"دواعش" العراق يذبحون و"دواعش" لبنان يبررون

الأربعاء ٢٥ يونيو ٢٠١٤ - ٠٩:٤٠ بتوقيت غرينتش

منذ فترة والامة الاسلامية تعاني من وجود "القاعدة" واخواتها من التنظيمات التكفيرية امثال "جبهة النصرة" و "داعش" و "انصار بيت المقدس" و "انصار الشريعة" و "جيش الصحابة" و" عسكر جنغوي" و "طالبان" بنسختيها الافغانية والباكستانية ، وغيرها الكثير ، وهي تنظيمات كان جل ضحاياها من المسلمين ، واهدرت طاقات وامكانات الامة ، وزرعت بذور الفتن الطائفية في المجتمعات الاسلامية ، واعطبت بوصلة الامة.

مع وجود هذه الزمر التدميرية التي عاثت وتعيث فسادا في ارض الله ، هناك زمر اخرى تعتبر الجناح السياسي لهذه المجموعات الارهابية ، وهي مشايخ التكفير والاحزاب والرجالات والامبرطوريات الاعلامية التي تعمل ليل نهار على حث زمر الارهاب على القتل والتدمير ، وتبرير ما يرتكبونه من مجازر بأي شكل كان.

رغم مرور عقود على ظهور "القاعدة" في ارض المسلمين ومن ثم ظهور اخواتها ، الا ان البعض ينسى او يتناسى ، وهو يتناول تاريخ وممارسات هذه التنظيمات التكفيرية ، خوفا او طمعا، الام الشرعية لكل هذه الولادات المشوهة ، الا وهي السعودية الوهابية ، فلولا وجود هذه الام لما كان لكل هذه التشوهات من وجود ، فدولارات النفط السعودي هي المحرك الرئيسي لآلة الذبح القاعدية الداعشية ، ومشايخ الوهابية والاحزاب السياسية والامبراطوريات الاعلامية، التي تعتاش على دولارات النفط تلك ، هي المحرض الاول على فعل كل هذه المجازر.

ويمكن تلمس حقيقة الادوار التي انيطت من قبل السعودية لل"دواعش" في العراق ولبنان ، عبر قراءة سريعة للمشهد الامني في البلدين ، فالمجازر المروعة التي ترتكبها "داعش" في العراق حولتها الامبراطوريات الاعلامية ومشايخ الوهابية السعودية الى اعمال ثورية و"ثورة شعبية" ، اما في لبنان ، ونظرا لعجز "داعش" على ان تجد لها موضع قدم هناك ، بفضل قوة المقاومة والقوى الامنية ، حركت السعودية الجناح السياسي ل"داعش" هناك ، وفي مقدمة هولاء "الدواعش" فريق 14 اذار ، ليوفر الارضية المناسبة للقيام بتفجيرات عشوائية إجرامية بحق المواطنين العزل ، ومن ثم تبريرها ، بعد شرعنتها من قبل مشايخ الوهابية ، وهي مشايخ زرعتها السعودية منذ سنوات في لبنان.

لذا كلما ارتكبت المجموعات الظلامية من اخوات "داعش" تفجيرا في لبنان ، كما حصل في منتصف ليلة الاثنين 23 حزيران / يونيو، عندما فجر ارهابي نفسه عند حاجز للجیش اللبنانی علی المدخل الشمالی للضاحیة الجنوبیة من بيروت ، وبدلا من يندد "دواعش 14 اذار" ، بالجريمة نراهم يبررونها وبشكل وقح ، محملين حزب الله مسؤولية هذه التفجيرات لوقوفها الى جانب الشعب السوري في معركته مع "دواعش" القتل والظلاميين وعبدة الناتو.

موقف "دواعش 14 اذار" هذا ، يتكرر بعد كل عملية تفجير ارهابية تطال الابرياء من ابناء الشعب اللبناني، بينما جميع الوقائع على الارض تؤكد صوابية موقف حزب الله المتمثل بالدخول الى سوريا لمواجهة "الدوعش" هناك قبل ان ينقلوا فظاعاتهم الى لبنان ، وهو ما كان سيمثل كارثة وجودية على لبنان ان حصل ، بسبب وجود حواضن وهابية ل"داعش" في لبنان ، بالاضافة الى وجود الجناح السياسي لل"دواعش" في لبنان ، من مشايخ التكفير والاحزاب والتنظيمات السياسية وفي مقدمتها فريق 14 اذار.

ان التاريخ سيكتب بمداد من ذهب عن حنكة قيادة حزب الله وتضحيات ابطال هذا الحزب ، التي انقذت لبنان من خطر تغول الوهابية التكفيرية في بلادهم ، وفي المقابل سيلعن هذا التاريخ "دواعش" السعودية في لبنان ، لبيعهم شرفهم وامن مواطنيهم وسيادة بلادهم ببضعة دولارات نفطية قذرة.

تراب تراب - شفقنا