لبنان لن يكون حاضنة للتكفيريين

لبنان لن يكون حاضنة للتكفيريين
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

المحاولات اليائسة والبائسة لشيوخ الفتنة لاثارة الغريزة الطائفية بين السنة في لبنان ، كثيرا ما تصطدم بجدار صلب وصلد من الوعي والشعور الوطني والاحساس بالمسؤولية والادراك الكامل لما يحاك للبنان وللمنطقة ، لدى الطائفة السنية الكريمة.

لا نقول ما قلناه من باب المجاملة بل من باب الاعجاب والحق الذي يجب ان يقال ، فكلنا يعرف حجم الحرب النفسية التي تشن على الطائفة السنية في لبنان ، ومنذ فترة ليست بالقصيرة ، من قبل دهاقنة الشحن الطائفي امثال مشايخ الفتنة والسياسيين والاعلاميين المؤيدين لهم ، الذين يعزفون ليل نهار على وتر الطائفية ، الا انهم ورغم كل ذلك وصلوا في جل مساعهم الى طريق مسدود.

ان الاهداف التي كان يسعى مشايخ الفتنة لتحقيقها عبر التحريض الطائفي ومخاطبة الغريرة الطائفية بين السنة في لبنان عديدة ومنها :
1- تعطيل العقل والقدرة على التفكير المنطقي والموضوعي.
2- اطلاق سراح الغريزة الطائفية لتكون صاحبة الصوت الاعلى.
3- تهميش الروح الوطنية والاسلامية.
4-  تغول الروح الطائفية والمناطقية والعشائرية.

هذه الاهداف التي عمل عليها دهاقنة الشحن الطائفي في الوسط السني اللبناني ، لم تكن اهدافا نهائية بحد ذاتها ، بل كانت ارضية لتحقيق اهداف اخرى متقدمة لايمكن تحقيقها الا بوجود تلك الارضية ، ومن بين تلك الاهداف :
1- القبول بالتكفيريين على انهم يمثلون اهل السنة.
2- العمل على ايجاد حواضن للتكفيريين من امثال "داعش" والنصرة".
3- خلق هوة لا يمكن ردمها بين السنة والشيعة ، ابناء الدين الواحد والوطن الواحد.
4- خلق اعداء ابديين داخل المجتمع اللبناني.
5- حذف الكيان الصهيوني من ذاكرة الانسان اللبناني.

ومن اجل سد الطريق امام اي محاولة للندم ، او اي محاولة لردم الهوة بين من يقع فريسة هذا المخطط الطائفي وبين التوبة ، كان لابد من اراقة الدماء وازهاق الارواح ، وهو ما حدث ، فسقط العديد من الضحايا الابرياء ، لا لشيء الا من اجل جعل القلوب اكثر قسوة ، و اصباغ المشهد اللبناني بلون الدم ليطغى على الالوان الاخرى.

هذا المخطط المتسلسل الذي اشرنا الى جانب منه ، عمل عليه جيش الشحن الطائفي على مدى سنوات في صيدا وبعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي طرابلس وعرسال ومناطق اخرى ، وسارعت الازمة السورية بوتيرته ، وكان القائمون عليه يتوقعون ان يُفجر لبنان من الداخل ، ولكن ، كما قلنا ، شيئا من هذا لم يحدث ، وافشلت الطائفة السنية الكريمة في لبنان هذه المخططات ، الامر الذي اصاب شيوخ الفتنة بالجنون ، فدخلوا هم واتباعهم في تحالف وثيق وعلني مع "داعش" و"النصرة" ، بل ان اغلبهم بايعوا التنظيمات التكفيرية ، واستقدموا المرتزقة واحتضنوهم.

لقد حدد شيوخ الفتنة ومن معهم من السياسيين ، وبدقة العقبات التي حالت دون نجاح مخططهم التكفيري في لبنان ، فكانت ثلاث وهي  الوعي الوطني لسنة لبنان ، والجيش اللبناني ، والمقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله ، لهذا وجه مشايخ التكفير والسياسيون والاعلاميون المؤيدون لهم ، فوهات مدافعهم الى هذا الثلاثي الذي انقذ الى حد هذه الساعة لبنان من الانزلاق الى اتون الفوضى والحرب الطائفية.

ويمكن تلمس الاحباط الذي يعيشه مشايخ التكفير ومن معهم من سياسيين واعلاميين ، من الحالة العبثية التي تعيشها مناطق في شمال لبنان وعلى الحدود مع سوريا ، حيث يُستهدف الجيش ومواقع للمقاومة واناس ابرياء ، من قبل مجاميع تكفيرية سورية ولبنانية ، تتحرك على وقع اصوات شاذة تدعي الدين ، وتفتي بالانشقاق عن الجيش اللبناني ، وتدعو الى "ثورة سنية"، وتُدخِل الى جهنم كل جندي لبناني سني ، لا ينصاع لفتاوى مشايخ التكفير ، بينما اهل السنة وجميع اللبنانيين والعالم اجمع شاهد كيف ذبح التكفيريون وبدم بارد جنودا لبنانيين ينتمون لمختلف الطوائف اللبنانية وبينهم سنة ، بتاييد ودعم مشايخ الفتنة هؤلاء ، الذين يُدخلون جنود لبنان الذين ذُبِحوا صبرا الى جهنم ، بينما يرسلون الذباحين التكفيريين الى الجنة.

ان هستريا مشايخ الفتنة وجنون التكفيريين وتخبط السياسيين والاعلاميين الداعمين لهم ، والذي تجسد على الارض بمشهد عبثي دام تعيشه اليوم طرابلس كما عاشته بالامس عرسال ، سببه فشل هذه الجهات في ايجاد حواضن  كبرى ل"داعش" و"النصرة" بين الطائفة السنية في لبنان.

*ماجد حاتمي/ شفقنا