الوهابية وجريمة النخر في العقل الاسلامي

الوهابية وجريمة النخر في العقل الاسلامي
الأحد ٠٧ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

لم يصب العقل الاسلامي بآفة أخطر وأفتك من آفة الوهابية وأذرعها السلفية، التي نخرت هذا العقل وشلته واعطبت بوصلته وجعلت من حامله موجودا هائما على وجهه كالمجنون لا يعرف غاية او مقصدا من فكر او كلام او ممارسة.

منذ ان ابتلي العقل الاسلامي بالسلفية الوهابية المتخلفة، ضاعت عن حامل هذا العقل اية اولويات او اهداف، يمكن ان تكون لكل انسان مسلم، يعمل على ضوئها او للوصول اليها وتحقيقها، فنراه يحمل في عقله لوحة سوداء لا شيء عليها سوى الاحقاد والفتن والخراب والدمار.

في الوقت الذي كانت الامة مشغولة بالتحرر من الاستعمار الغربي، كانت السلفية الوهابية من اكثر  المتحالفين مع هذا المستعمر، كما كان الحال مع الاستعمار البريطاني سابقا والامريكي لاحقا لارض العرب والمسلمين، بل كانت هذه السلفية الوهابية تناصب العداء لكل جهد عربي اسلامي تحرري، وهذا الامر ليس بالشيء الذي  تخجل منه السلفية الوهابية او تحاول التستر عليه.

في الوقت الذي كان عظماء الامة يدعون الى توحيد المسلمين على كلمة سواء، للوقوف في وجه الغرب الطامع، كان مشايخ السلفية الوهابية، ينفخون في نار الفرقة والتشتت عبر تكفير اغلب المسلمين والدعوة الى قتلهم وسبي نسائهم، ويمكن تلمس هذا الموقف بوضوح في الفتاوى العجيبة والغريبة التي تصدر عن مشايخ الوهابية، والتي تضحك الثكلي ويشيب بسبب الوليد في آن واحد.

في الوقت الذي كان العقل الاسلامي يضع القدس المحتلة امامه كهدف سام لا يعلوه اي هدف، ويدعو الى تجنيد كل قوى الامة من اجل تحريرها من براثن عدو غدار لايرحم، كانت السلفية الوهابية، تتجاهل بالمرة القدس وتنفق المليارات من الدولارات على نشر دعوتها الشوهاء في العالم اجمع، ويمكن الوقوف على هذا الامر من خلال اذرع الاخطبوط الوهابي الذي وصل حتى الى اوروبا وامريكا واستراليا وافريقيا، وهو ما يبرر توجه الالاف المؤلفة من الشباب في الدول الواقعة في تلك القارات البعيدة، الى سوريا والعراق ولبنان لمقاتلة العدو الوهمي الذي زرعته الوهابية والسلفية في عقولهم، ولانرى اثرا للقدس والقضية الفلسطينية والصراع مع الصهيونية في هذا العقول.

في الوقت الذي كان العقل الاسلامي يضع العدو الصهيوني كعدو وحيد للامة الاسلامية ويدعو الى محاربة هذا العدو عبر توحيد الصف ونبذ الخلافات الجانبية بين العرب والمسلمين، والتاكيد على ان لا مستقبل للمسلمين بوجود هذا العدو، نرى الوهابية وفروعها السلفية، تخلق وباصرار عجيب اعداء وهميين من بين المسلمين واتباع الديانات السماوية الاخرى ومن بين المثقفين، وتحاول توجيه بوصلة العقل الاسلامي الى هؤلاء، ويمكن الاشارة هنا الى البيان الاخير الذي اصدرته الدعوة السلفية في مصر، وهي من اذرع الوهابية في هذا البلد، والذي لخصت فيه مشروعها السياسي المبني بشكل كامل على محاربة العلمانيين والشيعة!!، واكدت أن الجهاد ضد تلك الطوائف واسقاطها سياسيا واجب شرعي، لانه وببساطة شديدة ان العلمانيين والشيعة "كفار"!!، وانهما اكبر خطر على الاسلام !!، وربطت كل الفتن التي تعصف بالبلاد الاسلامية بالعلمانيين والشيعة، ولم يكن في البيان اي ذكر من قريب او بعيد للكيان الصهيوني.

ان ما يجري اليوم في البلدان العربية والاسلامية من كوارث وفظائع واهدار للثروات وتدمير للامكانات وقتل للحرمات وسبي للنساء والذراري، هدفه الاول والاخير تشويه صورة الاسلام وانقاذ الكيان الصهيوني، وهو امر ما كان ليحدث لولا وجود الوهابية السلفية ونخرها المستمر كالارضة، في العقل الاسلامي.

منيب السائح - شفقنا