دراسة: تجنب الشمس يعرض صحتك للخطر

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠٠٩ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

كانت الشمس لسنوات عديدة ينظر اليها على انها العدو العام رقم واحد حيث تتسبب في تلف الجلد والشيخوخة المبكرة وتغير لون الجلد وزيادة مخاطر حدوث سرطان الجلد.
وقبل ان تتوجه الى الظل هذا الصيف عليك ان تاخذ في اعتبارك هذا: "هذه الاشعة المؤذية مطلوبة لانتاج فيتامين (د) وبعدم تعرضك للشمس فانك تخاطر بتعرض لنقص المناعة مما يجعلك عرضة لكل انواع الامراض.

ويشير عدد متزايد من الدراسات العلمية الان الى ان نقص فيتامين (د) احد العناصر التي تلعب دورا في مجموعة امراض تشمل البرد والانفلونزا ومرض القلب والازمات القلبية والسكري واضطرابات جهاز المناعة والاكتئاب وهشاشة العظام وانواع عديدة من السرطانات. كما اقترح ايضا انه احد الاسباب الممكنة لمرض التوحد.

ويقول المعسكر المؤيد لفيتامين ( د) ان معدل النقص هو عادة العصر الحديث في تجنب الشمس. ويضاف الى ذلك عناصر اسلوب العيش مثل العيش في المدن الذي يعني اننا نبقى فترة اطول داخل البيوت اكثر من اسلافنا وان لدينا سكانا لا يحصلون ببساطة على قدر كاف من ضوء الشمس لانتاج فيتامين(د) الذي تحتاجه اجسامهم.

ويعتقد ان 50 بالمئة من الاميركيين لا يتمتعون بمستويات كافية من فيتامين د وان العيش في اجواء مشمسة لا تجعلك بالضرورة اقل ميلا الى هذا النقص.

وقد اوضحت دراسات في استراليا مثل هذه المستويات من نقص فيتامين د وخاصة في اوساط اصحاب البشرة الداكنة وكبار السن ، فيما كشفت دراسة حديثة في جامعة هونغ كونغ ان اكثر من 60 بالمئة من سكان هونغ كونغ ليست لديهم مستويات كافية من فيتامين د .

وقالت اني كونج واي تشي التي قادت الدراسة ان جانبا من المشكلة هو المفهوم العام الخاطئ بان اولئك الذين يعيشون في طقس مشمس يستفيدون جميعا من الشمس ومن ثم يحصلون على فيتامين د دون اي تعب. فضلا عن ذلك فان الناس و البشرة السمراء هم اكثر عرضة للخطر لان مادة الميلانين التي تعطي الجلد لونه تعمل مثل مانع للشمس تمنع الاشعة فوق البنفسجية من تخليق فيتامين د .

وفي دراسة مستقلة توصلت كونج الى ان 76 بالمئة من متوسطي العمر والنساء المسنات يمضين اقل من ساعة في الشمس خلال فترة اسبوع ويلقين باللوم على اساليب المعيشة الحديثة فيما يتعلق بشحوب لون جلودهن.

وتزعم الطبيبة لورين براملي الممارسة العامة في هونغ كونغ ان حوالى 70 الى 80 بالمائة من مرضاها مستويات فيتامين د لديهم اقل من المعدل الصحي وهو حوالى 50 نانوغرام/ملليتر.
والحقيقة هي ان فيتامين د ليس فيتامينا ولكنه نوع من الهرمونات التي تلعب دورا هاما في ضبط نسبة الكالسيوم. ومعروف منذ زمن طويل انه مفيد لصحة العظام وتقليل الالتهابات ومنع امراض الكساح عند الاطفال وهشاشة العظام في فترة متاخرة من العمر.

بيد ان بعض العلماء يزعمون حقيقة ان مستقبلات فيتامين د موجودة في الاعضاء الكبرى مثل المخ وجهاز التكاثر يشير الى ان له وظيفة يلعبها في جميع انحاء الجسم.

ومنذ بدء الزمن والانسان يفهم ان معظم فيتامين د الذي يحصل عليه هو من الشمس .فمجرد فترة من 15 الى 20 دقيقة في الشمس الساطعة ينتج من 10 الاف الى 20 الف وحدة دولية من فيتامين د وهو اكبر من القدر الذي يمكن ان تحصل عليه من المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د بخمسين مرة.

وبمجرد تكوين فيتامين د تحت الجلد يمر الى الكبد والكليتين حيث ينشط. ثم ينتقل الى الدم حيث يضبط مستويات الكالسيوم ثم الى انسجة الجسم والى الخلايا.

ويقول الدكتور جون كانيل من "مجلس فيتامين د" - وهو جماعة بحث لا تسعى للربح ومقرها الولايات المتحدة - ان هذا الفيتامين يعمل بالفعل حيث " يدير الجينات هنا وهناك بمعدل يصعب التحكم فيها .. الجينات التي اما تنتج البروتين الضروري لمقاومة السرطان او الجينات التي تنتج البروتين الذي يسبب الامراض مثل السرطان.

واحد الحلول لمشكلة النقص هي مكملات فيتامين د الغذائية ولكن ما هو المقدار الذي نستطيع نتناوله بامان بدون الافراط في الجرعة والمخاطرة بتلف الكبد؟

وتوصي البروفسور كونج مثل المجلس الاميركي للغذاء والتغذية بجرعة يومية 200 وحدة دولية للاطفال والبالغين تزيد الى 400 وحدة للذين يزيد عمرهم عن الخمسين و600 وحدة للذين فوق السبعين الذين يعانون من النقص.

وتنصح الاكاديمية الاميركية لطب الاطفال باخذ 400 وحدة دولية للاطفال بينما توصي الجمعية الكندية للسرطان بالف وحدة دولية في الشتاء او على مدار العام للذين يواجهون خطر السرطان.

بيد ان تلك المقادير تعتبر منخفضة عند المجلس الخاص بفيتامين د حيث يوصي بمستويات بين الف وخمسة الاف وحدة او حتى اكثر.

وتشارك الدكتورة براملي "مجلس فيتامين د" في الاعتقاد بوجوب الجرعات الكبيرة وتقول انها رات نتائج ملحوظة للمرضى من كبار السن بتناول جرعات من 2000 وحدة دولية يوميا.

وتضيف "انه هورمون ولذلك فانه جيد جيدا للذين لديهم مقاومة للانسولين وارى مرضى اقل يعانون من السعال والبرد" .

ونفس النصيحة خرجت من مسح شمل 2750 دراسة نشرها في ايار/ما