الإنتخابات السورية..الكاميرا أصدق أنباء من الإعلام النفطي

الإنتخابات السورية..الكاميرا أصدق أنباء من الإعلام النفطي
الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

صحيح ان البعض ، من الذين وقعوا تحت تاثير الاعلام المناهض لمحور المقاومة ، تفاجأ بمشهد الاقبال الجماهيري الواسع الذي شهدته مراكز الاقتراع في الانتخابات التي شهدتها سوريا يوم امس الثلاثاء الثالث من شهر حزيران /يونيو ، الا ان الكثيرين توقعوا مثل هذا المشهد استنادا الى حقائق ومعطيات كثيرة منها الوعي الوطني الذي يميز الانسان السوري ، وانكشاف ابعاد المؤامرة الكبرى التي خطط لها ونفذها اعداء سوريا ، والتي يقف وراءها تحالف مشؤوم راس حربته الرجعية العربية و"اسرائيل" ، وكذلك همجية "الثوار" والفظائع التي ارتكبوها بحق سوريا وشعبها.

الملحمة الانتخابية التي سطرها الشعب السوري يوم امس ، شكلت زلزالا سياسيا ستكون له ارتدادات في غاية الخطورة على الجغرافيا السياسية والعسكرية التي افرزها التحالف الصهيوامريكي الرجعي العربي داخل سوريا وخارجها ، وستجعلهم يعيدون حساباتهم التي مازالوا يعولون عليها .

اول ارتداد لهذا الزلزال السوري ضرب الاعلام العربي الرجعي النفطي الذي اُصيب بحالة ارباك افقدته القدرة على التوازن ، فلم يجد ما يقوله وهو يرى الكاميرا تنقل صورا لا يمكن باي حال من الاحوال فربكتها او التلاعب بها ، سوى اختلاق مجموعة من الاكاذيب التي كانت اشبه ما تكون بطرائف اثارة ضحك المشاهدين.

ان المتتبع  للاعلام العربي الرجعي النفطي وخاصة قناتي "العربية" السعودية و "الجزيرة" القطرية ، وهو يغطي ، مضطرا الملحمة الانتخابية التي صنعها الشعب السوري ، لا يملك الا ان يضحك ملء شدقيه وهو يستمع الى الاخبار والتحليلات والتقارير السياسية  التي كانت تطلب من المشاهد ان يكذب عينيه ويصدق الاكاذيب المضحكة والسخيفة لهذا الاعلام ، الذي حاول تفسير الصور القادمة من سوريا ، على انها اخذت من زوايا خاصة تضاعف عدد الناخبين ، او ان مراسلي الاعلام الوطني السوري هم الذين يوجهون الناخبين ، او ان قوات الامن كانت تُجبر المارة على الدخول الى مراكز الاقتراع ، او ان السلطات السورية هددت الموظفين والعمال بالفصل من دوائرهم ومصانعهم  وطرد الطلاب من جامعاتهم والتلاميذ من مدارسهم في حال لم يشاركوا في الانتخابات.

الشيء الذي فات هذا الاعلام الحاقد على سوريا وشعبها ، ان الصورة التي نقلتها الكاميرا لطوابير الناخبين في داخل سوريا ، هي نفس الكاميرا التي نقلت صورة طوابير الناخبين السوريين المغتربين ، ترى هل يملك النظام السوري كل هذه القدرة في حشد كل هذه الملايين داخل سوريا وخارجها وهو الذي يقاتل منذ اكثر من ثلاث سنوات اكبر غزو همجي عرفته المنطقة منذ عقود ؟ ، كيف يمكن للحكومة السورية المنشغلة وبكل امكانياتها لدرء العصابات التكفيرية المدعومة من قوى الشر الاقليمي والدولي عن سوريا وشعبها ، ان تجند كل هذا العدد الهائل من السوريين في الداخل والخارج للمشاركة في الانتخابات ؟.

ان الموقف الفضيحة لوزارة الداخلية اللبنانية وفريق 14 اذار وحزب الحريري ودهاقنة هذا الحزب من قضية الانتخابات السورية ، كان خير دليل على كذب الاعلام العربي الرجعي النفطي وعلى صدق صورة الانتخابات السورية ، ترى ماذا يعني منع السوريين ، وتحديدا في موعد الانتخابات ، من التوجه الى بلادهم وتهديدهم برفع صفة النازح عنهم ؟ ، الم يكن هذا الاجراء الوقح وغير الاخلاقي لفريق 14 اذار جاء كرد فعل للصورة الحقيقية التي نقلتها الكاميرا لعشرات الالاف من اللاجئين السوريين وهم يتوجهون الى سفارة بلادهم في بيروت للتصويت في الانتخابات؟.

اخيرا ، ورغم ان الصورة لا تكذب ، ولكن لنعطي فريق 14 اذار وحزب الحريري ومن ورائهما الاعلام العربي الرجعي النفطي وفي مقدمته "العربية" و"الجزيرة" فرصة لاثبات صدق روايتهم ، ندعو هؤلاء ان يتمسكوا ، كما هم متمسكون الان ، بقرار وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق ، وان يبقوا على هذا القرار نافذا ويمنعوا السوريين المتواجدين في لبنان من العودة الى بلادهم ، تحت كل الظروف ، حتى تضع الحرب على سوريا اوزارها ، اما اذا تراجعوا عنه بعد انتهاء الانتخابات ، بذرائع لا يعدموها ، عندها لدينا الحق ان نقول لهم كنتم ومازلتم تكذبون.

*منيب السائح - شفقنا