سوريا... محاربة الارهاب والحل السياسي المنشود+فيديو

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) - 17/09/2015 - ليست دمشق على عجلة من أمرها فكرة النار التي كان يهددها بها خصومها باتت في أحضانهم فلا الإرهاب استطاع تفتيت الدولة السورية ولا صنوف الحرب الناعمة استطاعت أن تخلق واقعا على الأرض يمكن صرفه على المستوى الجيوسياسي.

المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي مسيتورا حمل إلى دمشق أجوبة على تساؤلاتها حول خطته لحل الأزمة والتي تزاوج على ما يبدو بين حل سياسي وعسكري في إطار لجان أربع ما زالت طبيعتها وآلية العضوية فيها مبهمة.  

خطة الدبلوماسي الإيطالي قوبلت بفتور سوري ووعد بدراسة الأفكار الواردة فيها لاتخاذ القرار المناسب بشأنها وتشديد بات لازمة السياسية السورية بأن مكافحة الإرهاب هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي للازمة وكونه يلبي تطلعات الشعب السوري في تحقيق الأمن والاستقرار ولفت رئيس الدبلومسية السورية إلى أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب وإلزام الدول الداعمة له بالتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم.

ويشكل الموقف السوري بأولوية مكافحة الإرهاب تحديا لأهم مقومات الخطة التي تسعى لاستمالة بعض أطراف المعارضة الخارجية والدول الداعمة لها بطرح مشروع سياسي يلبي طموحها بالسيطرة على مقاليد السلطة في دمشق بعد فشل مشاريعها العسكرية خلال السنوات الماضية.

وفي المحصلة يعوز خطة دي ميستورا شيء من الواقعية التي تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية للمعطيات الاستراتيجية التي فرضها الدعم الروسي الإيراني الثابت للدولة السورية والنشاط الروسي العسكري في سوريا وشرق المتوسط دعما تسليحا وتدريبا والذي يفتح الباب أمام أفق جديد ليس أمام الأزمة وإنما أمام المنطقة برمتها هذا مع الأخذ بالحسبان الفشل الذريع الذي تواجه غارات التحالف الأميركي.

ورغم الحديث عن أسلوب تفاوضي متدرج يعتمده دي ميستورا عبر البدء بملفات سهلة غير المختلف عليها لإحداث تراكم يوصل في النهاية إلى صيغة إجماعية إلا أن خطة المبعوث الأممي التي تبناها مجلس الأمن تجافي الواقع ويضعف من حظوظها برامج سياسية متناقضة إلى حد القطيعة لدمشق وحلفائها من جهة والجماعات المسلحة ودول إقليمية ودولية من جهة أخرى.

ولا يملك دي ميستورا الذي بات على سكة من سبقه في هذا المنصب هامشا واسعا للمناروة فتهديده بتشكيل اللجان الأربع من دون الائتلاف السوري المعارض إذا أصر على تحفظاته لم تلق استجابة جادة ما يشي بامتعاض الدول الراعية للائتلاف من مواقف دي ميستورا ما يجعل تهديده كالمعدوم.

المبعوث الدولي لم يتمكن من تقديم تصور متكامل وواضح لحل الأزمة لا على مستوى مكافحة الإرهاب وأكثر من هذا لم يطرح حلولا وإنما آليات وأطرا لإدارة الأزمة وليس لحلها ما يجعل دي مستورا وخطته بعيدين عن مقاربة الحل فضلا عن الحل نفسه.

01:40 - 18/09 - IMH