أم الشهيد علي البزال: سوف أزفه شهيداً وأرفع رأسي به!

الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 2014.12.07 ـ بلوعة الأم التي لا يقاربها أي شيء تقبلت أم الجندي اللبناني علي البزال رحيل ابنها على أيدي عصابة جبهة النصرة الإرهابية.. انتظرته بطلاً عائداً إلى حضنها.. وإذا بها تزفه عريساً إلى مثواه الأخير.

وبعين دامعة وأمام الأقارب وجموع المعزين وكاميرات الإعلام قالت أم علي البزال "سوف أزفه شهيداً وأرفع رأسي به؛ لأنه ابن دولة" مؤكدة أن هذا هو ذنبه.
لم تدر المرأة الخمسينية أن الأشهر الخمسة التي فصلتها عن علي ستكون ذاك الرابط الأخير معه.. فالشاب العشريني رحل مطلقاً كل الخطوط الحمراء التي حاول أهالي العسكريين التزامها لأشهر طويلة.
وفي تصريح للإعلاميين شدد رئيس اتحاد بلديات شمال بعلبك خليل البزال على أن "المسؤول عن مقتل علي بالتحديد هو الإرهابي مصطفى الحجيري وكل من يؤازره من أبناء بلدة عرسال."
ورحل علي البزال.. لكن غيره لايزال هناك من ينتظر عودته.. ودفع الخوف من المصير أهالي العسكريين المخطوفين إلى تصعيد شابه القضية في مراحلها الأولى؛ حيث قطعت طرقات في العاصمة والشمال برغم أن الفاعلين بدا يأسهم واضحاً من تحقيق أي نتيجة تذكر.
وقال والد أحد الشباب المخطوفين "إذا عزمت هذه الحكومة التي بلاضمائر أمرها بتجيب أولادنا اليوم.. طالما تتلقى أوامر من الخارج.. وإما يفلوا عنا ونحن نجيب أولادنا!"
وسياسياً ناقشت خلية الأزمة الحكومية ـ كما تسمى في بيروت ـ القضية.. وكان واضحاً أن العجز هو أكثر مالديها.. أوراق قوة كثيرة تحدثت عنها لكن أياً منها لايخرج من أدراجها.
وبقي الأهالي وحدهم في الشارع حاملين دماء أبناءهم على أكفهم.. فكل رهاناتهم سقطت.. ووحده الصبر هو مفتاح الفرج الذي يعزون به أنفسهم.
وربما أن عنوان "النفق المظلم" هو أفضل تعبير موجود عما آلت إليه قضية العسكريين المخطوفين.. فتصفية الواحد منهم تلو الآخر لايبدو أن من موانع أمامها؛ ما دام الإرهاب هو من يحكم ويتحكم فيها.
وعقد في لبنان اجتماع استثنائي لخلية الأزمة الوزارية لبحث الأوضاع الامنية وصدر عنه بيان أكد اتخاذ قرارات مناسبة حول ملف العسكريين المختطفين، وشدد على الوحدة في مواجهة الأزمة التي تعصف بالبلاد.
12.07                 FA