هنيئاً لقوى‌ الثورة إنجازات‌ داعش ‌في ‌المحافظات ‌المنتفضة

هنيئاً لقوى‌ الثورة إنجازات‌ داعش ‌في ‌المحافظات ‌المنتفضة
الأحد ٢٠ يوليو ٢٠١٤ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

"ما يحدث في العراق ثورة العشائر لمكافحة حكم رئيس الوزراء نوري المالكي، وان عناصر تنظيم داعش جزء صغير من الثورة"، هذه الكلمات هي لرجل الدين العراقي عبد الملك السعدي قالها امام مؤتمر "دعم الثورة وإنقاذ العراق" الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان، وشارك فيه رجال دين وبعثيون وضباط في الجيش العراقي السابق وتنظيمات مسلحة مرتبطة بشكل او بآخر بالقاعدة.

موقف السعدي من داعش لا يختلف كثيرا مع موقف الرجل الثاني في نظام صدام، عزت الدوري، فالرجلان يجدان في "داعش" قوة ثورية تحررية انتفضت لتحرير العراق من "دكتاتورية" رئيس الوزراء "الشيعي" نوري المالكي، الا ان رفيق درب صدام لا يقلل مثل السعدي من دور "داعش" ويعتبرها جزءا صغيرا من "ثورة" المحافظات "المنتفضة والثائرة"، فهو يعترف، كما جاء في تسجيل صوتي بالدور القيادي ل"داعش" و القاعدة  "للثورة" ضد العملية السياسية برمتها في العراق، حيث يقول:"حيا الله.. بعض مجاميع انصار السنة وفي طليعة هؤلاء جميعا ابطال وفرسان القاعدة والدولة الاسلامية فلهم منا تحية خاصة ملؤها الاعتزاز والتقدير والمحبة، تحية طيبة لقياداتهم".

البيان الختامي لمؤتمر عمان شدد على "إسناد ثورة الشعب العراقي، ومطالبها التي انطلقت في المحافظات الثائرة، وحققت إنجازات باهرة".

اما "الانجازات" و"المكاسب" التي حققها "الثوار" للشعب العراقي وخاصة لاهالي المحافظات "المنتفضة" التي تحررت من "دكتاتورية" "الشيعة"، منذ 10 حزيران / يونيو الماضي، والتي اشاد بها عزت الدوري، فهي كثيرة، الا اننا سنعرج على ابرزها.

ففي اول مرة في تاريخ العراق يتم اقتلاع المسيحيين العراقيين من جذورهم في الموصل، حيث تم تهجير 10 آلاف مسيحي من الموصل وحدها، بعد ان خيرهم "ثوار داعش" بين دفع الجزية او القتل.

وسمح "ثوار داعش" ورفاقهم من باقي فصائل "الثورة" للعوائل المسيحية ان تترك منازلها بالثياب التي عليها وعدم السماح لها بحمل اي شيء من منازلها لانها اصبحت منذ يوم السبت 19 تموز / يوليو مملوكة ل"داعش" بالاضافة الى الكنائس والمطرانيات الاخرى.

اما المنجز الحضاري الابرز لقوى "الثورة" فكان حرق مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل بكامل محتوياتها والتي يعود تاريخ بنائها الى أكثر من 1800 سنة.

المكسب الاخر من مكاسب "الثورة" فكان عمليات صلب الاطفال والشباب بتهم شتى وسط ساحات وشوارع  المدن "المحررة"، وفرض وجهة نظر "داعش" في الملبس والعمل والتصرف على الناس وخاصة النساء والشباب.

تجربة السوريين مع "داعش" اثبتت ان الاخيرة لاتفرض رؤيتها على الناس مرة واحدة فهي تتدرج في فرض هذه الرؤية المتزمتة، فعندما دخلت الى بعض المناطق في سوريا تعاملت في بادىء الامر بشيء من اللين مع الناس الا انها وبعد سيطرتها التامة على هذه المناطق اخذت تتعامل بكل قسوة مع الناس فعلى سبيل المثال لا الحصر تم رجم امرأتين خلال 24 ساعة بتهمة "الزنا" في مدينة الطبقة وفي مدينة الرقة، كما صلبوا العشرات حتى الموت وقطعوا رقاب وايدي الضحايا في ساحات عامة وامام الناس.

وفي آخر اعلان لرئیس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى في العراق، جاء ان  "داعش" خطفت 29 ايزيدياً، وقطعت عن عمد الكهرباء والماء عن اقضية وقرى برقله وتلكيف وسنجار وبعشيقة مما دفع المسيحيين والايزيديين إلى هجرة هذه المناطق إلى إقليم كردستان ومحافظات أخرى.

وفي تكريت ارتكبت "داعش" جريمة كبرى بحق العراق والعراقيين عندما قامت باعدام  1700 من طلاب كلية القوة الجوية في قاعدة "سبايكر" شمال تكريت بعد أيام على تسليم أنفسهم، وأفرج عن 800 من "مرتدّي السنّة" الذين يعملون في "القاعدة"، بناءً على أوامر من أميرها أبو بكر البغدادي، حسب تعبير بيان "داعش"، الذي اشاد به عزت الدوري بانجازها "الثوري" في قتل 1700 عراقي في ريعان الشباب جريمتهم الوحيدة هي كونهم شيعة، والملفت ان عزت الدوري اعتبر  يومي "تحرير" نينوى وصلاح الدين من اعظم ايام تاريخ العراق والعرب بعد ايام الفتح الاسلامي.

اليوم هناك في الموصل ظاهرة غريبة تتمثل بكتابة حرف "ن" او حرف "ر" على جدران الالاف من البيوت، وهذان الحرفان يدلان على ان اصحاب هذه البيوت قد هجروها او قتلوا او غيبوا، لانهم مسيحيون او شيعه فحرف النون تعني "نصراني" وحرف الراء تعني "رافضي"، اما السنة فان دورهم سيأتي بعد ان تنتهي "داعش" من المسيحيين والشيعة، كما جاء دورهم في سوريا حيث اصبحوا من اكبر ضحايا "داعش" هناك، فمن الخطأ الاعتقاد ان بالامكان التوصل الى صيغة من التفاهم بين اي تنظيم كان و "داعش".

هذه كانت بعض انجازات ومكاسب "الثورة" و "الثوار" في المناطق التي "تحررت" في العراق، والتي اشاد بها عزت الدوري وكذلك عبدالملك السعدي والبعثيون و "المجاهدون" في مؤتمر عمان لنصرة "الثورة "، وان قادم الايام سيحمل لنا اخبارا عن منجزات ومكاسب اكبر تحققها "القوى الثورية" وفي مقدمتها "داعش" ، اذا ما نجحت في البقاء فترة اطول في المناطق التي تسيطر عليها الان.

منيب السائح -شفقتا