تركي الفيصل.. يسكت دهراً وينطق كفراً

تركي الفيصل.. يسكت دهراً وينطق كفراً
الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

المتتبع لتصريحات امراء الاسرة الحاكمة في السعودية ينتابه احساس غريب، بشأن قدرة هؤلاء الامراء على ادارة دفة الامور في بلادهم ناهيك عن ادارة الازمات التي تمر بها المنطقة، فهناك قاسم مشترك لكل تصريحاتهم وهو عدم شعورهم باي مسؤولية تجاه جيرانهم وشعوب المنطقة، واعتقادهم ان اموالهم تغطي عيوبهم، واتكالهم الكلي على امريكا لحل مشاكلهم ومحاربة من يظنون انهم اعداءهم.

وكنموذج صارخ لهؤلاء الامراء يمكن الاشارة الى الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق، الذي يخلق دائما مشاكل عدة لدبلوماسية بلاده وموقفها من الازمات الاقليمية، رغم ان الرجل يحاول الظهور بمظهر المنظر الاكاديمي لايجاد حلول للمشاكل التي يناقشها !!
آخر ما اتحفنا به تركي هي تصريحات أمام المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن يوم الثلاثاء الماضي، حيث حمل الغرب مسؤولية ما وصلت اليه الاوضاع في سوريا، لان الغرب لم يتدخل في سوريا عسكريا!!، كما وصف قصف أمريكا لـ”الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا والعراق بأنه أمر غير مقبول!!
واعتبر تركي فشل امريكا و الغرب في التعامل مع الازمة السورية، سببه عدم العمل بوصايا السعودية عام 2012 بتسليح المعارضة!
ونقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عن الفيصل قوله، ان “ما نحتاجه هو إقامة منطقة حظر جوي في الحدود بين سوريا وتركيا، وأن يؤسس الائتلاف السوري المعارض نفسه في الاراضي السورية”.
وشدد الفيصل على أن الأسد لن يستمر لأكثر من شهرين إذا توقف الروس والإيرانيون عن مساعدته، وأن إيران تحاول زعزعة الاستقرار في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط. وألقى اللوم بخصوص الفتنة الطائفية على الولايات المتحدة وإيران لتشجيعهما صعود الشيعة!!
ورفض الاتهامات التي تقول بأن السعوديين قاموا بتمويل المتشددين السنة، قائلا إن بلاده عملت مع أمريكا والأمم المتحدة على هذا الأمر، وقامت باللازم حينما دعا الأمر لذلك.
هذا كل ما جادت به قريحة منظر العائلة السعودية تركي الفيصل، ويمكن ومن خلال بعض الجمل ان نبين ضحالة هذا التنظير، ومدى اتكال صاحبه على امواله وقوة امريكا دون عقله وتفكيره.
1. ماذا كسبت ليبيا من التدخل الاجنبي لاسيما الناتو، وهو تدخل كانت تقف وراءه السعودية والجامعة العربية وتركيا؟، للاجابة على هذا السؤال يكفي ان يتابع اي انسان نشرات الاخبار التي ترصد الفوضى العارمة التي تضرب سوريا، ليقف على حجم الجريمة التي ارتكبتها السعودية والانظمة الخليجية بحق الشعب الليبي.

فاذا كانت ليبيا التي لاتضم مثل سوريا كل هذا التنوع القومي والديني والمذهبي، تاكلها الحروب والفوضى، ترى ماذا سيكون عليه حال سوريا لو تدخل الغرب والناتو في سوريا كما تطالب السعودية.
2.الغريب ان تركي يعترف صراحة ان بلاده تبعت امريكا كالاعمى ومولت ودعمت عصابات "داعش"، لتفتك بالشعب السوري، وتمزق سوريا.

3.يلقى تركي كل المسؤولية لما يجري في سوريا على الحكومة السورية، ولا ينطق بكلمة عن تدخل بلاده الكارثي وتركيا وقطر في شؤون سوريا، وهذا التدخل بالذات هو الذي اوصل سوريا الى ما وصلت اليه اليوم.

4. رغم اختلاف السعودية وتركيا في كل شيء الا انهما متفقتان على اقامة منطقة حظر جوي وتسليح العصابات المعتدلة لاسقاط الحكومة السورية، وهو حلم لا يعشعش الا في رؤوس قادة السعودية وتركيا.
 5. بلغة طائفية شنيعة، يحمل تركي الفوضى التي تعيشها المنطقة على الشيعة وصعودهم!!، ترى ماذا تفعل المجموعات التكفيرية الوهابية اذن في المنطقة؟، ( ولن نسمها سنية بلغة تركي لان السنة براء من الوهابية وافعالهم وجرائمهم).

6. يقول تركي انه متحير من سياسة امريكا، بينما الرجل كان يشغل منصب رئيس استخبارات سابق، ومن المنطقي الا يتحير لانه يعرف كل شيء عما يجري في المنطقة، ولكن يبدو ان سبب الحيرة هو كون الرجل ينفذ ما تامره به امريكا دون نقاش، لهذا يبدو حائرا لانه لا يستطيع ان يسأل امريكا عن اهداف خططها.

7. يتهم ايران بانها وراء الفوضي التي تعم المنطقة، ولكننا نسأل من الذي تواطىء مع امريكا في افغانستان؟، من الذي مول القاعدة؟، من الذي سلح الجهاديين؟، ماهي العقيدة التي تحملها القاعدة؟، ما هي الافكار التي تحرك "داعش" والنصرة والتكفيريين في كل مكان؟
8. يقول ان سياسة امريكا هي سبب كل هذا التطرف التي تشهده المنطقة، نقول له اذا كان الامر كذلك لماذا اذن تنفذون سياستها بحذافيرها؟، لماذا لاتملكون ارادة ان تقولوا لا لامريكا؟، لماذا تستخدمكم امريكا كاداة في سياستها؟، لماذا لاتفكون ارتباطكم العضوي بامريكا؟
9. لماذا لا تلقي اللوم على حكومتكم العتيدة ولو لمرة واحدة ازاء ما يجري في المنطقة من كوارث، رغم ان الوهابية التي تؤمن بها هي المحرك الرئيس لكل هذه الكوارث؟
 10. تقول لو ان ايران وروسيا يكفان عن دعم الاسد سيقط خلال شهرين، نقول لك بالمقابل، كم سيدوم نظامكم اذا كفت امريكا عن دعمكم؟
اخيرا من المؤسف جدا ان تستضيف مراكز ابحاث اوروبية وامريكية هكذا نماذج حائرة عاثرة لالقاء محاضرات عن الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم وهي تجهل حتى ما تتفوه به، فكل ما يحركها هو غريزة التعصب الاعمى للطائفية والتبعية المطلقة لامريكا.

* سامح مظهر - شفقنا