تركيا ..الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع ضد محتجين

تركيا ..الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع ضد محتجين
الجمعة ١٦ مايو ٢٠١٤ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

استخدمت الشرطة التركية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق عدة آلاف من المحتجين في بلدة سوما التي قتل فيها ما يقرب من 300 شخص في أسوأ كارثة صناعية يشهدها قطاع التعدين بالبلاد.

واجتاح الغضب  تركيا مع اتضاح حجم الكارثة. وصب المحتجون جام غضبهم على مالكي المنجم المتهمين بإعطاء الأولوية للربح على حساب السلامة إضافة إلى حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان التي يرون أنها تحابي أباطرة التعدين ولم يكن رد فعلها متناسبا مع حجم المأساة.

وهتف رجل من المحتجين "كفوا عن رشنا بالمياه اذهبوا ورشوا المياه على المنجم علكم تستطيعون في النهاية إخماد الحريق".

وكان الحشد يحاول الوصول إلى تمثال لتكريم عمال المناجم في وسط البلدة عندما أغلقت الشرطة الطريق المؤدي إليه وأطلقت مدافع المياه من شاحنات مصفحة لتفريق المحتجين.

ووصل عدد القتلى المؤكد إلى 292 شخصا وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إنه تم العثور على ثماني جثث أخرى في المنجم مساء الجمعة.

ويعتقد أن 10 آخرين لا يزالون محاصرين ومن غير المرجح خروجهم أحياء بعد مرور ثلاثة أيام على الحريق الذي أطلق غاز أول أكسيد الكربون المميت في أنحاء المنجم.

وشهدت تركيا عقدا من النمو الاقتصادي السريع في عهد اردوغان لكن معايير سلامة العاملين لم تشهد تحسنا مماثلا مما جعل سجل تركيا واحدا من أسوأ السجلات في العالم.

وكتب على لافتة بخط اليد وسط الحشد الذي ضم عمالا وأهالي من المدينة عبارة "لا يمكن لأي فحم ان يدفىء أطفال من قتلوا في لمنجم".

ومن شأن تدخل الشرطة أن يزيد غضب الجمهور من اردوغان.

وصمد اردوغان في وجه احتجاجات حاشدة وتحقيق في فضيحة فساد طال حكومته على مدى العام الماضي ليظل السياسي المهيمن في تركيا لكنه يواجه الآن خطر العزلة بين ناخبي الطبقة العاملة المحافظة الذين يشكلون قاعدة مؤيدي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه.

وأججت الغضب لقطات لإردوغان وهو يصفع على ما يبدو رجلا أثناء زيارة لبلدة سوما حيث وقعت كارثة المنجم بينما استقبله السكان بصيحات الاستهجان وحاولوا شق طريقهم بين مرافقيه.

وأكد الرجل ويدعى تانر كوروكا أن إردوغان صفعه وقال لتلفزيون كانال دي إن حراس اردوغان الشخصيين ضربوه بعد ذلك.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين جيليك إنه لا توجد أدلة مرئية على أن اردوغان ضرب أحدا في حين كتب يالجين أكدوجان مستشار رئيس الوزراء في صحيفة ستار متهما من وصفهم "بأفراد عصابة" باستفزاز فريق رئيس الوزراء وهو في طريقه لمقابلة عائلات العمال القتلى.

واشتبكت الشرطة مع محتجين في المدن التركية الكبرى الثلاث -اسطنبول وأنقرة وإزمير- في الأيام القليلة الماضية.

واحتدم الغضب بسبب صورة لأحد مساعدي اردوغان وهو يركل محتجا طرحته قوات الشرطة الخاصة أرضا.

وعقد مسؤولون من الشركة التي تدير المنجم مؤتمرا صحفيا ساده التوتر وقدمت روايتها الأكثر تفصيلا إلى الآن لما حدث.

وقال المدير العام لشركة هولدينج رمضان دوكرو في المؤتمر الصحفي إن من المعتقد أن ارتفاعا للحرارة سببه غير معروف أدى إلى انهيار جزء من المنجم وتأجيج حرائق انتشرت بسرعة لمسافة تزيد عن كيلومترين تحت الأرض.

ويلقي معارضون لإردوغان باللائمة على الحكومة لتأجير مناجم كانت مملوكة للدولة لشركات خاصة ونقلها إلى رجال أعمال لهم صلات سياسية لم يوفروا أي إجراءات للسلامة لتعظيم الأرباح.

وقال حزب العدالة والتنمية إن المنجم الذي كان مملوكا للدولة فيما سبق ويقع في سوما على بعد 480 كيلومترا جنوب غربي اسطنبول خضع للتفتيش 11 مرة خلال السنوات الخمس الماضية ونفى وجود أي ثغرات في إجراءات السلامة بقطاع التعدين في البلاد.

لكن بعض العاملين في المنجم قدموا رواية مختلفة. وقال عامل في المنجم في سوما اكتفى بذكر اسمه الأول وهو رمضان خوفا من انتقام مستخدميه "كانت أنقرة تخطرنا بالتفتيش قبل أسبوع من إجرائه وكانت التعليمات تصدر بأن نستعد". وشبه ما يحدث بأنه تجميل للمنجم.