التليغراف:

ممول هجمات 11 سبتمبر يمول إرهابيي سوريا والعراق!

ممول هجمات 11 سبتمبر يمول إرهابيي سوريا والعراق!
الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية عن أن ممول القاعدة الذي سجن لضلوعه في تمويل العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، يجمع حاليا المال للإرهابيين، بعد أن أفرجت عنه السلطات القطرية.

ونقلاً عن موقع "مرآة البحرين" فإن خليفة محمد تركي السبيعي -وهو مواطن قطري قال إنه أمن دعماً مالياً لخالد شيخ محمد- كان قد سجن في العام 2008 بتهمة القيام بأعمال إرهابية ولكن أفرج عنه بعد ستة أشهر.
والسبيعي متهم الآن بتمويل الإرهابيين في سوريا والعراق.
وكشفت وثائق جديدة نشرتها وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً عن وجود صلات بين السبيعي وممول إرهابي متهم بتمويل إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، والتي كانت تخطط لتفجير طائرات باستخدام قنابل مصنعة على شكل عبوات معجون الأسنان.
ووفقاً للوثائق قد أفشل الجيش الأميركي هذا المخطط في غارة جوية على مقر الجماعة في سوريا منذ أكثر من أسبوع.
والسبيعي، الذي كان يعمل موظفاً في المصرف المركزي القطري، متهم حالياً بـ"تمويل جماعات إرهابية" تقاتل في سوريا والعراق.
وتسلط هذه القضية الضوء على القلق المتزايد من الفشل الواضح لقطر، وهي إحدى أغنى الدول في العالم، في قمع شبكات التمويل الإرهابية في البلاد.
ودعا نقاد بارزون في العالم إلى تحقيق أكبر حول علاقات قطر بالإرهاب العالمي مع التهديد بفرض عقوبات إن فشلت في معالجة المشكلة.
وقد علم أن تقريراً جديداً سينشره مركز أبحاث أميركي في الشؤون الأمنية الشهر المقبل كشف عن هوية 20 قطرياً وصفهم بكبار ممولي الإرهاب ومقدمي التسهيلات المالية له. ومن بين هؤلاء القطريون عشرة تم تصنيفهم كإرهابيين، وسجلوا على لوائح الإرهاب الرسمية للولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة.
ومن ضمن هؤلاء السبيعي، البالغ من العمر 49 عاماً، وهو موظف في المصرف القطري المركزي، والذي كان قد وضع على قائمة الإرهاب وصنف كممول للإرهاب عام 2008، لكن يبدو أنه لا يزال مشاركاً بشكل كبير في تمويل إحدى شبكات الإرهاب.
ووفقاً للتقرير الأميركي الرسمي الصادر عام 2008، اتهم السبيعي بتقديم الدعم المالي لتنظيم القاعدة وتسهيل عمل الإرهابيين، والعمل بالنيابة عن القيادة العليا لتنظيم القاعدة، ومن بينهم خالد شيخ محمد وهو أحد قياديي القاعدة البارزين الذي ألقي القبض عليه في مارس/آذار عام 2003.
ويعتبر خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمر/أيلول وهو معتقل حاليا في سجن غوانتانامو. وقد عاش حرا في قطر لسنوات عدة في التسعينيات على الرغم من أنه كان مطلوباً، حتى في تلك المرحلة، لدى الولايات المتحدة لقيامه بأعمال إرهابية.
وتزعم السلطات الأميركية أن السبيعي قدم دعماً ماليا لقيادة القاعدة العليا أيضاً في منطقة قبلية في باكستان، وأنه قدم تسهيلات لعملية نقل المتطرفين إلى معسكرات تدريب تنظيم القاعدة في باكستان، وأنه عمل كوسيط دبلوماسي وقناة اتصالات بين القاعدة وأطراف أخرى فى الشرق الأوسط.
وقد أدانت محكمة بحرينية السبيعي في العام 2008 لتمويله الإرهاب، وخضوعه لتدريب إرهابي وتسهيل عملية سفر آخرين لتلقي التدريب والإنضمام لتنظيم إرهابي. وأصدرت ضده حكماً غيابياً، وبعد شهرين في مارس/آذار عام 2008، اعتقلته السلطات القطرية على خلفية هذه الاتهامات.
وقد ألمحت برقية دبلوماسية أرسلت فى مايو/أيار 2008 إلى وجود خلاف بين أجهزة الاستخبارات القطرية ورئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جابر آل ثانى بخصوص قضية السبيعي.
وتفيد البرقية التى أرسلها القائم بالأعمال الأميركي مايكل راتني، قبيل زيارة وزير الخزانة الأميركي هنري باولسون، بأن "رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني كان متورطاً قبل ذلك بمدة طويلة، ولكن ذلك بناءً على قلق أجهزة الأمن القطرية على ما نعتقد. (..) إذا أردتم إثارة هذه القضية، فلا بد أن يقتصر ذلك فقط على شكر القطريين على تعاونهم... نعتقد أنه لا بد من أن يتم أي نقاش تفصيلي في هذه القضية مع المدعي العام وأجهزة الاستخبارات القطرية وليس مع رئيس الوزراء حمد بن جاسم".
وقد أطلقت السلطات القطرية سراح السبيعي بعد ستة أشهر من سجنه أي في سبتمبر/أيلول عام 2009 وتمت إضافته إلى لائحة للأمم المتحدة بأسماء الذين سيخضعوا لعقوبات بسبب ارتباطهم بجماعات إرهابية.
وكشفت الوثائق التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً عن أن السبيعي استمر بتمويل النشاطات الإرهابية. وكشفت الوثائق التي نشرت في نهاية سبتمبر/أيلول عن صلات بين السبيعي وإرهابيين من الأردن، ولكن يحملان الهوية القطرية وفقاً لمسؤولين أميركيين.
ويزعم أن أشرف محمد يوسف عثمان عبد السلام، والذي كان يقاتل في سوريا منذ بداية هذا العام، قد ساعد السبيعي على نقل مئات آلاف الدولارات إلى تنظيم القاعدة في باكستان.

ويصف الأميركيون عبد السلام بأنه ممول تنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة، وهي فصيل جهادي تابع للقاعدة، يمارس نشاطه في سوريا.
وتكشف الوثيقة الجديدة أيضاً عن الصلة الوثيقة بين السبيعي وعبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام، المعروف بـ"عمر القطري". وفي العام 2011، ووفقاً للولايات المتحدة الأميركية، أرسل عمر القطري عشرات الآلاف من الدولارات إلى محسن الفاضلي، وهو أحد القادة الأساسيين في القاعدة لما يعرف بـ"تنظيم خراسان" في سوريا. وهناك اعتقاد بأن الفاضلي وراء مخطط لاستخدام قنبلة مصنوعة من عبوات معجون الأسنان لتفجيرها بركاب طائرات أميركية وأوروبية، وتم تناقل أخبار عن مقتله في قصف جوي أميركي على حلب في نهاية الشهر الماضي.
ووفقاً لوثائق أميركية حديثة، كان عمر القطري قد "جمع أموالاً عبر الإنترنت ونسق مع ممول القاعدة خليفة محمد تركي السبيعي لنقل مئات آلاف اليورو إلى القاعدة وقادتها الأساسيين."
والقطري محتجز حالياً في لبنان بعد اعتقاله في العام 2012 أثناء صعوده إلى طائرة متوجهة إلى قطر وبحوزته "مئات الآلاف من الدولارات كان ينوي تسليمها لتنظيم القاعدة."
وتمتد الشبكة الإرهابية لتشمل مواطناً قطرياً آخر، تمت إضافته أيضاً إلى القائمة السوداء الشهر الماضي أيضاً من قبل الحكومة الأميركية، وهو ابراهيم عيسى حجي محمد البكر، الذي تربطه علاقات وثيقة أيضاً بعمر القطري. وتم اكتشاف دوره في العام 2006 حيث كان عضواً في خلية إرهابية تخطط للهجوم على القواعد الأميركية في قطر. وكان قد تم سجنه سابقاً في قطر في بداية العام 2000 لتمويله الإرهاب، ولكن، وفقاً للولايات المتحدة الأميركية، "تم الإفراج عنه إثر ذلك بعد تعهده بعدم القيام بأي نشاط إرهابي في قطر."
وتدعي الولايات المتحدة أنه منذ ذلك الوقت أصبح ممولاً رئيسياً لكل من القاعدة وطالبان ويلعب دور الرابط بين "ممولي القاعدة في الخليج (الفارسي) وأفغانستان."
وكشفت الوثائق الحديثة أن ممولاً غير معروف، مقيم في قطر، أرسل 1.25 مليون جنيه استرليني إلى طارق الحرزي، المتهم بإدارة عملية مساعدة المسلحين في "داعش"، بمن فيهم عدد كبير من البريطانيين، الذين عبروا الحدود من تركيا إلى سوريا.
وهناك شخصية قطرية أخرى، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تم تصنيفه كإرهابي من قبل الحكومة الأميركية. وكان النعيمي حتى وقت قريب مستشاراً للحكومة القطرية وعضواً مؤسساً في جمعية خيرية ذات صلة بالأسرة الحاكمة، وهي مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية. وقد اتهمته الولايات المتحدة بنقل 1.25 مليون جنيه استرليني إلى القاعدة في العراق.
وكان دايفيد وينبرغ، وهو عضو رئيسي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي قدم شهادته أمام الكونغرس الأميركي حول تمويل الإرهاب القطري، قال إنه يحضر تقريراً يتضمن أسماء 20 قطرياً متورطين بتمويل الإرهاب.
وقال وينبرغ إن "مدى جمع التبرعات في قطر لتمويل الإرهاب أمر يبعث على الدهشة." وأضاف أنه "وفقاً لمسؤولين أميركيين حاليين، فإن قطر الصغيرة تجاوزت بدرجات جارتها الأكبر منها أي السعودية، باعتبارها المصدر الأول لجمع التبرعات الخاصة لداعش وغيرها من المتطرفين العنيفين في سوريا والعراق."
وقال وينبرغ أن السبيعي تلقى "حكماً قضائياً قصيراً " في العام 2006، وأضاف أن "هذا الرجل موجود على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب، وهذا أمر يجبر قطر ببساطة على اتخاذ إجراءات ضده. هذا النوع من القضايا يهز الضمير."
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو أمير قطر، قد دافع عن بلاده ضد مزاعم تمويل الإرهاب.
وصرح لقناة ال سي إن إن الأسبوع الماضي "إننا لا نمول الإرهاب. وإن كنت تتحدث عن بعض الحركات، خاصة في سوريا والعراق، فنحن نعتبرهم جميعاً إرهابيين."
وأضاف: "أعلم أن أميركا وبعض البلاد الأخرى ينظرون إلى بعض الحركات على أنها حركات إرهابية، ولكن هناك اختلافات. هناك اختلافات حيث ينظرون إلى كل البلاد وكل الأشخاص وكل مجموعة من خلفية إسلامية على أنهم إرهابيون. ونحن لا نقبل ذلك."