"الاسد " و " السیسي " والانتخابات في سوریا ومصر

السبت ٢٤ مايو ٢٠١٤ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

لم یبق الكثیر حتی الثالث من حزیران - یونیو موعد اجراء الانتخابات الرئاسیة في الجمهوریة العربیة السوریة، والتي یظهر انها حسمت النتیجة فیها لصالح الرئیس الحالي بشار الاسد، كما هو الحال في الانتخابات المصریة التي ستسبقها باسبوع او اقل منه، حیث النتیجة واضحة والفائز هو المشیر عبد الفتاح السیسي، الذي اسقط حكم الاخوان المسلمین المنتخب واعتلی سدّة الحكم باسم حمایة الشعب والوطن...

كلا الرجلین یأتیان بالوراثة الانتخابیة! احدهما استلمها عن ابیه الراحل حافظ الاسد وانتخابات كان مرشح البعث العربي الاشتراكي هو المنفرد بها، والآخر استلمها عن مؤسسة التي تحكم مصر منذ عام 1952 وثورة الضباط الاحرار الذین انهوا الحكم الملكي في مصر..
لیس هذا التشابه الوحید بین الرئیسین القادمین في مصر وسوریا، فكلاهما یقفان ضد الاخوان المسلمین وسیاسة الامتداد التركي وكلاهما ضد ما سمي بالربیع العربي، وحتی ان كلاهما ضد قطر!
یختلفان في الودّ والعداء تجاه السعودیة فقط.. فالرئیس المصري القادم یعتبر السعودیة حليفة له وهو ممول من قبل أمراءها وخزینتها لهدفین لا ثالث لهما: ضرب حركة الاخوان التي تشكل خطرا علی الانظمة الخلیجیة وغیر الخلیجیة ومحاولة ضمّ مصر مابعد ثورة 25 ینایر الی جبهة العداء والاصطفاف الاقلیمي ضد ایران، لموازنة المعادلة القائمة سیاسیاً وعسكریاً وامنیاً وبشریاً وحتی جغرافیاً لصالح ایران.. ولا ترید السعودیة من مصر اكثر من هذا، لان مصر بصراحة لن تقبل باكثر من هذه الاملاءات، في حين ان الرئيس السوري يعتبرها الممول الاكبر للارهاب في بلده وعليها يقع وزر المذابح والمجازر التي ترتكب باسم الاسلام والجهاد على ارض سوريا.

وهناك فرق " صغیر!" آخر فیما یتعلق بالمقاومة، فالرئیس السوري القادم حلقة اساسیة في مواجهة المشروع الصهیوني، اما الرئیس المصري القادم، فلم تظهر منه بادرة لمحو عار السلطة في مصر.. كامب دیفید!

والرجلان في مصر وسوریا یواجهان الارهاب.. ارهاب سورية مصدره الخلیجیون وتركیا، ولربما الغرب الصهیوني! وابطاله سلفیون من شتى اصقاع الارض.. لكن احدهما تحركه فتاوی العرعور وال الشیخ والبراك و... الخ، والثاني فتاواه "دوحویة" قرضاویة بامتیاز، قد یشاركه فیها سلمان العودة والعریفي!!
وایضا كلاهما مهدورالدم من قبل القرضاوي.. السوري لانه كافر نصیري والآخر لانه مرتد تلطخت  یداه بدم الاخوان المسلمین الذین ایدیهم ملطخة بالدم المصري والسوري!!

التشابه كبیر بین الرجلین، والفارق في " السعودیة " علی وجه التحدید.. لكن الرئیس السوري القادم یواجه حشداً كبیراً من القوی الدولیة والاقلیمیة المعادیة له بینما الرئیس المصري القادم لا تعادیه سوی قطر وتركیا والجماعات المسلحة في سیناء والجارة لیبیا... وعلی ذكر لیبیا، هل تعلمون ان لیبیا " الثورة " ارسلت ما یقرب 300 طائرة ملیئة بالسلاح والعتاد، فضلاً عن الرجال المقاتلین والانتحاریین ولربما بعض المجاهدات ایضا الی سوریا! وكانت تنوي المزيد، بيد ان " الثوار " في سوریا لم یتمكنوا من احتلال مطارات تفید بهبوط الطائرات القادمة من لیبیا، فتمت الاستعانة بالمطارات التركیة ولربما الكردستانیة في شمال العراق.. وكان من المفترض ان یتم احیاء مطار "القلیعات" بعكار في شمال لبنان لهذا الغرض علی ید الامیركان قبل الاحداث في سوریا لكن اكتفت بعض الجهات اللبنانية بارسال حليب الاطفال والملاحف وحفاظات الاطفال!
والمؤكد ان نسبة الاصوات التي سیحصل علیها الرئیس الاسد اكثر من "الرئیس " السیسي.. والمؤكد ان بعض الدول "الدیمقراطیة " وحلفاءها في العالم " الحرّ " سیعتبرون الانتخابات في مصر دیمقراطیة، لكنها غیر دیمقراطیة في سوریا.. لماذا؟
الجواب عند من شاهد عودة الاهالي الی احیاء حمص القدیمة وفرحتهم بعد خروج " الثوار " والقاء اسلحتهم وتنظیف الاحیاء من عبواتهم السلفیة والهمجیة!!

*علاء الرضائي