات هذه الحقائق ، فهي كانت مكشوفة منذ الاول لمحور المقاومة ولجمهورها في المنطقة ، لذا جاء هذا الكشف من قبل "الثوار" انفسهم والجهات التي تقف وراءهم ، فهؤلاء "الثوار" والجهات التي تف وراءهم ، لم يستطيعوا ان يغطوا على حقيقتهم بعد ان طالت الحرب التي فرضوها على سوريا والتي كانوا يعتقدون انها لم تستمر سوى شهور ، عندها تتحول سوريا الى لقمة سائغة لاسرائيل والرجعية العربية ، فاذا الطبع يغلب التطبع ، فاماط "الثوار" تلك الاقنعة المزيفة عن وجوههم فاذا بها وجوه لمرتزقة وعملاء وتكفيريين وحاقدين ، دفعت بهم دولارات البترول والفتاوى الوهابية والاحقاد الطائفية والعمالة للصهيونية ، للالتقاء على ارض سوريا لتنفيذ خيوط مؤامرة ، اخذت تتكشف عبر مواقف وتصريحات هؤلاء "الثوار" المرتزقة ، وهي مواقف وتصريحات ما كانت لتتخذ او ليعلن عنها لولا الصمود الاسطوري للشعب والجيش في سوريا.

هنا لا نريد ان نسرد ما ترشح من تصريحات ومواقف ل"ثوارسوريا " و"قادة " هذه "الثورة" على مدى اكثر من ثلاث سنوات ، والتي كشفت حقيقتهم وحقيقة فعلهم وهدف "ثورتهم" ، وهي لاتعد ولاتحصى ، ومن بينها ، على سبيل المثال لا الحصر التصريحات المتكررة للقيادي الابرز في الائتلاف السوري المعارض كمال اللبواني الذي  يستجدي ليل نهار "اسرائيل" للتدخل عسكريا لاسقاط النظام السوري في مقابل ابتلاعها لهضبة الجولان المحتل!! ، لذا سنمر مرورا سريعا على ثلاثة مواقف لقادة هذه "الثورة" ول"ثوارها" ، وهي مواقف تم اتخاذها خلال الساعات الاربع والعشرين او الثماني والاربعين الماضية فقط .

خلال الساعات الماضية كشف القيادي في "جبهة النصرة" ، سامي العريدي، عن قيام رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، بسرقة 75 مليون دولار من المساعدات التي قدمت للشعب السوري ول"ثورته".

وقال العريدي في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مخاطباً الشيخ السلفي إياد قنيبي:”يا شيخنا الفاضل (إياد قنيبي)، سل الجربا عن ٧٥ مليون دولار التي سرقها من أموال الجرحى والمشافي كما اعترف بذلك ساعده الأيمن أحمد النعمة”.

وكان الجربا أعلن خلال زيارته قبل يومين إلى واشنطن أن الجيش الحر تمكن من طرد داعش من مناطق كثيرة في إدلب، وحلب، وهو يحاربها اليوم في دير الزور”، مشيراً إلى أن “النظام أخرج عناصر القاعدة من السجون لتفسد في الأرض”.

ورد على حديث الجربا ، الشيخ السلفي قنيبي الذي توجه إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة قائلاً: “التافه يتطفل على كل قتال وينسبه لائتلافه، لا بد لإخوتنا من التبرؤ منه وبيان أن لا علاقة لهم به وبمشروعه المضاد للشريعة”.

الملفت ان اتهام الجربا بسرقة الملايين و وصفه بانه تافه ، لم يصدر عن "داعش" ، بل صدر عن "جبهة النصرة" ، الذي طالما دافع عنها الجربا بشكل غير مباشر ومباشر احيانا ضد نزاعها مع "داعش".

اما الموقف الاخر الذي برز عن "ثوار الثورة السورية" فكان تهديد "داعش" هذه المرة  بنقل الحرب ضد جبهة “النصرة” الى الكويت والمملكة العربية السعودية.

وهددت داعش  ايضا في بيان لها على وسائل التواصل الاجتماعي باغتيال مجموعة من الشخصيات في السعودية والكويت الذين يدعمون ويؤيدون "جبهة النصرة"  من بينهم الشيخ عدنان شافي العجمي، والشيخ عدنان العرعور ، وهما من منظري "الثورة السورية"!!.

والمعرف ان معارك دامية ذهب ضحيتها الالاف من عناصر اكبر فصيلين من فصائل "الثورة السورية" ، "داعش " و "النصرة" ، في احياء مدينتي الرقة ودير الزور شرق سورية ، والملفت ان الحرب الضروس هذه تدور بين "اخوة اعداء " يحملون فكر تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري السلفي.

اما الموقف الثالث فجاء على لسان صحيفة “ذا بوست” الاسرائيلية ، التي كشفت عن أن قرار معالجة جرحى "ثوار الثورة السورية " في إسرائيل أعطى ثماره في عدة مجالات، إذ تحول أكثر من ألف جريح إلى ما يُشبه سفراء إسرائيل في سورية!! ، بعد عودتهم اليها من رحلة علاجهم، وهم يحملون صورة جميلة عن “العدو الصهيوني”، واعتبرت الصحيفة أن هذا “التدخل الانساني”!!  أفسح  المجال أمام إسرائيل لإنشاء قنوات اتصال، وإن بطريقة غير مباشرة، ومن هذه الناحية، فإن ما يحدث على الحدود يعيد الى الذاكرة ما حصل قبل أربعين عاماً على الحدود مع لبنان عند “الجدار الطيب” !! ، مع الإشارة إلى أن أول من تولى مهمة التواصل مع لبنانيين وقتها هم ضباط الوحدة 504 المسؤولة عن تشغيل العملاء في شعبة الاستخبارات العسكرية.

هذه كانت ثلاثة مواقف من مواقف "قادة الثورة السورية " و "ثوار" هذه "الثورة"  التي رصدناها خلال الساعات القليلة الماضية ، وهي غيض من فيض مواقف لا حصر لها ، يسطرها يوميا هؤلاء "القادة" والثوار"  ، الا ان المشاهد والمستمع والقارىء العربي ، لايجد لها اثرا في الاعلام الخليجي ، لاسيما السعودي والقطري، الذي تحول في هذا الزمن النكد ، الى اعلام ديمقراطي ثوري يقف الى جانب قضايا الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق نحو الحرية والانطلاق !! ، لسبب بسيط لان مثل هذه الاخبار تكشف ان "الثورة السورية" مؤامرة صهيونية رجعية ، وان "قادة الثورة" لصوص ، وان "الثوار" وهابيون ، والمعتدلون منهم سفراء لاسرائيل!!.

فيروز البغدادي/ شفقنا