من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى كيف تتسابق القوى الكبرى في العالم ، للدخول في مفاوضات مع ايران ، بعد ان يئست هذه القوى من جدوى التهديد والوعيد ضدها.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى حراكا دبلوماسيا جمعيا مارثونيا ، تشارك فيه القوى الكبرى في العالم دون استثناء ، في قضية تخص بلدا من بلدان العالم الثالث ، وهذا البلد هو ايران.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى وزراء خارجية امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي ، في سابقة لم يألفها عالم السياسة من قبل ، يجلسون كفريق مفاوض واحد ، في مقابل رجل واحد وهو وزير خارجية ايران.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى القوى الكبرى وعلى راسها امريكا ، تعترف اليوم بحق ايران بتخصيب اليورانيوم وامتلاك برنامج نووي سلمي ، بينما كانت هذه القوى وعلى راسها امريكا ، وقبل عقد من الزمن فقط ، ترفض امتلاك ايران لجهاز طرد مركزي واحد ، او تخصيب غرام واحد من اليورانيوم.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى اليوم اتفاق الاطار ، الذي تمخضت عنه اجتماعات لوزان بين ايران والقوى الكبرى ، يؤكد على انه لن یتم وقف او اغلاق او تجمید ای من المنشات النووية ، ومنها نطنز وفردو واصفهان واراک ، بينما كانت هذه القوى بالامس تدعو الى تفكيك البرنامج النووي الايراني بالكامل.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى اليوم ان القوى الكبرى تؤكد على حق ايران بمواصلة برنامجها للابحاث والتطویر علی اجهزة الطرد المرکزی المتطورة ، بينما كانت هذه القوى بالامس وبتحريض من الصهيونية واليمين الامريكي المتطرف ، تصر على حرمان ايران من برنامجها للابحاث والتطوير.
من حق الايراني ان يزهو فخرا ، وهو يرى اليوم القوى الكبرى تؤكد على الغاء جمیع اجراءات الحظر الاقتصادیة والمالیة الاوروبیة والامیرکیة وعلى الفور ، بعد التوقيع على الاتفاق النهائي ، وعلى ان يصدر مجلس الامن قرارا ، تحت الفصل السابع ، يلغي بموجبه جمیع القرارات الصادرة عنه ضد ايران ، بينما كانت هذه القوى تمني النفس بالامس ان تؤدي هذه القرارات الى ارضاخ ايران.
هذا الزهو الذي يشعر به الايراني اليوم ، ما كان ليتحقق ، لولا صمود وتضحيات الشعب الايراني ، و لولا وجود العلماء الايرانيين الذين نجحوا في امتلاك ناصية التقنية النووية ، ولولا وجود قوة الردع الايرانية التي حصنت ايران امام الاعداء.
ماجد حاتمي- شفقنا