آل سعود.. الجمرة الخبيثة

آل سعود.. الجمرة الخبيثة
الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

مضى اسبوع على جريمة منى التي ارتكبتها السعودية بحق الحجاج الابرياء، نعم جريمة لأن الشهادات تبين انه أمر مبيت بليل وجريمة مع سبق الاصرار.

خلال هذا الاسبوع لم اكتب شيئاً وكنت احتمل ان يكون الحادث بسبب الاهمال والغباء السعودي الذي لايشك احدٌّ فيه.. فقد شهدنا على مدى سنوات او عقود مثل هذه  الحوادث التي كانت خليطاً بين العمد وسبق الاصرار او الاهمال والغباء والتخلَف.

لكن الاستماع الى احاديث الشهود من شتى الجنسيات والقوميات والدول وما كتبه الموالون لآل سعود حتی.. والأهم من ذلك كله تصريحات مسؤولي المملكة الوهابية واعلامهم الأموي (لانه يقوم على الكذب والتزييف، كما كان اعلام بني أمية يلعن الامام علي بن ابي طالب (ع) 70 سنة على منابر المسلمين ويدعو للفجرة والفسقة من امثال يزيد والوليد...)، هذه الشهادات تجعل اي انسان منصف يعتقد بأن آل سعود دبروا الأمر بليل حقداً وحنقاً على المسلمين وخاصة الايرانيين...

والّا ما معني ان يتأخر اسعاف المصدومين من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً.. في شدة الحرّ تلك، واين هي كاميرات المراقبة ووسائل الاتصال الحديثة التي جهّز بها أمن آل سعود، خاصة وان طائراتهم العمودية كانت تجوب سماء الحادثة!

يقول أحد شهود الجريمة: بعد ساعات من تكدس الجثث والمصدومين جاء الدفاع المدني يدوسون بأحذيتهم على الاجساد دون ان يسعفوا المغمى عليه او حتى النائم من شدة التعب والارهاق منهم.. فقد ارادوهم كلهم أموات!

ويضيف شاهد آخر: كان بالامكان انقاذ حياة العشرات بأبسط وسائل الاسعاف الصحي.. لكن الحجاج تركوا مكدسين على الارض في درجة حرارة تفوق الـ44 مئوية!

ويؤكد شاهد ثالث: ان الأمن السعودي وازاء تكدس الحجيج بسبب اغلاقهم الطريق (مع وجود اكثر من 100 الف حاج في الشارع المذكور) لم يكن يحسن الّا قول.. "ارجع يا حاج!" وهم يعلمون انه لامجال للرجوع وسط ذاك الزحام الشديد، وان السبيل الوحيد هو فتح الطريق امام الناس لتكمل مسيرها...


ان الشهادات التي يقدمها الناجون من المجزرة الوهابية في منى، تقطع الطريق على اي تبرير سعودي لما حصل.. وتثبت بما لا یسمح بالشك ان هؤلاء القتلة كانوا يريدون الانتقام من المسلمين.. من الايرانيين لأنهم يعتقدون ان ايران شوكة في عيونهم، وأنها السبب في فشل مؤامراتهم وجرائمهم في سوريا والعراق واليمن، رغم كل الدعم الاميركي والغربي لهم.

ومن باقي المسلمين خاصة مسلمي شبه القارة وجنوب آسيا لأنهم لم ينصروا سياسات آل سعود الهمجية والتكفيرية في اليمن خاصة.. أجل لقد انتقمت السعودية من المسلمين في منى لأنهم تركوها وحدها في مواجهة أسود اليمن وهي تتلقى الضربات اليومية منهم جراء عدوانها وعلى مدى ستة شهور.

لو قبلنا بالتخلف والاهمال سببا في الحادث.. ففي جميع بلدان العالم، عندما يفشل مسؤول ولايستطيع اداء مهامه بشكل جيد.. يعتذر.. یطلب الصفح.. يقدم استقالته.. يحاسب... الّا في مملكة الصلف البدوي والهمجية الوهابية.. فإن الرافعة التي هوت على رؤوس ما يقرب 400 حاج وقتلت اكثر من 100 منهم كانت تسجد للّه! والأمر مجرد قضاء وقدر.. كما ان وجود آل سعود في الحكم كان قضاءاً وقدراً!

والجمیع تعلمون ان هذه الفكرة (القدرية) اول من ابتدعها الامويون وروجوا لها لتثبيت حكمهم الفاجر واللآثم...

هذا الاستعلاء والصلف السعودي سببه:

اولاً، الدعم الذي يصلهم من خارج المنظومة الاسلامية.. من راعیهم الشيطان الاكبر وربيبته "اسرائيل" وسائر شياطين الغرب، الذين يخاف السعوديون من مجرد الهتاف ضدهم؛ والّا لماذا يحرَم مفتيهم شعار "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"! وهو يدعو في خطبته النكرة (بيوم عرفة) على الشيعة ويحرض ضدهم ويدعو لقتل أهل الیمن.. فيستجيب له ابناءه وعمومته الدواعش ليفجروا في اليوم التالي مسجد البليلي بمدينة صنعاء بالمصلين!

ومن هذه الفئة بالطبع الانظمة المرتبطة بالشيطان الاكبر من دول النفط وانظمة الاستجداء والتسول والتي تلعق براميل النفط الخليجية (والشاهد تصريحات موظف الحكومة المصرية شيخ الأزهر)..

ثانياً، والسبب الأهم في تمادي آل سعود بغيّهم وصلفهم وجرائمهم هو صمت الاحرار والشعوب، وسكوت اصحاب الاقلام النزيهة والدعاة الحقيقيين، تجاه هذه الجرثومة المكملة للسرطان الاسرائيلي.

لقد حققت بريطانيا المستعمر العجوز، اهدافها في منطقتنا من خلال كيانين لقيطين هما "اسرائيل" و"السعودية"، كلاهما احتلا وطنا لغيرهما وصادرا حتى الأسم منهما.. فأصبحت فلسطين "اسرائيل" واصبحت جزيرة العرب والحجاز وبلاد الحرمين "السعودية" تيمناً بجماعة من قطاع الطرق والصعاليك من الاعراب هم آل سعود... اباد الاولون الفلسطينيين والعرب بإسم الحق التاريخي والديني لليهود، وذبح الآخرون المسلمین وغيرهم بإسم التوحيد ومحاربة الشرك.. وكلاهما يعبد رأس المال ورأس الشيطان في لندن وباريس ومؤخراً واشنطن او نيويورك على اختلاف الروايات!

باختصار.. لن تنتهي مشاكل هذه الامة بوجود هاتين الغدتين السرطانيتين والمجرمتين الخبيثتين.. ستُطفأ نار ليشعلوا اخرى.. هم يعيشون على الدم والقتل.. فيا احرار العالم اتحدوا ويا حفاة أهل الأرض اخسفوا بقارون الأرض قبل ان يخسفها الله بکم لتقاعسکم... والسلام.

* علاء الرضائي