على آل سعود إما الإعتذار أو قبول العار

على آل سعود إما الإعتذار أو قبول العار
الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٩:٣٠ بتوقيت غرينتش

اكثر ما يؤسف في كارثة منى، انها كشفت عن النظرة الجاهلية لال سعود، الى المسلمين وحرمة الحرمين الشريفين، فقد اظهرت العديد من الصور كيف اقدمت السلطات السعودية على رفع جثث الضحايا بالجرافات، وتكديسها في شاحنات، الامر الذي جعل من الصعب التعرف على المفقودين للعديد من البلدان ومن ضمنها ايران حتى الان، ولم تنفع كل الاتصالات الدبلوماسية الايرانية بهذه السلطات، لايجاد الية من اجل الاسراع في تحديد مصير المفقودين، حيث كان الرد السعودي متعجرفا ومريبا.

صورة جثة الطفل ايلان كردي التي قذف بها البحر الى سواحل تركيا، هزت العالم اجمع، وجعلت اوروبا تغير الكثير من قوانينها فيما يخص اللجوء اليها، متحملة بذلك جانبا من مسؤولية مأساة اللاجئين السوريين، بسبب قوانينها، ودعمها للمجموعات المسلحة في سوريا وعلى راسها “داعش” ، ولكن صور نحو 1500 جثة للحجاج الايرانيين وغير الايرانيين، لم تهز شعرة واحدة من جسد السلطات السعودية بشقيها السياسي والديني.
الافلام والصور والتصريحات التي ادلها بها الضحايا وشهود العيان، التي وثقت جوانب من مجزرة منى، قبل وبعد وقوعها، كشفت عن حقيقة الاسباب التي كانت وراء وقوع المجزرة، وهي اسباب تقف وراءها السلطات السعودية بالكامل، عندما جعلت الحجاج يتكدسون وراء احدى البوابات التي تفضي الى رمي الجمرات، لحماية شخصية سياسية كانت متواجدة في المكان، الامر الذي ادى الى وقوع الكارثة.
مقتل هذا العدد الكبير من الحجاج والذي قد يصل الى الفي قتيل، لم تر فيه السلطات السعودية سببا يدعوها الى اظهار التعاطف مع الضحايا الابرياء، عبر تقديم الاعتذار لذويهم وللمسلمين، بل على العكس تماما، اتخذت هذه السلطات، بشقيها السياسي والديني، موقف الهجوم، ضد الدول الذي فقدت مواطنيها في منى، مثل ايران، واخذت تكيل الاتهامات ذات الشمال وذات اليمين، في موقف يشبه الى حد بعيد الهروب الى الامام.

اكثر ما يؤسف في كارثة منى، انها كشفت عن النظرة الجاهلية لال سعود، الى المسلمين وحرمة الحرمين الشريفين، فقد اظهرت العديد من الصور كيف اقدمت السلطات السعودية على رفع جثث الضحايا بالجرافات، وتكديسها في شاحنات، الامر الذي جعل من الصعب التعرف على المفقودين للعديد من البلدان ومن ضمنها ايران حتى الان، ولم تنفع كل الاتصالات الدبلوماسية الايرانية بهذه السلطات، لايجاد الية من اجل الاسراع في تحديد مصير المفقودين، حيث كان الرد السعودي متعجرفا ومريبا.
على سبيل المثال رفضت السعودية الاعتراف بوجود السفير الايراني السابق في بيروت في مراسم الحج، والذي مازال في عداد المفقودين، حتى كشفت الجهات الايرانية عن جواز سفره وتاشيرة الدخول ومشاركته في مراسم الحج، فلاذت السلطات السعودية بالصمت، ظنا منها ان بامكانها عبر اموالها ونفوذها ان تخرس الاخرين عن الكشف عن فضيحة الكبرى في كارثة منى.
الغريب انه ومع سقوط هذا العدد المهول من البشر، ومن عشرات الجنسيات في العالم، تصر السلطات السعودية، ان الحادث هو شأن داخلي سعودي، ولا يحق لاي دولة حتى لو سقط منها مئات الضحايا ان تطلب اعتذارا او تفسيرا لما جرى.
وانا اكتب هذا المقال استوقفني خبر مفاده ان الشرطة اعتقلت شابة استرالية تدعي ستيفاني مور، تبلغ من العمر 21 عاما، كانت قد ظهرت في صور وهي تسيئ معاملة سلحفاة بحرية على الشاطئ.
وجاء امر الاعتقال على خلفية الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع يوليو الماضی، حيث ظهرت الشابة، وهي من ملبورن، تركب سلحفاة بحرية على الشاطئ، مما دفع عدد من الناشطين إلى تقديم شكاوى ضدها.
يبدو ان ارواح الاف المسلمين، وكذلك حرمة اقدس مكان على الارض، لا تساوي لدى ال سعود قيمة “سلحفاة”، وهذه النظرة الى الاسلام والمسلمين ومقدساتهم، لدى ال سعود نابعة من العقيدة الوهابية البدوية النجدية، اضافة الى عقدة النقص الكبرى، التي تستشعرها السعودية، ازاء ايران، بسبب النجاحات الباهرة لطهران، على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والعسكرية والعلمية والنووية والثقافية والفنية، الامر الذي دفع هذه العقدة النفسية الى ان تتفجر على شكل نوبات من الجنون في التعامل مع جثث الضحايا الايرانيين، والحجاج الايرانيين بشكل عام، وكذلك في الموقف الدبلوماسي الارعن من كارثة منى، وكذلك نوبات الجنون الخطير في اليمن وسوريا والعراق، وعلى صعيد العلاقة حتى مع حلفائها في امريكا، وكذلك موقفها اغبى من العلاقة مع “اسرائيل”، كل ذلك يؤكد ان السعودية ماضية في جنونها حتى النهاية، ويبدو انها فضلت ركوب العار على الاعتذار، فالاعتذار ليس من شيم الاجلاف عادة.

• منيب السائح - شفقنا