القاهرة والرياض... من التقارب المعلن الى التباعد المسكوت عنه+فيديو

الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) - 14/09/2015 - لم تفلح جهود التقارب السعودي المصري.. خلال السنتين الماضيتين من عهد السيسي.. لاسيما منذ اعتلاء الملك سلمان.. عرش المملكة السعودية قبل أشهر.. بالرغم من مساعي إظهار التوافق.. فالخلافاتُ تبدو أكبر من مظاهر التقارب.. في ظل تباين الرؤى والمواقف المعلنة.. حول جملة من القضايا التي تعصف بالمنطقة.

خلافاتٌ يرى المراقبون انعكاساتها.. في إلغاء زيارة الملك السعودي للقاهرة.. والتي يُفترض أن تكون قد تمت الأسبوع الماضي.. بعد أن سارعت صحف مصرية إلى الإعلان عنها.. ونشر تفاصيل حولها وحول توقيع اتفاقيات ثنائية.. غير أن وزير الخارجية السعودي.. قد سارع إلى نفي ما تداولته الصحف المصرية.

الخلاف المصري السعودي يبرز أيضا.. في تأخر تشكيل القوة العربية المشتركة.. ولتلك الخلافات قائمة طويلة.. لا تبدأ بالحرب على سوريا.. ولا تنتهي بالنزاع الدائر في اليمن.. فضلا عن الشرخ الحاصل مؤخرا.. حول التعاطي مع الأزمة الليبية ونزاعها المستمر.. وخصوصا في مسألة التدخل عسكريا.

ويرى مراقبون أن الخلاف بين الرياض والقاهرة.. يمثل شرخا في فكرة القوة المشتركة.. إذ أن كلا منهما يحاول توجيه البوصلة.. إلى حيثُ تخدم تلك القوة أهدافه.. وتدافع عن مصالحه على أرض المعارك.. ففي حين ترغب السعودية بتوظيفها.. في عدوانها الذي طال على اليمن.. تحاول مصر إقحامها في ليبيا.. درءا للمخاطر المحدقة من هناك.

ولذات الخلاف حول القوة المشتركة.. تستمر مصر في التماطل حتى الآن.. في إرسال قوات برية إلى اليمن.. وتقتصر في المشاركة على بضع سفن لمحاصرة الموانئ. 

الأزمة السورية أيضا جزء من الخلاف.. فانتقادات الصحف المصرية للسعودية.. ومعها بعضَ دول مجلس التعاون الأخرى.. قد شهدت ارتفاعا في نبرة الخطاب.. وخصوصا بالنسبة لموقف تلك الدول.. من أزمة اللاجئين السوريين.. أما آفاق حل الأزمة في بلادهم.. فلا تقل خلافا عن الخلاف حولهم.. في ظل سعي القاهرة للتقارب مع روسيا.

وتعد سوريا إلى جانب بؤر توتر أخرى.. مدخلا لخلاف آخر لا يقل حدة.. فالسعودية تدعم الإخوان بشكل أو بآخر.. في كل من سوريا والعراق واليمن.. وفقا لحسابات إقليمية تصب في مصلحة الرياض.. وهو ما تعتبره القاهرة تهديدا لأمنها القومي.. لاسيما أنها قد صنفت إخوان مصر جماعة إرهابية.. وهي التي تعدُ مصدر إلهام لإخوان المنطقة.  

وتبقى مسألة أخرى قد تكون محل توافق.. هي العلاقة مع الكيان الإسرائيلي.. والتي تحتكرها مصر منذ عقود.. وتسهم بشكل كبير في تأثير القاهرة.. في مسار القضية الفلسطينية.. كما أن الرياض لا تجد حرجا.. في التنافس على هذا الدور بشعار السلام.. وإن كان ثمن التسوية لا يساوي شيئا.. جديرا بالذكر.   

01:50 - 15/09 - IMH